حمدان: التسوية ماتت وفشلت والإسرائيليون هم من قتلها

بيروت - وكالة قدس نت للأنباء
أكَّد مسؤول العلاقات الدولية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان أن ذهاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولة غير عضو في الأمم المتحدة، يمثل خطراً حقيقيا على القضية الفلسطينية بالكامل، وضربة سياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال.
وأوضح حمدان في تصريحات نقلتها عنه وكالة "قدس برس" أن القراءة المتأنية لخطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولة غير عضو فيها، تكشف أنها ليست إلاّ محاولة يائسة لإعادة الحياة إلى مسار التسوية الذي وصفه بأنه "ميت".

وقال حمدان :" الحديث عن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار مسألتين أساسيتين: الأولى تتصل بمتهية هذه الخطوة والثانية بالجدوى منها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الموقف من أية خطوة سياسية لا ينطلق من معارضتنا لها، وإنما من طبيعتها الأساسية.

وتابع حمدان قوله:" ذهاب عباس إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولة "غير عضو" يأتي ضمن مسار التسوية، والبحث عن مخارج لإحياء عملية ماتت وشبعت موتا؛ لأن الاحتلال هو الذي قتلها".

واستدرك: "من هنا فإن أي محاولة لإحياء هذه العملية لن تكون في صالح القضية الفلسطينية، وإنما في صالح الاحتلال الذي لم يتوقف عن التنكيل بالشعب الفلسطيني، ولا عن الاستيطان ولا عن التهويد، ولا عن تهديد المقدسات، ولا عن بناء الجدار، بينما الطرف الفلسطيني يبحث له عن مخارج، وهذا بالتأكيد سيضعف الموقف الفلسطيني".

وحذر حمدان من أن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة ستكون ضربة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقال: "طرح فكرة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة ستكون له آثار سلبية على منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر ممثلاً للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وتحظى بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وفي المؤسسات الدولية لن يكون هناك تمثيلان، وبالتالي ستكون الدولة هي الممثل، وفي هذه الحال لن تمثل الكل الفلسطيني، وإنما السلطة وحدها، وهذا يعني من الناحية السياسية ضربة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ورأى حمدان أن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة خاطئة من الناحية الوطنية؛ " وكنا نأمل أن تكون هناك رؤية موحدة تنشأ عنها إستراتيجية سياسية تحظى بدعم جميع الفصائل، وبقبول الشعب الفلسطيني وبدعم محيطنا العربي والإسلامي".

وأكَّد حمدان أن حركته لا تعارض فكرة الذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بدولة "غير عضو" لجهة المعارضة فقط، وإنما هو نقد مع تقديم البدائل، وقال: "نحن لا ننتقد المواقف من أجل النقد وإنما عندما يحاول البعض تشويه الموقف والقضية نعتقد أنه لا بد من الوقوف لحمايتها، والبديل معروف وواضح للجميع، وهو بديل اختطه الشعب الفلسطيني منذ أول يوم دخل فيه الاستعمار البريطاني إلى فلسطين، وهو المقاومة، وقدم من أجل ذلك آلاف الشهداء قبل نشألة الكيان أصلا، ولذلك فإن الأصل هو المقاومة.

ودعا مسؤول العلاقات الدولية لحركة حماس إلى العودة إلى المسار الأول الذي اختطه الفلسطينيون لتحرير أرضهم، ولا نتخذ ذلك من أجل أن تتحول "حماس" إلى طرف مفاوض، والذين يراهنون على ذلك فهم واهمون، وهم لا يعرفون "حماس" ولا يعرفون المقاومة، نحن حركة مقاومة وسنبقى كذلك".

وختم حمدان حديثه: "حركة التسوية ماتت وفشلت والإسرائيليون هم من قتلها، ولن يصدق عاقل أن "حماس" ستبكي على خيار فشل وتذهب إلى إحيائه، نحن حركة مقاومة وسنمضي في مشروعنا".