هل الانتفاضة الثانية من أفكار فيصل الحسيني؟

بقلم: مأمون شحادة


في الوقت الذي تعددت فيه اسماء مهندسي الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، غفلت عجلة التدوين الفلسطيني المعاصر عن ذكر أول من رسم خطوطها الاولى قبل اندلاعها بثلاثة اعوام.

اثناء تجوالي في ارشيف مكتبتي الخاصة تصادفت بمقابلة صحفية مع الراحل فيصل الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤول ملف القدس، أجراها معه الصحافي الفلسطيني عزمي ابو غربية مدير تحرير مجلة وطني الفلسطينية "المتوقفة عن الصدور"، العدد الثاني والعشرون، تشرين الثاني 1997، تحدث خلالها عن اندلاع انتفاضة فلسطينية ثانية، مبيناً أسبابها وتفاصيلها.

وفي سؤال جدلي وجه الى فيصل الحسيني حول اندلاع تلك الانتفاضة، اجاب قائلاً: ان محاولات اسرائيل التهويدية للاقصى وتمددها الاستيطاني في القدس وتوقف المفاوضات يعني سقوط العملية السلمية، وعودة الامور الى ما كانت عليه، وعندها سنكون بحاجة الى تعاطف عالمي ودعم مالي دولي لخوض معركة مصيرية فرضت علينا، ولهذا السبب، نحن مهتمون بان يكون ايقاف المفاوضات نتيجة لقناعة دولية بعدم جدوى استمرارها، وبالتالي نستطيع التصرف ضمن دعم دولي على الارض، مؤكداً ان انفجاراً "على شاكلة الانتفاضة الاولى" سيحدث في حال توقف المفاوضات او شيء مختلف عنها، ولكن لا بد من حدوث شيء على الارض.

واضاف ان على جميع القوى الفلسطينية اعادة النظر وتنظيم نفسها على الارض (كإشارة تحضيرية للانتفاضة)، لخوض معركة فرضها الاحتلال علينا، ولا بد من اعادة النظر في طبيعة عمل هذه القوى وفحص قدراتها وامكاناتها.

واشار الحسيني الى ان ما تقوم به اسرائيل في القدس هي محاولات استفزازية لخلق مشكلة من شيء لا وجود له، مجدداً قوله ان انفجاراً سيحدث في المستقبل القريب.

على ما يبدو ان الحسيني كان واثقاً من سوء النوايا الاسرائيلية خلال السنوات الخمس الانتقالية، حيث انهم لم يراعوا حرمة الاتفاق، وقاموا بالانقضاض على مدينة القدس تحت شعار " الارث التاريخي لليهود"، واخذوا بالتوسع الاستيطاني بحجج وذرائع عنوانها "المحميات الطبيعية".

وكثيراً ما قرأت وشاهدت مقابلات لفيصل الحسيني الا وادخل بها عنصر التحدي والتلويح بإشعال انتفاضة فلسطينية جديدة رداً على التعنت الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين، حتى ان "المقبور" رحبعام زئيفي وزير الدولة الإسرائيلي الاسبق أطلق عليه لقب "الإرهابي ابن الإرهابي" .

امام هذه المعطيات يتحتم علينا الوقوف كثيراً عند هذه الشخصية الفلسطينية، ولنتذكر انه من قادة الانتفاضة الأولى عام 1987 وسجن فيها عامين كاملين.

بقلم: مأمون شحادة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت