كنت أتمنى أن استمع للرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يصدح بها, فلنستعيد الضفة من محتليها, هذا ما كان يتمناه كل فلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة والشتات في مخيمات اللجوء ولكن الرئيس الفلسطيني يأبى إلا أن يكرس الانقسام والفرقة ويعلن عن نواياه تجاه غزة وشعبها .
إن غزة تريد من رئيسها أن يرد إليها عافيتها بعد حصار مرير مستمر إلى يومنا هذا, و بعد حرب ضروس ما أبقت حجر على آخر, وخلفت دمارًا يحتاج إلى جهود مضنية لإعادة إعمارها. تركت جرحى ومعاقين.. تركت أسر شهداء وبيوت مهدمة, تركت آثار نفسية عنيفة يعاني منها العديد من أطفال غزة, تركت مآسي تسجل بكتب التاريخ وتروى بقصص العذابات.
نعم سيادة الرئيس, كنا ننتظر منك أن تقول سأعيد إعمار غزة .. سأدعمها حتى ترد عافيتها لها, سأعمل على التحرك وسط المنابر الدولية لإنهاء حصار غزة الظالم, وسأطرق الأبواب الحقوقية للمؤسسات الدولية, لمحاكمة الاحتلال على جرائمه ضد غزة التي لا تزال محاصرة إلى يومنا هذا.
إن الأجدر بك سيادة الرئيس تخليص الضفة من محتليها وتحرير القدس والأقصى, إن رئاسة فلسطينية تخضع للمحتل ولا تستطيع التحرك بمدن وقرى الضفة الفلسطينية إلا بتصريح منه لا يمكنها الحديث عن غزة التي تحررت من الاحتلال وما أبقت جندي أو مستوطن بأرضها.
مستوطنون يعيثون فسادا كل يوم بالقدس.. بالخليل وفي مناطق عديدة بالضفة المحتلة, أقصى يهود وقدس تسلب أراضيها حتى وصل الأمر لمصادرة أراضي مقبرة الرحمة التاريخية حيث بات يحرم أبناء القدس من دفن موتاهم فيها تمهيدًا لإزالة مقابرها القديمة التي لها أصول أموية .
فعن أي خطف بعد هذا سيادة الرئيس تتحدث؟!!!
إن غزة تعيش بكنف مقاوميها الذين دافعوا عنها وردوا عدوان الاحتلال في نحره , وهم أنفسهم الذين يعاندون الحصار فيحطمونه على مسمع ومرأى الاحتلال دون أن يستطيع الوقوف في وجوههم .
غزة سيادة الرئيس ضمدت جراحها وبدأت بعيدا عنك معافاة تستعيد مجدها ورفعتها وحريتها, حقا كنا نتأمل منك سيادة الرئيس إدارة السلطة الفلسطينية التي ترأسها من مكان محرر من جنود الاحتلال ومستوطنيه والسعي لتحرير باقي الأرض الفلسطينية وعلى رأسها القدس والأقصى والضفة المحتلة .
حديثك عن استعادة غزة من خاطفيها أثار استياء مواطنين قطاع غزة الصامد وجعل من دعوتك مسار استهزاء وجدل حتى إنها باتت نكتة بتداولها الغزيين في ليالي سمرهم.
غزة ستبقى سيادة الرئيس بظل حكومتها صامدة بوجه أعدائها محطمة كيدهم ورد كيد أصحاب النفوس الضعيفة التي تسعى دوما لاتخاذها شماعة تعلق عليها فشلهم السياسي والاقتصادي وفساد إدارتهم التي ما استطاعت أن ترقى بقضيتنا الفلسطينية إلى مراتبها الحقيقة وأسلمت نفسها ووضعت كل أوهامها بيد الاحتلال يعصف بها وبمقدراتها حتى باتت وكيلة له في حماية أمنه من خلال اتفاقيات أمنية تتجاوز امن الفلسطيني لتكون حارسا أمينا لجيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه .
إن غزة سيادة الرئيس وجدت لتبقى بيد أبنائها المخلصين أبنائها المقاومين الذين سيبقون حلقة في حلق أعاديها من محتل غاصب أو ممن يساند أعدائها .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت