رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض، في حديثه الإذاعي اليوم الأربعاء، الذي كرسه للحديث حول قضايا الشباب ومسؤولية السلطة الوطنية في رعايتهم واحتضانهم والاستجابة لمتطلباتهم، إن الانتخابات استحقاق دستوري للمواطن وتستجيب لتطلعات الشباب في المشاركة السياسية.
وشدد على أن شباب فلسطين هم "المحرك الأساسي لعملية البناء الشاملة التي تحشد لها السلطة الوطنية كل إمكانياتها، وهم يخوضون اليوم، مع باقي مكونات المجتمع الأخرى، معركة التحرر الوطنيّ ومواصلة تعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة.
وأكد فياض، خلال حديثه الذي جاء لمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي كان قبل يومين، أن "شبابُنا ينخرطُ اليوم في تكريس واعتماد نهج المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة ظلم الاحتلال الإسرائيلي وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، ويُسهمون في تعزيز صمود وثبات شعبنا".
وقال:" تتزايد أهمية هذه المناسبة في بلادنا التي يعتبر المجتمع فيها فتياً بامتياز، حيث تبلغ نسبة الشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة حوالي 30% من إجمالي السكان، وبواقع مليون وثلاثمائة ألف شاب. وتؤكد إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن مجتمعنا سيبقى يافعا وفتيا خلال العقدين القادمين أيضا".
وأضاف:" لقد لعب شبابنا دورا رياديا وهاما في رحلة شعبنا وسعيه المتواصل لنيل حريته واستقلاله، وساهموا في حماية وصون الهوية الوطنية على مر المراحل المختلفة، وشكلوا ركيزةً أساسيةً من ركائز النضال الوطنيّ والبناء الديمقراطي".
وأردف: إن معدلات النجاح العالية في امتحانات الثانوية العامة سنوياً تُبرز الطاقة الهائلة الكامنة لديهم، كما أن مشاركة عدد منهم في أولمبياد لندن لعام 2012 ورفع علم فلسطين فيها، متحدين كافة العراقيل والمعيقات، بالإضافة إلى انخراطهم في العديد من الأنشطة والفعاليات والمبادرات المجتمعية، وتوقهم لتكريس حقوقهم في المواطنة، بما في ذلك حرية التجمع والتعبير والإبداع والمشاركة السياسية والاجتماعية، تُبرز كلها جاهزيتهم وقدرتهم على الإسهام الحقيقيّ في ورشة العمل والبناء الشاملة بكل مكوناتها.
وشدد رئيس وزراء السلطة على ضرورة فتح الآفاق لتعزيز مشاركة الشباب كما ونوعا في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، والارتقاء بمستوى الرعاية والخدمات التي تقدم لهم، وبلورة الحلول الملموسة للقضايا والمشكلات التي يواجهها هذا القطاع، وبما يساهم في بناء قيادات شابة مؤهلة ومُدربة وقادرة على الإسهام في النهوض بطاقات شعبنا وبقدرته على إنجاز أهداف مشروعه الوطني التحرري.
واعتبر أن كل هذا يستدعي التقدم بمبادراتٍ خلاقة للإسهام في إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، تقوم على ضرورة إشراك المواطن والشباب بصورة خاصة في تحمل المسؤولية الوطنية لإغلاق هذا الفصل المأساوي في حياة شعبنا.
وأكد فياض على أنه وأمام هذا المأزق وما يُواجه الشعب الفلسطيني من تحديات، لم يعد من خيارٍ لتحقيق هذا الهدف سوى العودة للشعب، والتقدم بثقة نحو الانتخابات سواء المحلية أو العامة باعتبارها الرافعة الأساسية لاستنهاض طاقات شعبنا، وحماية انجازاته الوطنية والديمقراطية، وبما يساعد في التصدي للقضايا والمعضلات الأساسية الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يُواجهها شعبنا والنظام السياسيّ الفلسطينيّ وبما يوفر متطلبات إعادة بنائه على أسسٍ ديمقراطية تُكرس المواطنة وتُعزز المشاركة في مواجهة هذه التحديات.
وقال: "الانتخابات هي استحقاقٌ دستوريّ للمواطن على النظام السياسيّ برمته، وتُمكن جموع الشباب الذين بلغوا السن القانونية من المشاركة الفاعلة في بناء وطنهم ومستقبلهم".
واستطرد: نحن ندرك تطلعات شبابنا وحاجتهم، كما شباب المنطقة بأسرها، للحرية والكرامة والديمقراطية والمشاركة السياسية واحترام حقوق الإنسان. وهذا يشكل بالنسبة لنا سببا إضافيًا لإعادة صياغة الأولويات والسياسات القادرة على مواكبة هذه التطورات والتغييرات، والاستجابة لاحتياجات الشباب ومطالبهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا بل والسياسية أيضاً.
وحول إيجاد حلول للحد من ظاهرة البطالة سيّما في أوساط الخريجين، دعا رئيس الوزراء إلى تعزيز التكامل وتوزيع الأدوار بين مؤسسات القطاع الحكومي من جهة، والقطاعين الأهليّ والخاص من جهة ثانية، ودعا أيضاً إلى العمل على استمرار الحوار مع كافة مكونات المجتمع لتحديد الأولويات والتدخلات اللازمة لتطوير رزمة الخدمات المُقدمة إلى قطاع الشباب وضمان استجابتها للتحديات الراهنة.