سيدي الرئيس: نحن معك.... ولكن

بقلم: عطا مناع


سيدي الرئيس: لن أقول لك أعطني الأمان، لأنة وبكل بساطة بلدنا تفتقر للأمن والأمان، وتفتقر أيضا لمن يقول كلمة الحق في مرحلة ضاعت فيها الحقوق.
افترض انك أعطيتني الأمان كواحد من الشعب الذي تابع خطابك ومؤتمرك الصحفي، هذا الخطاب المختلف عن خطاباتك السابقة، خطاب لمست فيه التحدي والضعف في آن والعودة إلى الشعب الذي شكل دائماً لك ولغيرك الملاذ الأخير.
يا سيدي الرئيس: أنت ربان السفينة، والربان ملزم بإيجاد الحلول لهذا انتخبك الشعب، صحيح انك غير مقدس ولكن عليك اتخاذ القرار، وان ضاقت بك السبل عليك بشعبك صانع المعجزات، عليك بالقرارات الجريئة وإعادة الأمور لنصابها.
سيدي الرئيس: نحن شعب تحت الاحتلال، لا بساط احمر ولا كل المناصب التي يدفع الشعب فاتورتها جوعاً وذلاً وفساداً، ولأننا شعب تحت الاحتلال علينا أن نكون كذلك، نجوع نعم ولكن مع قيادتنا، نواجه الأزمة نعم ولكن عليكم أن تكونوا في المقدمة، نخضع العالم بضعفنا وشرط قوتنا هو وحدتنا.
نعم سيدي الرئيس: خطابك خطير، والربيع الفلسطيني لم ينضج بعد، والحرائق التي اجتاحت البلد ليست بديمقراطية، والديمقراطية لا تكون بعدم وجود الشرطة في الشوارع، وكأنني أرى أن البعض يريد إحراق البلد، سيدي اعتمد القلب وبوصلة الشعب ولا تثق ثقة مطلقة بالمستشارين وكل من يتملق لك من مثقفين وصحفيين.
يا سيدي: أنت الربان، وأنت تتحمل المسئولية المطلقة، والشعب معك طالما أنت مع الشعب، والشعب يريد حلول جذرية، ولا يأتي الحل بترحيل الأزمة الاقتصادية لأنها مرتبطة قطعا بالتحرر والوطني والسياسي وتقرير المصير.
الحكومة يا سيدي وسياساتها هي سبب البلاء، والتفاوض منذ ما يقارب 20 عاماً هو الطامة الكبرى، لدرجة أن الدكتور صائب عريقات خرج علينا بما اعتقد أنة اختراع ليقول لنا الحياة مفاوضات وكأنة يقدم رقابنا لحد السكين.
ما العمل سيدي الرئيس وكل العالم يتنكر لشعبنا ولقضيتنا، كلنا نعرف أنهم يريدون وأد قضيتنا والثمن فتات تسمى الرواتب، لقد اكتشف الشعب أن السلطة ليست فلسطينية ألا بالاسم، لقد أرادوها كوسيلة لذبح الشعب والقضية، واستخدموا سياسة تجفيف الدعم الذي هو فتات لإحداث مزيد من الضغط على شعبنا الفلسطيني.
ماذا يعني في ظل الأوضاع التي نعيشها أن نمارس الانفصام بجدارة؟؟؟ يا سيدي الشعب الجائع لا يحتاج لكل المسميات التي أثقلت كاهلنا، لا نحتاج لمسمى فخامة الوزير، ولا عطوفة المحافظ، ولا نحتاج للعميد والعقيد وكل هذه التسميات، لا يحتاج الشعب للكماليات التي اقتحمت عالمنا، السيارة التي يركبها المدير العام كماليات، والرواتب العالية والتصنيفات كماليات، خلصنا من كل هذه الكماليات يا سيدي لصالح كيس الطحين.
تعم سيدي الرئيس: الربيع الفلسطيني قادم ونحن لا نعيش الربيع، فعندما تقول الحكومة للشعب نحن معكم ليس ربيعاً، لا زال يستخفون بعقولنا!!!!! وعندما نقنع أنفسنا أن رئيس الوزراء سلام فياض هو المشكلة نكون قد جانبنا الصواب، رئيس الوزراء مشكلة نعم ولكنة ليس المشكلة الرئيسية، لقد ضلل السيد فياض الشعب أو حاول عندما رسم طريقاً وردياً يقود إلى الدولة الفلسطينية التي قطعاً لن تأتي بالوعود الكذابة للبنك الدولي.
الكل سيدي يفتش عن الحلول ولا اعتقد أن الحل سيأتي بالسياسات الترقيعيه للحكومة، فالحكومة لن تستطيع أن تشيع المواطن ولكنها وغيرها من الذين تسلقوا على حساب الشعب ونزلوا عن الجبل يستطيعوا أن يجوعوا مع الشعب.
نحن معك يا سيدي الرئيس على الثوابت، لان قضيتنا سياسية ووطنية بامتياز، والأكيد أن النتائج تشير فشل المنهج التفاوضي الحالي مما يتطلب إحداث تغيير في المشهد الفلسطيني وإعادة الاعتبار للرجل المريض منظمة التحرير الفلسطينية، ناهيك عن وضع كل الجهود والطاقات لإعادة الوحدة للشعب وإسقاط الانقسام من خلال خطوات ميدانية عملية مسرحها فلسطين المحتلة ليست قطر ولا مصر لأن أهل مكة أدرى بشعابها.
قد يكون آن الأوان لإجراء جراحة حقيقية للوضع الفلسطيني الراهن، وقد يكون التنسيق الأمني مفيد لنا كما قلت في مؤتمرك الصحفي لكن ما قيمة التنسيق الأمني في ظل إبادة شعبنا، وقد يكون الشعب بحاجة للبعد العربي والدولي، لكننا ندرك أنهم يريدون تجويع شعبنا للضغط عليكم للمزيد من التنازلات، إذن ليهدم الهيكل على رؤوسهم وليتحملوا النتائج.
يا سيدي نقول للعرب ما لم تستطع أن تقله في مؤتمرك الصحفي: القدس عروس عروبتكم ..... فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها.....ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها.....وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفاً..... نستكمل حال العرب دون خوف وتأكيد لرؤية مظفر النواب الذي خاطبهم قائلاً أولاد .....لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم.........
سيدي الرئيس: قد لا تستطع إشباعنا، ولكنك تستطيع قيادتنا بكرامة على طريق الحرية، وقد لا ننعم بالاستقلال في زمنك، لكنك تستطيع قيادة الجوعى بكرامة فشعبنا يؤمن بقول السيد المسيح ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان.
نعم يا سيدي هناك احتقان، لكن هذا هو الاحتقان الذي يشكل بروفة للقادم، حتى ألان لم يشهد الشعب الفلسطيني الانفجار الكبير الذي لا يخضعه تكتيك، وهم يدركون أن الانفجار قادم وحذر من ذلك قادة في جيش الاحتلال، لذلك لا يوجد ما يخاف علية شعبنا سوى حقوقه الوطنية وأرضة المسروقة، وقطعاً سيخرج الشعب وراءك ووراء الحكومة والقيادة الفلسطينية عندما تعلنوا بأعلى صوتكم أن الحياة ليست مفاوضات، وان الأجيال القادمة قادرة على مسك الدفة، وإذا كان الشعب الفلسطيني سيجوع فليكن الشعار الكرامة أولا وثانياً وعاشرا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت