نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
قررت مؤسسة "مانديلا" الحقوقية إطلاق حملة مساعي حثيثة على المستوى المحلي والعربي والدولي من أجل العمل على إطلاق سراح الأسرى المرضى وفي مقدمتهم الأسير رياض العمور ، وتقديم كل ما يلزمهم من علاجات وأدوية وهم في أسرهم حتى شفاؤهم التام وإطلاق سراحهم.
جاء ذلك في اعقاب زيارة رئيسة مؤسسة مانديلا بثينة دقماق للاسير العمور في مستشفى سجن الرملة ، وافاد الاسير المريض بأنه التحق بالحركة الوطنية الفلسطينية في وقت مبكر من عمره، وكان ذلك في خضم الانتفاضة الفلسطينية الكبرى 1987- 1993م، عندما إعتقل للمرة الاولى لثمانية عشر يوما في معسكر الجيش الإسرائيلي في بلدة الظاهرية، وأصيب بسبب اشتراكه في فعاليات تلك الانتفاضة الشعبية، برصاصة معدنية في قدمه اليمنى، واستقرت رصاصة اخرى في مصرانه الأثنى عشر، وبسبب هذه الإصابة الفادحة تم إستئصال المراره وجزء من الكبد وجزء أخر من البنكرياس.
وأضاف أن كل ذلك لم يمنعه من الإلتحاق بفعاليات الإنتفاضة الثانية (الأقصى) وفي هذا الوقت كان متزوجا من السيدة (ابتسام ابراهيم لعمور ) وكان لدية خمسة أبناء هم ( 5 ) ولم يكتف بالمشاركة بالفعاليات الجماهيرية الشعبية، بل قرر الإلتحاق بالجناح العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الأقصى)، وذات يوم عاد الى المنزل ممتشقاً بندقية من طراز(أم 16) بعد ان باع مصاغ زوجته الذهبي، ليحارب بها الاحتلال.
ويقول الاسير العمور إنه اصيب خلال هذه الانتفاضة برصاصة في عنقه، فاضيفت شظايها التي لم تخرج من جسده بالكامل الى شظايا الرصاصات السابقة المقيمة في جسمه لغاية الآن .
وأشار الى أنه قد سجل لقائمة الانتخابات ريسا لقائمة الاستقلال والتنمية عن حركة "فتح"، وقد سلم التوكيل للمحامية دقماق خلال الزيارة لإرساله لأسرته معلنا أنه سيرشح نفسه لخوض الانتخابات ليكون خادما لشعبه رغم الاسر .
ويوضح بأنه تعرض لملاحقة جيش الإحتلال الإسرائيلي واصبح المطلوب رقم 1 في منطقة بيت لحم، وذات يوم عندما قرر زيارة منزل العائلة في تقوع، كان له جنود وطائرات الاحتلال المروحية بالمرصاد، فاحكم جنود المشاه من حول بيته طوقهم المشدد وتم اعتقاله في يوم 7/5/2002م.
ويضيف بانه تعرض خلال فترة التحقيق لشتى انواع التعذيب والتنكيل، وتفتحت جروح الطرية بفعل الضرب المباشر عليها، وأكتشف المحققون بانه يعاني من مشكلات صحية أخرى لا تقل خطورة عن إصابته بالرصاص، من أهمها أنه كان يحتفظ في جسده بجهاز معدني لتنظيم دقات قلبه الذي يعاني من الاضطراب منذ صغره، فانتزع المحققون ذاك الجهاز وعبثوا به، ونقلوه من الجهة اليسرى من صدره الى اليمنى، إمعاناً في تنويع طرق ووسائل التعذيب بحقه، علماً ان هذا الجهاز يحتاج لتبديل كل اربع سنوات مرة، إلا إن إدارة السجون الإسرائيلية العامة تصر على عدم السماح له بإستبداله ولا حتى على حسابه الخاص، وتسبب هذا التحقيق أيضاُ بإحداث ثقب في طبلة آذنه.
وتقول مؤسسة "مانديلا" الحقوقية إن "مشوار التعذيب والإستهداف لهذا الاسير تواصل بعد إنتهاء التحقيق معه، في داخل السجن أيضاً، بعد ان حكم عليه 11 مؤبداً، فقد سبق لادارة سجن ( عسقلان ) أن قامت بحقن الأسير العمور بحقنه غير معروفة قبل سنة تقريبا ، عندما كانت حالته تستدعي العلاج في المستشفى بسبب نزلة أنفلونزا اصابته وتسببت هذه الحقنة بمضاعفات خطيرة على صحته، وإنتفاخ جسمه وتضخمة بمعدل ثلاث مرات عما كان عليه في السابق".
وتشير "مانديلا" إلى أن ادارة السجن حرمت الاسير العمور من زيارة ذوية بسبب ذلك لمدة ثلاث شهور متواصلة، لكيلا يراه ذويه وهو بهذه الحالة، وقد أطلقت في حينها المؤسسة حملة استغاثة مدوية لإنقاذ حياته، وطالبت بإدخال لجنة تحقيق طبية الى السجن لتقصي حقيقة الأمر حول الأسير العمور، قبل هذه الحادثة ب 3 سنوات وبعد نقله من سجن بئر السبع الى سجن جلبوع ، وبسبب الظروف غير الصحية في سجن جلبوع أصيب الأسير العمور بالتهاب حادة في الرئتين، مما أدى الى ارتفاع في ضغط الدم لديه، ومشكلات أخرى كإضطرابات مجرى التنفس، وارتفاع نسبة المياه في الجسم، مما دفع الاطباء للطب منه عدم النوم على ظهره أو كما ينام الإنسان الطبيعي،- على إثر هذه الحوادث معه جميعها فينام الاسير العمورحالياً وهو جالس، والا وصلت المياه الى اعلى الرئتين وتسبب باختناقه وموته على الفور ، وهذا ما لاحظته المحامية بثينة دقماق من علامات الاعياء والتعب الشديد للعمور خلال لقائها به .
وتؤكد بأن هذا النوع من الإشكاليات الصحية التي تدمر وظيفة القلب، وتتسبب بإضطرابات شديدة ومزعجة في التنفس، فانها لا تمهل مرضاها كثيرا ليبقوا أحياء، بسبب لافتة بأن الاسير العمور يمضي ليله ونهاره بصحبة الالم والوجع الدائمين، وتعرضه للإغماء المفاجىء والمتكرر، كما حصل معه عشية عيد الفطر في آب الماضي، وهي حالة يصاب بها الاسير العمور بمعدل خمس مرات يومياً، وأصيب بالعديد منها بجروح وكدمات قوية ومؤلمة في وجهه ورأسه.
يضاف الى ذلك معاناته (الاسير العمور) المقيمة والدائمة من ضعف عضلات القلب، وإنتهاء صلاحية الجهاز المنظم لدقات قلبه، المزروع في صدره منذ عشر سنوات، حيث أن ( إدارة سجن الرملة نفسها أبلغته بأنه يعاني من تضخم بالقلب وبحاجة إلى عملية قلب مفتوح، وجهاز تنظيم جديد ) .
إلى ذلك تساءلت "مانديلا" عن الخطورة التي من الممكن ان يشكلها هذا الاسير المريض على أمن الاحتلال الإسرائيلي فيما لو سمحت له بالخروج من الأسر، أو إستكمال علاجه داخل الأسر كما يجب، والسماح بإجراء ما يلزم من عمليات جراحية له، وإدخال اللازم من الاجهزة والمعدات الطبية المطلوبة.