في الذكرى الـ11 لاستشهاد أبو علي مصطفى..الشعبية تدعو لصياغة مشروع وطني جديد يعتمد كل وسائل النضال

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصائل الفلسطينية لضرورة صياغة مشروع وطني جديد تتوحد به كل طاقات وقوى الشعب الفلسطيني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة التي باتت تهدد أكثر من أي وقت مضى القضية الفلسطينية .

جاء ذلك في مهرجان مركزي أقامته الجبهة الشعبية، اليوم الاثنين، في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة لإحياء الذكري الحادية عشرة لاستشهاد أمينها العام أبو على مصطفي , تحت عنوان " لن نقبلها مقايضة.. فالدماء الفلسطينية ثمنها الحرية والاستقلال ".

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ، مسؤول فرعها في قطاع غزة كايد الغول, خلال كلمة له في المهرجان إنه "لابد من كل الفصائل الفلسطينية مراجعة المرحلة السابقة بكل تفاصيلها بشكل جدي والخروج بمشروع وطني جديد لاعتماد كل وسائل النضال بما يعزز مواجهة الاحتلال ومشاريعه التي استفحلت في ظل الانقسام القائم" .

وأضاف بانه "آن الأوان لموجهة هذا العدو بجهداً وطنياً بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة التي تراجعت في ظلها القضية الفلسطينية وتمادى الاحتلال في ممارساته وتفاقمت معاناة الفلسطينيين في شتي جوانب الحياة التي يعيشونها , وانشغلوا كثيراً عن قضيتهم الاساسية والتي ضحى من أجلها القادة والشهداء". وأكد الغول على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية والنقابية في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتابع كلمته أمام حشد كبير من مؤيدي وأنصار الجبهة بحضور ممثلي القوى السياسة والمجتمعية في قطاع غزة قائلاً إن "الانقسام فاقم معاناة الشعب الفلسطيني وقيُدت في ظله الحريات وتفشت البطالة وارتفع مستوى الفقر وازدادت أزمة الكهرباء وتلوث المياه، و أضاف " يا أيها الانقساميون لن نصدقكم إلا إذا طبقتم اتفاق المصالحة " بالإشارة إلى طرفي الانقسام حركتي "فتح وحماس" .

واستذكر الغول مواقف وحياة الأمين العام للجبهة الشعبية الراحل أبو على مصطفي قائلاً " كان قائداً مثالياً في سبيل نيل حرية شعبنا ومن حقه علينا أن نخلد ذكراه وعمله الذي قام به والمشروع الذي حملهُ ففيه تكثف النضال والتواضع وقيامه بمهامه على أكمل وجه " .

ولفت بان أبو علي مصطفي كان يتمتع بوضوح الرؤية والأهداف والوسائل والمسار المؤدي إلى تحقيق الحرية، وبأهمية الاعتماد على الشعب واشراكه في تقرير السياسات التي تتعلق بمصيره، وفي عمق الانتماء للأمة العربية بمشروعها القومي التحرري الديموقراطي، ولمعسكر التقدم والاشتراكية على الصعيد الكوني.
ورأى الغول بان الهدف من وراء اغتيال أبو على مصطفي هو اغتيال المشروع الوطني النضالي الذي كان يحمله والذي كان يهدد المشروع الصهيوني قائلاً " رفاقك ادركوا ما ارادهُ الاحتلال ونعاهدك أن نبقي نحمل مشروعك الذي ضحيت من أجله " .

وفي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية والاسلامية ، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" زكريا الأغا، إن "اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية، ذلك القائد الوطني والقومي الكبير مثل خسارة لشعبنا الفلسطيني، وللحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة."

وأكد الأغا أن "ظرفنا الدقيق يقتضى أعلى درجات المصارحة، ولا أظن أن نقرأ ما يريده عدونا لكي نحدد ما الذي ينبغي علينا عمله، إن العدو لا يبحث فقط عن قيادة وطنية بديلة لتحل محل قيادة لا ترضيه بل يعمل أيضاً عملا منهجيا نراه رؤية العين في كل ما يقوم به، وهدفه تفكيك كل تمثيل وطني أنجزه شعبنا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وتدمير مقومات نشوء الدولة الفلسطينية".

وأضاف "كان أبو علي مصطفى طوال مراحل النضال الماضية قائدا تاريخيا صاحب مبادئ، تصدر الصفوف في سبيل حماية الهوية الوطنية الفلسطينية، وحقوق شعبه الوطنية الثابتة، وكان أيضاً محط احترام كل الشرفاء والاحرار، فكانت مواقفه الوطنية يستمد الاحرار منها طهارة النضال ومن افكاره يستمد شعبنا مواقف الوحدة والتواصل".

بدوره، قال نجل الشهيد الراحل، الدكتور هاني الزبري في كلمة له أن ذكرى والده تستحضر معها ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره عن أرضه، مستذكرا رواية والده ليوميات الثورة والاعتقال مع المناضلين الفلسطينيين والعرب، لافتاً إلى أن والده كان المهاجر قسرا عن وطنه، والمناضل الصنديد الذي حمل هم الوطن.

وأبو علي مصطفى سياسي فلسطيني ولد عام 1938م في عرابة، قضاء جنين، اسمه الكامل مصطفى علي العلي الزبري، شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, وكان أول زعيم سياسي فلسطيني من الصف الأول يتم اغتياله من قبل إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى بتاريخ 27/8/2001 م إثر قصف جوي استهدف مكتبه في مدينة رام الله .