سقوط إتفاق أوسلو وجوب لنهوض فلسطيني

بقلم: حسن حسين الوالي


من الملاحظ في هذه الأيام ،،،،
أن أصحاب فكرة أوسلوا في "إسرائيل " يطالبوا بإلغائها وحل السلطة ،،،
وعرابو أوسلوا في الجانب الفلسطيني والمستفيدين التاريخيين منها يطالبوا بإلغائها وحل السلطة ،،،،
وبمصادفة أو غير ذلك نجد في الجانب الفلسطيني المعارضين التاريخيين لأوسلو شكلاً أو فعلاً في الجانب الفلسطيني موقفهم كذلك يطالبوا بحل السلطة ،،،
وأنا قناعاتي بأن اتفاقية أوسلو أسقطت منذ اللحظة التي داست فيها دبابات شارون على هذه الإتفاقية عام 2000،،وبشكل تراكمي حتى هذه اللحظات ،،،
ولكن يجب أن نقر كفلسطينيين كل حسب دوره وإطار مسؤوليته بأننا فشلنا في خلق واقع سياسي بديل عن أوسلو بشكل متراكم على مستوى الواقع السياسي والإداري وحتى المعيشي ،،،مما أعطى أوسلو فرصة التفرد بالواقع الفلسطيني بكل جوانبه حتى تلك القضايا الصغيرة المتعلقة بالمعيشة اليومية للمواطن العادي ،،،
وهي حالة يمكن أن توصف بتفرد التفرد ،،،حيث أن "إسرائيل" وأمام الموقف الفلسطيني الضعيف ،،،تنكرت لقضية الشراكة في الاتفاقية على الرغم من كونها شراكة ظالمة ولقضية المظلة الدولية لها حتى وهي مظلة غير نزيهة ،،،فأخذت من أوسلو ما تريد ووقتما تريد وترفض ما تريد ووقتما تريد ،،،
الآن إسرائيل في أفضل حال وأريحية بأوسلو المتفردة به ،،،
ويظل السؤال الذي يقف أمام الضمائر والقلوب قبل المصالح وإبداعات الدبلوماسية وفنون التلاعب بالجماهير ما هي الخيارات الفلسطينية أمام سقوط أوسلو ؟
وأنا لا أسوق هذا السؤال كسؤال تعجيزي بل أسوقه كسؤال من يدرك بأن شعبنا وامتنا العربية والإسلامية لديها من الخيارات الكثير ومن الطاقات الهائلة والكفيلة ليس فقط بملء فراغ سقوط أوسلو بل وبوضع الأسس لحالة فلسطينية جديدة تنطلق من ركام أوسلو لتأسس لواقع فلسطيني موحد متماسك صامد ثابت على أرضه قادر على حمل الأمانة التي على كاهله يدرك أهدافه ويحدد إستراتجياته وأولوياته ن مدعوماً بعمق عربي وإسلامية يعيش في تقديري حالة من النهوض والقوة في هذه اللحظات .
كل هذا لن يتأتي إلا ببناء حالة اجتماعية فلسطينية تقوم على قواعد الوحدة الوطنية في إطار نظامي متناغم يحقق التكامل بين الاجتهادات والفروق الفردية والجمعية ،،،
من هنا يجب أن يتم تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كحاضنة لكل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه واجتهاداته ، للتحقيق وحدانية التمثيل الفلسطيني في كافة أماكن التواجد ،الضفة وغزة والشتات .
يكون من أولى مهمات المنظمة تعزيز علاقات الشعب الفلسطيني بعمقه العربي والإسلامي والدولي الداعم لحقوقنا الشرعية ومن ثم وضع الهياكل المناسبة لإدارة الحياة السياسية لأبناء الشعب الفلسطيني حسب الخصوصية لكل منطقة تواجد ، ضفة ، غزة ، وشتات، وهي خصوصية سياسية وقانونية واجتماعية وإدارية تفرض شكل الهيكل السياسي مع الحفاظ على المرجعية السياسية وحتى الإدارية لهذه الهياكل في إطار منظمة التحرير .
ولضمان تحقيق أفضل أداء يجب أن تحدد مساحات فاصلة بين الممارسة السياسية الحزبية لأي فصيل وممارسة العمل السلطوي في هذه الهياكل بحيث تختفي الصفة الحزبية لرجل الوظيفة العامة ضمن تشريعات وقوانين بهذا الخصوص.
كما ويجب تحدد مساحات فاصلة بين الممارسة السلطوية داخل أي هيكل سياسي في أي منطقة وبين الإطار العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ،حتى لا تصبح محدودية الأداء السياسي لأي هيكل في أي منطقة تواجد ناتجة عن خصوصية معينة عبء على الإطار العام لمنظمة التحرير الفلسطينية وتؤثر على أدائها ودورها كممثل شرعي ووحيد لكل الشعب الفلسطيني .
حسن حسين الوالي-غزة فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت