قمة مكة: هل يدري أهل مكة بشعاب القدس..؟

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
من المقرر أن تنطلق في مدينة مكة المكرمة، اليوم الثلاثاء، قمة منظمة التعاون الإسلامي والتي تستمر لمدة يومين، وذلك بمشاركة واسعة لعدد من قادة الدول العربية والإسلامية بينها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يشارك على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش وكبير المفاوضيين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج.

وسيطرح الرئيس أبو مازن خلال كلمته في القمة، العديد من القضايا التي تخص الساحة الفلسطينية بينها ملفي المفاوضات المتوقفة مع إسرائيل وملف الأزمة المالية وسيطالب من الوقت ذاته من الدول العربية المشاركة توحيد الدعم العربي لخزينة السلطة التي تعاني من عجز مالي لم يسبق له مثيل، قد تسبب بتأخر رواتب الموظفين إضافة الى إنتهاج السلطة سياسة التقشف المالي.

كما سيطرح الرئيس أبو مازن المضايفات التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى سياسة الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى المبارك، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه.

في وقت، لم يبدي الشارع الفلسطيني وخاصة المقدسي، أي بصيص أمل إزاء النتائج المتوقعة من قمة التضامن الإسلامي فيما راح إلى القول " أنها لن تأت بجديد" وستكون كسابقاتها من القمم العربية والإسلامية، مطالباً في الوقت ذاته" بتعزيز الدعم العربي والإسلامي للمقدسيين الذين يواجهون سياسة التمييز العنصري والحرب الممنهجة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وقال المواطن أشرف النتشة من القدس" هذه القمة لن تكون مختلفة، ولن تقدم شيئا ملموسا للمقدسيين، مضيفاً" الدول العربية والإسلامية مطالبة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى بالتوحد إزاء قضية القدس، والمقدسيين الذين يخوضون معركة الصمود والتحدي في وجه إسرائيل.

بدورها قالت المقدسية روان مسك " بأنها تأمل من الدول العربية والإسلامية دعم صمود المقدسيين على أرض الواقع وزيادة الدعم المخصص للقدس على أن يكون هناك آلية من شأنها ضمان وصول الدعم الحقيقي لأهل القدس، قائلة " نأمل بأن يكون هناك خطاب عربي موحد في دعم القضية الفلسطينية.

ورحبت وزارة الإعلام بالسلطة الفلسطينية بانعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة، معتبرة انعقادها في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة، فرصة قد لا تتكرر لاتخاذ الإجراءات الممكنة لإنقاذ القدس في وقت استجمعت فيه إسرائيل معظم تحضيراتها للحظة بالغة القسوة. فعلى مدى سنوات الاحتلال المظلمة استهدفت إسرائيل – وما تزال- ارض القدس وأهلها ومقدساتها وذاكرتها الحضارية.

تحاصر إسرائيل القدس الشرقية بثلاث كتل استيطانية، وقضمت أنياب الاستيطان الأرض المقدسية لتبقي للمواطنين نحو 17% من مساحة القدس الشرقية فقط. وقد عزل جدار الفصل العنصري نحو ربع سكان القدس من العرب الفلسطينيين. ويواجه هؤلاء مخاطر سحب حق الاقامة في القدس منهم.

وقد دمر الاحتلال قطاعات التعليم والصحة في المدينة المقدسة، وهدم نحو 3300 مبنى يضم عددا كبيرا من الشقق السكنية. وهناك أعداد اكبر من ذلك بكثير مهددة حاليا أو مستقبلا بالهدم نظراً للقوانين والإجراءات الجائرة في مجال السكن وترخيص المباني.

تعمل إسرائيل بكل ما أوتيت على تدمير معالم المكان وطمس هويته العربية والإسلامية، فالتسريبات في مجال الحفريات تشير إلى نشوء حيز لمدينة يهودية في عمق الأرض وعلى سطحها بمحاذات الحرم القدسي إضافة إلى شبكة معقدة من الأنفاق، وتمارس إسرائيل أساليب خطرة في الحفر باستخدام المواد الكيماوية التي تترك أثارها على مجمل الطبقة الصخرية التي تقوم عليها المدينة القديمة، ولا سيما الحرم الشريف بما يجعلها مهددة بالانهيار في حال حدوث أي هزة أرضية ضعيفة نسبيا.

وهناك تداول قوي في بعض الأوساط المتابعة لقضايا الحفريات حول هزة أرضية مفتعلة قد تطيح بالمسجد الأقصى، وكامل المنطقة في أي وقت تعتبره سلطات الاحتلال ملائما ومناسباً لها.

ودعت وزارة الإعلام القمة الإسلامية المنعقدة في مكة المكرمة لبذل كل جهد متاح لإسناد القدس ومقدساتها ودعم أهلها ومؤسساتها. والتوجه للمؤسسات الدولية من أجل الضغط على سلطات الاحتلال للإلتزام بالاتفاقيات والعهود الدولية، وايقاف مسلسل الحفريات في القدس، وتحت الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وسياسة الترانسفير المنظم بحق المقدسيين.

كما تطالب وزارة الإعلام، وتناشد القمة الإسلامية الاستثنائية، باعضاءها السبعة والخمسين لتسهيل وجود لجان شعبية وطنية في بلدانهم الشقيقة، تقيم الفعاليات التضامنية مع القدس على نحو منهجي، وتدعو وسائل الاعلام في الدول الاسلامية لاعطاء المساحة المطلوبة والمناسبة لتسليط الضوء على ما تعانية القدس ومقدساتها وأهلها .

هذا وقال الأمين المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في تصريحات للصحافيين إن المملكة العربية السعودية ستضع قضية القدس في صدر هذه القمة وانه آن الأوان بأن تضع الدول الإسلامية كل ثقلها لحماية القدس والمقدسات والأقصى من مخططات التهويد والهدم والتهجير.

ولفت إلى وجود خطة قاسية للغاية تستهدف تهجير الفلسطينيين من القدس بالإضافة إلى اعتزام إسرائيل بناء "كنس" في ساحات المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم في مكان المسجد.مضيفا بأن هناك خطورة شديدة تتعرض لها مدينة القدس مؤكدا ان الجامعة العربية وزعت معلومات وتقارير كاملة على الدول العربية بشأن مخططات إسرائيل والتي تستهدف بناء الكنس وإقامة الهيكل في مكان المسجد الأقصى.

وأوضح صبيح أن الأقصى يتعرض لحصار إسرائيلي شديد وذكر بأن نسبة 80 في المئة من المقدسيين أصبحوا تحت خط الفقر حيث لا يوجد مكان للسكن ولا مؤسسات للتعليم ولا مصادر للطعام وهناك خطة إسرائيلية محكمة لتهجير هؤلاء المقدسيين مؤكدا أن صمودهم يعتمد على دعم الأمة العربية.

وأعرب عن استغرابه لعدم تنفيذ قرارات قمة سرت 2010 المتعلقة بتقديم دعم مالي للقدس بمبلغ 500 مليون دولار، مؤكدا بأن الوفد الفلسطيني المشارك في القمة برئاسة الرئيس أبو مازن لديه مشاريع كبيرة وخطة عمل لدعم القدس والمقدسات ولثبات صمود أبنائها في وجه مخططات التهويد بهدف دعم القمة الإسلامية لهذه المخططات.

وأوضح أن الجانب الإسرائيلي لديه اعتقاد بأن "العرب والمسلمين أداروا ظهروهم للقدس والأقصى" وتساءل عن الرد العربي والإسلامي على إسرائيل لتكذيب هذا الاعتقاد من مكة المكرمة في هذا الشهر الفضيل."


ويعاني الشارع العربي حالة من " الترهل" في أعقاب الثورات العربية التي أطاحت بأنظمة الحكم لا سيما مع إستمرار الإحتجاجات ضد النظام السوري، بالإضافة إلى حالة من الضبابية التي تشهدها أغلب الدول العربية التي أطاح الثوار بحكامها من بينها ليبيا.