كيف يكون للفلسطينيين قيادة سياسية عليا، تحمل أسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحين تسمع عن الإرهاب اليهودي بحق الفلسطينيين تصم أذنيها! وحين ترى الاعتداء اليهودي اليومي على المواطنين، تطبق جفونها! وكأن الأحداث في جنوب أفريقا، أو ماليزيا، لا يعني قيادة المنظمة من قريب أو بعيد؟! كيف يكون للفلسطينيين قيادة تسمع وترى ولا تقدم استقالتها؟ أليست هذه هي القيادة التاريخية المسئولة عن التوقيع على اتفاقية أوسلو؛ التي سهلت على المستوطنين مضاعفة أعدادهم في الضفة الغربية عدة مرات، وسهلت على اليهود التحكم بالممرات الواصلة بين مدن الضفة الغربية، ومكنتهم من السيطرة على كل المرتفعات؟!.
إن الجرائم الجماعية البشعة التي ينفذها المستوطنون اليهود ضد العرب الفلسطينيين ليست عملاً عفوياً، إنها ثمرة عشرين عاماً من المفاوضات العبثية، وهي ثمرة تواصل التنسيق الأمني، وهي ثمرة خيار المفاوضات الوحيد الذي أعلن عنه رئيس السلطة الفلسطينية السيد عباس مراراً وتكراراً، بعد أن قيد طاقة الشعب الفلسطيني، وألغى قدراته على المقاومة.
سيواصل المجرمون الصهاينة حرق الفلسطينيين، وسيمزق اليهود المتطرفون القرآن الكريم بأيديهم علانية، وسيتواصل الإرهاب اليهودي بكافة الأشكال، حتى يستكمل سحق الكرامة الفلسطينية، ويتمم نهب أرض، طالما بقت السلطة الفلسطينية على حالها، وطالما افتقدت القيادة السياسية الجرأة على تقديم استقالتها، وتحمل المسئولية، والاعتراف بفشلها في حماية الأرض الفلسطينية، وفشلها في توفير الأمن للإنسان العربي الفلسطيني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت