الشعب الفلسطينى000شعب بلا امل ولاعمل

بقلم: عزام الحملاوى


لاشك أن الأمل والعمل خطان متوازيان ومتلازمان ومكملان لبعضهما البعض,لايستطيع احدهما أن يحل محل الآخر او أن يكون بديلا عنه, لان هناك صلة قوية تربط بين الأمل والعمل,وان فقدان الأمل هو فقدان للعمل والعكس, فلا يوجد أمل بدون عمل يضمن للمواطن الحياة بعزة وكرامة, ولايوجد عمل ناجح وخلاق بدون أمل يمنح الشعور بالفرح والمتعة والسرور ويؤكد بان المستقبل أفضل من الحاضر, وبهذين العنصرين المكملين لبعضهما الأمل والعمل, تحقق الدول استقرارها وسعادتها وتقدمها نحو الأفضل لتحقيق انجاز تلو الأخر بدافع من الأمل الذي تتسلح به, ويضمن لها الإبداع والتفوق والمنافسة القوية المعتمدة على العمل وليس على البطالة والأحلام 0

إن الإنسان لايمكن أن يعبر عن ذاته وطموحاته إلا بعمله وإنتاجه وإبداعاته, وما يتركه من انجازات في مجالات العمل المختلفة التي يقوم بها, وفى المقابل هناك أناس لاتعمل وتعيش عالة على غيرها ومجتمعها, وهؤلاء لايعتبروا أناس منتجين ومفيدين لوطنهم ومجتمعهم ,لذلك ليس من المستغرب أن هناك أفرادا وشعوبا يوجد لديهم العمل ولا يعملوا, وتعتمد دولهم على الاستيراد من الخارج في معظم احتياجاتها, وإذا عملت فان إنتاجها لايكون له اى جودة ولا يعود باى فائدة اقتصادية تذكر على بلاده, وإذا مافرض عليها مقاطعة او حصار تعجز البلد عن توفير ابسط الأمور الحياتية لشعبها كما هو الحال في بعض الدول العربية0وهناك شعوب لاتجد العمل مثل شعبنا الفلسطيني وخاصة في غزة, وبذلك يقضى على أملها الذي تبحث عنه حتى تصبح من الناس المنتجة والمبدعة, والتي يمكن أن يكون لديها القدرة على أن تنافس اعتي الصناعات التي تصنع في دول أخرى, وبهذا يكون قد قضى على أملها وأصبحت عالة على المجتمع والحكومة, وهذا سيترتب عليه مشاكل اجتماعية واقتصادية وغيرها0

لهذا أصبح من الضروري أن توفر الحكومة العمل لشعبها وشبابها, وعليها عدم تجاهل هذه القضية الملحة وعدم تهميش خطط التشغيل, فحكومتي رام الله وغزة هما المسئولتان عن تردى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية, لذلك عليهما التحرك لوضع الحلول بإيجاد العمل حتى تستطيعا أن تخلق الأمل لدي الشعب في المستقبل, حتى يستطيع المواطن أن يؤهل نفسه لمجال المنافسة التي تشعره بقيمته كانسان منتج لديه الإحساس بالمسؤولية والسعادة والأمل في المستقبل لتحقيق انجازات أخرى تضمن له التفوق والابداع0

لذلك فان العمل يشرع أبواب الأمل الذي يشجع على الحياة, ورغم ذلك فان أوضاع شعبنا في فلسطين تشير إلى غياب الأمل نتيجة غياب العمل وانتشار البطالة, وهذا ساعد على انتشار حالة اليأس التي تلعب دور اساسى في إضاعة الوقت, وعدم الرغبة في العمل حتى وأن وجد, ورغم هذه الحالة التي وصل إليها شبابنا إلا أننا نجد الكثير من التصريحات والشعارات التي تثير اليأس والإحباط , ولاتعمل على حل المشاكل والأزمات التي يعانى منها شعبنا, او تعمل على إيجاد واقع جديد بشئ من التغيير الحقيقي الذي يغير من أوضاع الشعب ويسد احتياجاتهم اليومية, ويخلق فرص عمل للشباب لكي ينتقل الشعب إلى مرحلة بناءة جديدة من الحياة المستقرة الهادئة والخالية من المشاكل والبؤس والاحباط0

إن هذه الحالة المنتشرة في قطاع غزة تعمقت منذ انقلاب حماس, حيث فقد الإنسان الفلسطيني الأمل والعمل وواجهته ظروف الحياة الصعبة, وجعلته يلهث وراء رغيف الخبز فلا يجده لعدم وجود فرص العمل وانتشار البطالة, وكان نتيجة هذا الوضع الصعب, أن الإنسان الفلسطيني فقد ثلاث أشياء أساسية في حياته وهى الحرية, والأمل, والعمل, وبغياب هذه الأساسيات الثلاث توقف الإنسان الفلسطيني عن الخلق والإبداع, وتحول إلى قطع شطرنج يسير دون أن يبدى اعتراضا على شئ, وكان من المفترض على القادة الذين تهمهم حياة شعبهم وحل مشكلاته, او على الأقل الحد منها وعدم انتشارها, إيجاد الحلول العملية والواقعية وذلك بإيجاد العمل الذي سيحقق الأمل للشعب بدلا من جعلهم الاعتماد على القروض, والمعونات, والكوبونات,والصدقات, وكان يجب أن يعلموا أن مثل هذه الحلول هي حلول مؤقتة ولاتعمل على حل مشاكل شعبهم, بل تعمل على تفاقمها وتعمل على زيادة انتشار البطالة بين أبناء الشعب الفلسطيني 0

إن الحل الأمثل للخروج من هذه الأزمة وواقع التهميش, والفقر, وانتشار البطالة في صفوف الشباب, هو وضع الخطط الواضحة من قبل حكومتي غزة ورام الله للتعاطي مع هذه المشكلة التي تؤرق الجميع, وإيجاد الحلول الواقعية لها, وهي خلق فرص العمل, واستغلال القطاع الخاص بشكل صحيح, وفتح أسواق عمل في الخارج للخروج من حالة البطالة, حتى لانتخلف عن بناء الدولة المدنية الحديثة التي تعتمد على أبنائها المنتجين, وعلى القادة أن يعلموا أن بناء الدولة المدنية الحديثة لايكون ببناء الأبراج الشاهقة, ولا بتزيين الشوارع بالإعلام, إنما يكون ببناء الإنسان الفلسطيني, فماذا صنعت القيادات في إعداد هذا الإنسان وبنائه؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت