بئر السبع – وكالة قدس نت للأنباء
خرقت مجموعات يهودية التفاهمات التي ابرمتها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب مع الشرطة الاسرائيلية بمنع تنظيم مهرجان "الخمور" في باحة المسجد الكبير في بئر السبع .
فخلال ساعات الليل قامت مجموعات من اليهود بإدخال كؤوس الخمور وشربت هذه الكؤوس داخل باحة المسجد، الأمر الذي يعد خرقا للتفاهمات، علما أن الشرطة الاسرائيلية لم تمنع أحدا ممن يحملون الكؤوس من الدخول لباحة المسجد، أو لم تمنع من الاقتراب من المسجد..
وعلى اثر ذلك عقدت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جلسة لها ، تمخض عنها، تنظيم اجتماع الاثنين القادم للجنة المسجد، لوضع برنامجا للعمل على الدفاع عن المسجد التاريخي.
وستبدأ لجنة المسجد بممارسة عملها، اعتبارا من يوم الاثنين، كما مارست اللجنة ضغوطا على الشرطة لعدم تكرار الخروقات، علما بان هذا اليوم هو الأخير لمهرجان الخمور.
وجاء في بيان لجنة التوجيه، عقب الجلسة ما يلي:" تنظر اللجنة بخطورة هلذه التجاوزات الفردية لبعض المشاركين في المهرجان بعد أن تم نقل المهرجان خارج ساحة المسجد ، بعكس النهج الذي كان متبعا خلال السنوات الأخيرة حيث كان يقام المهرجان في باحة المسجد ".
وقال البيان إن "هذه التجاوزات تشكل نقض للعهد الذي قطعته بلدية بئر السبع على نفسها ." وحملت لجنة التوجيه في اتصالاتها مع الجهات المختصة البلدية والشرطة المسؤولية عن هذه التجاوزات , معتبرة بان الحل الوحيد الذي يضمن حماية المسجد وساحته هو اعادته للمسلمين بعد 64 عام من المصادرة والحرمان والتعاطي معه كمتحف.
وتوجهت اللجنة لرئيس بلدية بئر السبع، مطالبة إياه بإخراج كل المعالم والآثار من داخل المسجد وإعادته للمسلمين أصحابه الشرعيين .كما قررت تشكيل لجنه خاصة لمتابعة شؤون مسجد بئر السبع على كل المسارات والمستويات حتى تحريره.
وفي رد الحركة الإسلامية في داخل اراضي 48 على هذه الخطوة أكدت على مواصلة المشوار بعدد من الطرق لإعادة افتتاح المسجد للصلاة، وتوجهت الحركة الإسلامية لدول العالم الإسلامي والعربي بالضغط على إسرائيل من اجل افتتاح مسجد بئر السبع للصلاة للمسلمين.
كما دعت الدول العربية بالضغط من اجل إجبار إسرائيل على احترام الحقوق الدينية للأقلية المسلمة في البلاد.
وبين الشيخ طلب أبو عرار، مدير الكتلة البرلمانية في الكنيست للقائمة العربية والعربية للتغيير، " أن التفاهمات التي أخرجت بموجبه الخمور تعد اعترافا ولو جزئيا بقدسية المسجد، وتعهد رئيس البلدية شفويا بعدم إقامة المهرجان في العام القادم في نفس المكان، يعد انجازا، إلا انه انجاز جزئي، والانجاز الكبير هو افتتاح المسجد للصلاة، ولوجود قرار العليا بتحويله كمتحف للثقافة الإسلامية وثقافات الشرق الأوسط".
وقال" الحل هو الضغط الخارجي هو الذي يجبر الحكومة على افتتاح المسجد رغم وجود قرار العليا، وعليه نطالب الدول العربية والإسلامية الضغط في مجال افتتاح المسجد للصلاة، علما ان الدول العربية لديها كنس يهودية ويجب أن تحترم إسرائيل المساجد كما تحترم الكنس."
وجاء عن الشيخ موسى أبو عيادة رئيس الحركة الإسلامية في النقب، أن شرب الخمر داخل باحات المسجد، يعد تجاوزا للتفاهمات والتي تنص على عدم إدخال الخمر داخل باحة المسجد، وكون المسجد متحفا يحتم علينا الأمر العمل وبجدية متناهية من اجل افتتاح المسجد للصلاة، وسنضع برنامجا لفعاليات من اجل إحياء قضية مسجد بئر السبع".
وفي رد للشيخ فايز أبو صهيبان، رئيس بلدية رهط، ورئيس منتدى السلطات المحلية العربية في النقب، قال" يعد مس صارخ بمشاعر المسلمين، ويمس بالتعايش السلمي، ويكرس الكراهية، وهذا التصرف الأرعن يجب أن يحول الصراع إلى صراع ونضال من اجل افتتاح المسجد للصلاة، ونحن حذرنا رئيس البلدية من إقامة المهرجان أصلا في باحة المسجد".
الناطقة بلسان الشرطة الاسرائيلية للإعلام العربي لوبا السمري عقبت على ما ذكر من "اخلال في الاتفاق" ، بالقول " التفاهم والاتفاق حول مضامين المهرجان كان بين لجنة التوجيه لعرب النقب وبين بلدية بئر السبع، بينما على الشرطة ملقاة مسؤولية المحافظة على امن وسلامة كافة أفراد الجمهور إلى إضافة إلى النظام العام في المحيط الخارجي ، وهذا ما سيكون أيضا مساء اليوم الخميس. أما بالنسبة إلى كل ما يخص موضوع الخمور فهذا ليس من مسؤولية قوات الشرطة".
وكانت قدر قررت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي،إخراج مهرجان الخمور من باحة المسجد الكبير في بئر السبع بعد موجة الاحتجاجات على المستويين العربي و المحلي.
وقال صقر أبو صعلوك من لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، إن الشرطة الإسرائيلية، ابلغت لجنة التوجيه بهذا القرار، الذي تم بفضل تدخل مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وتركيا والجماهير الفلسطينية في الداخل.
وأضاف أبو صعلوك أن الضغط الجماهيري والسياسي كان سببا في إخراج المهرجان خارج ساحة المسجد، وعليه ألغيت المظاهرة التي كان من المزمع تنظيمها يوم الاربعاء أمام المسجد خلال افتتاح المهرجان.
