الرئيس محمود عباس يتعرض لحملة سياسية ودبلوماسية وإعلامية شرسة من وزير خارجية دولة الاحتلال افيغدور ليبرمان، والرئيس عباس يرد عليه امام وفد من الحاخامات اليهود استقبلهم في مكتبه برام الله “إن اسرائيل وجدت من اجل ان تبقى دولة لها كيانها وليس لأن تزول”.
والفصائل الاسلامية والوطنية استنفرت مستنكرة تصريحاته بالبيانات والتصريحات الصحافية في سجال اعلامي تعودنا عليه، ومن دون ان يغير من قناعات عباس وتوجهاته، او حال الفلسطينيين المستمر في التردي والانحطاط.
تصريحات ليبرمان لاقت ردا فتحاوياً إعلامياً باهتاً للاستهلاك المحلي، ولم يوجه للمجتمع الدولي الذي تلقى رسالة ليبرمان، وكانت ردة فعل تنظيم حركة فتح بإطلاق حملة مبايعة لعباس عبر موقع التواصل الاجتماعي ” الفيسبوك” تحت شعار “كلنا خلفك يا ريس”.
هذا يجري والقضية الفلسطينية ليست موجودة أصلاً على اجندة نتنياهو وتمثل أخر اولوياته، وهذا ليس جديد فهو منذ أن اصبح نتنياهو رئيساً للحكومة قبل ثلاثة اعوام، فهو ليس مهتما بما يسمى العملية السياسية مع الرئيس عباس، ويعتبر هذا ذلك هامشيا بالنسبة له، وهو يريد أن يكون هدوء كي يركز في مواجهة ايران.
وفي قطاع غزة ومع بدء العام الدراسي الجديد تعود الفلسطينيين على إطلاق صواريخ على دولة الاحتلال بين الحين والأخر ما يشير إلى الحال الذي نعيشه وتضارب المصالح وأخذ غزة ساحة للتدريب والقتل، فإطلاق الصواريخ من قطاع غزة بهذه الطريقة يثير غضب الغزيين الذين يرون في من يطلقون الصواريخ بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، ويعزز من قناعتهم بأنهم يوفرون لدولة الاحتلال المبررات لضرب غزة وسقوط الابرياء واستمرار العدوان.
وان مقاومة الاحتلال لا تقتصر فقط على اطلاق الصواريخ حسب مزاج مجموعة او افراد لم يفوضهم احد بإطلاق صواريخ تسقط في العادة في مناطق خالية، ولم تسفر عن أي إصابات، وربما تصيب بعض المنازل بطريق الخطأ ولحسابات معلومة وغير معلومة.
إسرائيل تعلم ان حماس غير معنية بالتصعيد، وهذا يبين أن إسرائيل غيرت قواعد اللعبة التي كانت قائمة بينها وبين حماس وفصائل المقاومة، والاكتفاء بتحميل حركة حماس المسؤولية وعدم استهداف مواقع حكومية وأمنية مأهولة، و هذا ربما لن يدوم وتحين مرحلة الحساب ونحن اضعف من أن نتصدى لعدوان اسرائيلي شرس، ولا نحتمل ما يترتب عليه.
وعليه يجب أخذ تهديدات وزير الجبهة الداخلية الاسرائيلي الجديد أفي ديختر على محمل الجد لحركة حماس بالرد العنيف على استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة حيث قال: “ان اسرائيل ستضطر الى تغيير استراتيجية الردع ضد “الارهاب” في غزة، ولا يمكننا الرد على اطلاق الصواريخ بالتنقيط كما يفعلون”.
النقاش الإسرائيلي حول غزة لم يتوقف وهي في دائرة الحدث، وحتى وإن كانت اسرائيل تريد منا الهدوء كي تتفرغ لإيران لكن هذا لا يمنع اسرائيل من شن عملية عسكرية سريعة خاطفة ومحسوبة لتكسبها.
وكانت تصريحات متكررة لرئيس هيئة الاركان الاسرائيلي غنتس “يجب تقصير مدة الحرب قدر الإمكان، والسرعة يجب أن تعتمد على استخبارات نوعية ووتيرة عمل سريعة، ولذلك يجب الحفاظ على الجاهزية وعلى الموارد البشرية للجيش، وبدون ذلك سيحصل مس بالإنجازات التي حققها الجيش في السنوات الأربع الأخيرة”.
بين هجوم ليبرمان وتصريحات عباس وصواريخ غزة، هذا هو واقع الفلسطينيين، الرئيس عباس لن يغير من قناعاته وتصريحاته وربما نفاجأ انه يجري مفاوضات سرية، والفصائل ستستمر في بيانات الشجب والإدانة لكل شيئ من دون اتخاذ خطوة للإمام، ولن يكون هناك لا ردا دبلوماسيا ولا حتى اعلاميا ناضجا ضد تصريحات ليبرمان موجها للمجتمع الدولي.
وكيف يكون هناك رد وهذا الحال من الهدوء المخزي على إستمرار الاحتلال وجرائمه؟ ورئيس وزراء السلطة سلام فياض يطلب النصح والمساعدة في الازمة المالية التي تعاني منها السلطة من وزير مالية حكومة نتنياهو العنصري ومحافظ بنك اسرائيل “ستلي فيشر”.
وسيبقى الحال على ما هو عليه من ضعف ووهن وهشاشة، وفي النهاية نحن من نتحمل المسؤولية ومن يقع عليه اللوم، وفي غزة شخص واحد يستطيع قلب كل الاوراق من خلال اطلاقه صاروخ يصيب بالخطأ اسرائيليين، والناس هم سيدفعون ثمن ذلك.
31/8/2012
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت