حمد: اننا كفلسطينيين فشلنا في استثمار طاقاتنا و نجاحاتنا

رفح – وكالة قدس نت للأنباء
أكد غازي حمد وكيل وزارة الخارجية بحكومة غزة على أن الحالة الفلسطينية التي يجب على الجميع ادراكها هي "اننا ما زلنا تحت الاحتلال وتستوجب الوحدة والتأسيس لبرنامج سياسي موحد نستطيع من خلاله حماية المقاومة للاحتلال بكافة الوسائل المتاحة "، مطالبا بضرورة الاستمرار بمحاربة اسرائيل في شرعيتها بالاستناد لقرار " 181 " المتعلق بالتقسيم.

واعتبر حمد ان الذهاب للأمم المتحدة " مجازفة " غير مضمونة النتائج سيما و ان الامر غير خاضع للتجربة ، و التمسك بأن مشروعنا ليس مشروع " حكومة " بقدر ما نحتاج لبرنامج وطني معمق، مؤكدا على اننا كفلسطينيين فشلنا في استثمار طاقاتنا و نجاحاتنا لابتعادنا عن العمل الجمعي و التمسك بعقلية الفردية و الحزبية الضيقة و ان هذا كان هو السبب الرئيسي وراء " الانقسام " منذ زمن بعيد و ادى الى تعقيدات في قضيتنا الوطنية .

واستذكر حمد ما كان ينادي به الراحل الوطني الكبير د.حيدر عبد الشافي الذي يعد رمزا من رموز الوطن وانه كان صاحب رؤية سياسية استراتيجية ، معتبرا بان انشغالنا على مدار خمس سنوات في قضايانا الداخلية قد حرف بوصلتنا عن مجابهة عدونا الرئيسي الاحتلال .

ودعا الى ضرورة الاتفاق على برنامج سياسي يسهل الوصول لاتفاق حول الحكومة و العمل على تعزيز الثقة بين " فتح و حماس " بما يساهم في تطبيق المصالحة المتعثرة بسبب طريقة التفكير حيالها و الية ادارتها ، مطالبا باهمية اعادة النظر في القضايا الجوهرية و بحثها بشكل معمق و تشكيل " حكومة التوافق الوطني " تستطيع القيام باجراء الانتخابات ، متسائلا " كيف لهذا الامر يصير و العمل السياسي لفتح محظور في غزة و محظور على حماس ممارسته في الضفة ؟ مختتما قوله " علينا الا نستسلم لحالة الامر الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضها "

جاءت اقوال حمد في " ندوة سياسية " نظمت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في محافظة رفح جنوب قطاع غزة حول اخر المستجدات و التطورات على الساحة الفلسطينية تحدث خلالها كل من النائب في كتلة فتح البرلمانية محمد حجازي ومسؤول حركة المبادرة الوطنية في قطاع غزة عائد ياغي، بحضور جمهور لفيف من قادة و ممثلو فصائل العمل الوطني والاسلامي و شخصيات اعتبارية ووجهاء و رجالات اصلاح محافظة رفح .

بدروه اشار النائب محمد حجازي الى عمق الازمة القائمة في الوضع الفلسطيني لانسداد الافق السياسي و تعثر تحقيق لمصالحة الوطنية، معتبرا ان ما قام عليه " اتفاق اوسلو " لترسيخ حل الدولتين قد مني بالفشل و قد اصبح شبه مشطوبا و هذا ما يقر به من هندسه و اعده .

وحمل حجازي المسؤولية لحكومة الاحتلال الاسرائيلي باستمرارها بالاستيطان وعدم الايفاء بالالتزامات الواردة فيه مؤكدا على ان الذهاب للأمم المتحدة لطلب " دولة غير عضو " فيها " يعد قرارا اتخذته القيادة الفلسطينية مشيرا الى ان ما يجري الان هو مجرد تنسيق للأمور المدنية المتعلقة بحياة الناس .

وعن ملف " المصالحة " أضاف حجازي قائلا : "ان فتح متمسكة بخيار تطبيقها جملة و تفصيلا رغم بروز العراقيل" معربا عن اسفه لعدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة و ان مسألة تحقيقها تقع على عاتق الكل الفلسطيني مثلما هي " حالة اعادة اعمار غزة " .

وأكد حجازي على ان الازمة المالية و الظروف الاقتصادية الصعبة ناجم عن محاولة بعض الدول ممارسة "ابتزازا لنا" مشددا على أن الرد عليه لا يتأتى الا من خلال " تحقيق الوحدة الوطنية .

وفي سياق متصل استعرض عائد ياغي مسؤول حركة المبادرة الوطنية في قطاع غزة الوضع السياسي الراهن و الذي وصل الى افق مسدود جراء استغلال حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل "لاتفاق اوسلو " الذي يعتبر السبب الرئيس في تداعيات الوضع القائم في اشارة منه الى انهيار الوضع الاقتصادي و تعثر تطبيق المصالحة اذ بات هذا الوضع يتطلب اكثر من أي وقت مضى اعتماد نهج سياسي مغاير و الارتكاز لمنهجية اقتصادية مقاومة تساهم بشكل فعال في تعزيز الصمود الوطني للناس بغية ضمان مشاركتهم في الفعل و الاداء النضالي .

واعتبر ياغي ان هذه الفترة يجب الا تعتبر " فترة حل "نظرا لاختلال موازين القوى لصالح دولة الاحتلال مشددا على اهمية تشخيص الحالة القائمة على هذه القاعدة و الشروع الجدي لما تنادي به المبادرة الوطنية منذ اوائل تأسيسها بضرورة " بناء قيادة وطنية موحدة تعتمد على رؤية استراتيجية موحدة تجمع ما بين النضال التحرري و البناء الاجتماعي و تعزيز التضامن الدولي ".

و طالب ياغي بضرورة التخلي عن " الوهم " المتمثل بإجراء حلول مع حكومة "المستوطنين" التي تمعن بالتوسع الاستيطاني و تهويد القدس و بناء جدار الفصل العنصري و حصار غزة كذلك التخلى عن " سراب " عملية تفاوضية تستغلها اسرائيل و تتخذها غطاء لتنفيذ سياساتها العنصرية، مؤكدا في الوقت ذاته على ان المبادرة الوطنية تؤمن بالسلام الذي يحقق "لنا حريتنا و استقلالنا و كرامتنا في كنف دولتنا الحرة المستقلة كاملة السيادة الوطنية و عاصمتها القدس ".

و اعتبر ياغي ان ما تنازعت عليه حركتي فتح و حماس ما هو الا مجرد " سلطة وهمية " منزوعة الصلاحيات " الامر الذي يتطلب مراجعة جدية لاعتماد منهجية سياسية وطنية موحدة تحررنا من الاحتلال و تخلص الشعب الفلسطيني من معاناته .

و في ذات السياق اشار القيادي في المبادرة الوطنية سامي البهداري اثناء ادارته "للندوة السياسية" الى الدور البارز الذي لعبه مؤسس و رئيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الراحل د . حيدر عبد الشافي " و ما نادى به من مبادئ وطنية سامية يجب التمسك بها وصولا للاستقلال الوطني .

و الجدير بالذكر ان العديد من المداخلات و الاستفسارات جرت خلال اللقاء الذي يأتى في اطار احياء الذكرى الخامسة لرحيل عبد الشافي و التي تصادف الخامس و العشرين من سبتمبر الجاري ، طالبت بضرورة التخلص من الوضع القائم و الاسراع نحو تطبيق المصالحة و تجنيب الشعب الفلسطيني ما يمكن من المعاناة على كافة المستويات .