سلفيون يهاجمون عميد الاسرى اللبناني سمير القنطار بالسيوف

تونس ـ وكالة قدس نت للأنباء
نجا عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار في الخروج سالما من مهرجان الأقصى الذي نظم بتونس بعد مهاجمته من قبل عدد من السلفيين المتشددين بالهراوات والسيوف.

جاء ذلك فيما اتهم منظمو "مهرجان الأقصى" في تونس جماعات سلفية بـ"محاولة قتل" ضيف شرف المهرجان سمير القنطار السجين اللبناني السابق في إسرائيل المعروف باسم "عميد الأسرى اللبنانيين".

وأوردت وكالة الأنباء التونسية ان صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح (غير حكومية) التي نظمت المهرجان الجمعة الماضية اتهم "مجموعات تكفيرية (..) بمحاولة قتل" القنطار من أجل "موقفه المعارض للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية ولدورها في الصراع الدائر في سورية".

وأدلى القنطار بتصريحات لوسائل إعلام تونسية هاجم فيها "آل سعود" من أجل "تآمرهم" لاسقاط النظام في سورية التي وصفها بأنها "آخر قلاع الممانعة" في الوطن العربي.

ويقول معارضون تونسيون أن جزءا من السلفيين في تونس يعتنقون الفكر الوهابي ويعتبرونهم تابعين للسعودية التي تسعى، حسب رأيهم، إلى توظيفهم "لتغيير نمط المجتمع التونسي".

وطالب صلاح الدين المصري الحكومة وحركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس، ووزارة الشوون الدينية بـ"تحمل مسؤولية مواجهة الخطر الذي يمثله التكفيريون ومن يصفون انفسهم بحماة الشريعة".

واضاف "هناك العديد من الاصابات البليغة. تصرفهم جاء للاحتجاج على حضور القنطار في المهرجان بسبب رفضهم لتصريحاته الاخيرة بخصوص موقفه من سورية".

وكان القنطار الذي يوصف بانه عميد الاسرى في السجون الاسرائيلية قبل اطلاق سراحه قد اعلن في تجمع بتونس منذ يومين رفضه لما يجري في سورية معتبرا انه يهدف لبسط الهيمنة الامريكية الاسرائيلية في المنطقة.

وهذا ثالث هجوم سلفي خلال يومين على مهرجان ثقافي ينظم بتونس بعد الاعتداء على مسرحية للممثل لطفي العبدلي وإيقاف عرضها في مدينة منزل بورقيبة بمحافظة بنزرت ليل الاثنين/الثلاثاء وإيقاف عرض آخر لفرقة ايرانية بمحافظة القيروان ليل الأربعاء/الخميس.

وذكرت تقارير إعلامية ليل الخميس/الجمعة أن مجموعة محسوبة على التيار السلفي المتشدد في تونس هاجمت "مهرجان الأقصى" الذي نظمته الرابطة التونسية للتسامح بمدينة بنزرت أقصى شمال البلاد (60 كلم شمال العاصمة)، مستخدمة الهراوات والسيوف.

وقامت العناصر السلفية بمهاجمة الحاضرين مخلفة ثلاثة مصابين تم نقلهم إلى المستشفى.
وصرح رئيس الرابطة التونسية خالد بوجمة إن العضو في الرابطة منجي الطياشي أصيب في رأسه واستوجب اسعافه بـ16 غرزة.

كما اصيبت امرأة بضربات في رأسها، بحسب راديو "موزاييك".
ونجح سمير القنطار الذي كان ضيف شرف في هذا المهرجان بدار الشباب ببنزرت في مغادرة المكان من الباب الخلفي، فيما تدخلت قوات الشرطة في وقت لاحق لتفريق المهاجمين باستعمال الغاز المسيل للدموع.

وتعلن الجماعات السلفية في تونس دعمها للانتفاضة السورية سعيا لاسقاط النظام الذي تصفه بانه كافر. ويشارك عشرات السلفيين التونسيين في القتال المستمر الى جانب مقاتلي المعارضة السورية.

وقالت وزارة الداخلية ان قواتها اضطرت لاستعمال القنابل المسيلة للدموع لانهاء هجوم السلفيين على الحفل الذي كان يقام بدار الشباب في مدينة بنزرت الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمالي العاصمة تونس.

وقال بيان لوزارة الداخلية "تدخلت الوحدات الامنية وفرقت المعتدين باستعمال الغاز المسيل للدموع وتم ايقاف 4 منهم... والابحاث جارية للتعرف على بقية المعتدين".

وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي شنت هجوما عنيفا على القنطار، ودعت إلى طرده و"تأديبه" لأنه "شيعي"، مع الإشارة الى ان القنطار درزي، كما هلل البعض لهذا الهجوم، حيث كتب أحدهم "الله أكبر الله أكبر، الأخوة السلفيون يطردون المدعو سمير القنطار (شيعي نجس من حزب اللات)، هو وأعوانه من أنصار بشار (الأسد) في بنزرت، الضرب كان بالسيوف والهراوات وألحقوا بهم إصابات خطيرة...".

وفي المقابل ردت صفحات أخرى بوصف هذا الهجوم بالوحشي، وبالاعتذار للقنطار، حيث كتب أحدهم "عفوا سمير القنطار...فقد جئت الى بلد تحكمه جرذان الناتو...عُد إلينا عندما نكنسهم الى مزابل التاريخ".

ولفت مراقبون إلى أن الهجوم يأتي بعد تصريحات للقنطار ناشد فيها الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية "الخروج في يوم القدس العالمي والإعلان أن تونس ستكون رأس حربة في مواجهة الكيان الصهيوني (إسرائيل)".