غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يتمنى الأسرى المحررون المبعدون إلى قطاع غزة أن تنتهي قضية (إبعادهم) عن أهلهم وذويهم وقراهم في مناطق الضفة الغربية والقدس في العيد القادم, وعبروا عن مشاعرهم المختلطة بين الحزن والفرح في عيد الفطر السعيد وعن حالة الشوق التي تزداد يوما بعد يوم منذ أن تم تحريرهم وإبعادهم ضمن صفقة التبادل التي أبرمتها حركة "حماس" مع إسرائيل برعاية مصرية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في يونيو/ حزيران 2006.
ويقول الأسير المحرر والمبعد إلى غزة , نصر شقيرات (41عاما) من مدينة القدس, لمراسل وكالة قدس نت للأنباء إن "العيد هو من المناسبات التي تفرح وتبتهج بها قلوب المسلمون ولحظة لتقارب وتجمع الأحبة ومبادلة التهاني وأنه كأسير مبعد إلى القطاع يشعر بأن فرحة العيد منقوصة بغياب الأهل" .
ويضيف, بان "الفرحة ما زالت منذ لحظة الإفراج إلى اليوم لم تكتمل بسبب بعده عن الأهل والأصدقاء وأن الفارق ما بين الماضي والحاضر هو أنه الآن خارج السجن" .
ويتابع حديثه "رغم ما اشعر به من مشاعر الشوق في عيد الفطر, لكن أنا وجميع الأسرى المحررون إلى قطاع غزة مصممون على أن نتخطى هذه الحواجز، وأن نمارس حياتنا الطبيعية وأن نخرج ونتبادل الزيارات مع الأسرى المحررين جميعهم وأن نحرص بأن تكون الهمم عالية لأن طريق التحرير طويلة ".
ويلفت الأسير المحرر شقيرات الذي حكم عليه 82 عاما في سجون الاحتلال أمضى منها 19 عاما قبل أن يخرج في صفقة التبادل, بأن الأعياد داخل السجون لها طابع خاص يشعر به كل أسير مازال داخل السجون وكل من خرج منها, قائلا " يتبادل كل الأسرى داخل السجون الإسرائيلية مشاعر الأسى والحزن في كل مناسبة تمر، رغم أن الأسير لا يجد بجانبه أمه وأبيه وأخوته وأصدقائه ".
وعن تجربته داخل السجن وكيف كان يقضى أيام العيد قال إن "الاحتلال يتعمد الإساءة للأسرى الفلسطينيين داخل السجون في المناسبات والأعياد وأن هناك إساءة واضحة ومتعمدة يقوم بها الاحتلال للأسرى، وأتذكر منها قضية التفتيش المهين للأسرى في أيام العيد، فكنا نشعر بمشاعر التعازي ونتبادل الزيارات لنتخطى ما يفعله الاحتلال ونتغلب على كل ما نعيشه داخل السجن ."
الأسير المحرر نصر شقيرات ( أبو محمد) والذي تزوج من فتاة من قطاع غزة , وهي شقيقة الأسير إياد أبو ناصر والذي ما زال يقبع داخل سجون الاحتلال, قال إن "الاحتلال تعمد الإساءة للأسير إياد بقضية السماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أسراهم مضيفا " لقد سمح الاحتلال فقط للأب والأم بزيارة ابنهم داخل السجن وأتساءل من مات أمه وأبيه من سيزوره، لافتا بأن الاحتلال أعطى تصريح لوالد الأسير إياد مع علمه بأنه متوفي وكان يقصد بذلك إهانته ".
ويقول الأسير المحرر والمبعد إلي قطاع غزة, إنه يتمنى الصلاة في المسجد الأقصى المبارك ودعا ربه بأن يأتي العيد القادم وقد رجع كل الأسرى المبعدين إلي مدنهم وأهلهم وتحررت فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
من ناحيته أرسل الأسير المحرر والمبعد إلى غزة مازن علوي من مدينة القدس, رسالته إلى أهله قائلا " كل عام وانتم بخير بأول أيام عيد الفطر وأتمنى أن يكون الجميع بصحة وبخير . "
ويقول علوي الذي قضي داخل السجون الإسرائيلية 21 عاما قبل أن يفرج عنه في صفقة التبادل لمراسلنا, إنه "ينتظر زيارة أقارب زوجته عائلة الفقعاوي من غزة , وبعدها سيقوم بزيارة الأسرى المحررين في الصفقة ومن ثم سيخرج هو وزوجته للمرافق العامة والبحر ويعيش أجواء العيد ."
ويضيف بأنه رغم وجوده في شطر الوطن الثاني ( قطاع غزة ) , إلا أن قضاء العيد وسط الأهل والأقارب يبقى له طعمه الخاص والمختلف وأن مشاعر العيد لا تكتمل إلا بحضرة الأحباب جميعا متمنيا بأن يعود في أقرب وقت إلى مدينة القدس .
ولفت إلى أن الأسرى الفلسطينيين داخل السجون في الأعياد يقومون بالتجمع للصلاة ويتبادلون التهاني منذ الصباح الباكر ومن ثم يتبادلون الزيارات بينهم .
وتضمنت صفقة التبادل التي أفرج بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيا على مرحلتين ، إبعاد 167 أسيرا من الضفة والقدس إلى غزة وإبعاد40 أسيرا إلى خارج الأراضي الفلسطينية بينهم أسيرتان .