غزة- وكالة قدس نت للأنباء
اختفت وبصورةٍ مفاجئة صباح اليوم السبت، عدد من مناطيد التجسس الإسرائيلية المتواجدة فوق بعض المواقع العسكرية خاصة الكُبرى المحاذية للمناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية لـ "وكالة قدس نت للأنباء" ، أن المناطيد البيضاء الضخمة المتواجدة فوق بعض المواقع العسكرية الإسرائيلية المتواجدة على حدود القطاع، تم إنزالها وبصورةٍ مفاجئة مُنذ مساء أمس، حيث شوهدت وهي تنزل داخل المواقع المرفوعة فوقها.
وبّينت المصادر أن المناطيد قلما يتم إنزالها من فوق المواقع العسكرية، باستثناء في الأحوال الجوية السيئة وفي بعض الأحيان بغرض الصيانة، مُشيرة إلى أن مناطيد الاحتلال اختفت ولأول مرة عن حدود غزة بهذا الشكل.
وأشارت إلى أنه تم ملاحظة إنزال المناطيد أكثر من مرة ولساعاتٍ طويلة من فوق المواقع، خاصة بعد تمكن طائرة الاستطلاع التي تبناها حزب الله اللبناني لأول مرة، من اختراق المجال الجوي للأراضي المُحتلة، مرورًا بالقطاع قبل أيام.
أسباب الاختفاء..
ورجحت المصادر أن يكون سبب إنزالها يعود لأغراض صيانة، وتزويدها بمعدات حديثة كـ كاميرات التجسس، لكشف أي جسم يقترب من أجواء الأراضي المُحتلة، وعدم السماح له بالدخول مرة أخرى، والقدرة على كشف كل من يقترب من الحدود، ومنع المقاومة من القيام بأي نشاط ضد القوات الإسرائيلية.
وأعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله رسميًا أول أمس، مسؤولية الحزب عن إرسال طائرة الاستطلاع التي خرقت أجواء إسرائيل, مؤكداً بأن الطائرة هي من صنع إيراني ومن تجميع متخصصين في المقاومة الإسلامية و"هذا فخر للبنانيين".
ولفتت المصادر إلى أن حوالي "10مناطيد عسكرية" متواجدة على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع بصورة دائمة، وخاصة فوق المواقع الكُبرى كـ "موقع كرم أبو سالم وصوفا شرق رفح، وموقع كيسوفيم شرق خان يونس، وأبو مطيبق شرق المغازي، والكاميرا شرق جحر الديك بالمحافظة الوسطى، وناحل عوز شرق غزة، وأبو صفية شرق جباليا ...".
نبذة عن المنطاد..
وتطلق أجهزة الأمن الإسرائيلية على المناطيد "عيون الجيش على الحدود الجنوبية"، وتحمل كاميرات مراقبة عالية الدقة ولمسافات بعيده تستطيع أن تكشف مساحات شاسعة في القطاع، حيث يمكن لها أن تكشف غرب مدينة غزة من أي موقع على الحدود الشرقية.
وأوضح مسئول مطلع بأحد أذرع المقاومة "أن المنطاد يزود الجيش الإسرائيلي بقواعده المنتشرة على الأرض بمعلومات دقيقة عن "الأهداف", وأيضًا يزود الطائرات الحربية المقاتلة بمعلومات دقيقة، تساعدها على إطلاق الصواريخ باتجاه هذه الخلايا، وقامت قوات الاحتلال بالفعل بعمليات اغتيال عدة داخل غزة، بمساعدة المناطيد".
وقال المسئول "يستعين جيش الاحتلال، منذ فترات بعيدة وحاليًا بمنطاد الاستطلاع العسكري, لتنفيذ مهام الاغتيال ورصد تحركات المقاومة الفلسطينية، خصوصًا أن بمقدور المنطاد المكوث في الجو أسابيع وفترات كبيرة متواصلة, لأنه لا يزود بوقود ولا بطاقة أخرى من الطاقات المستخدمة في الطائرات".
ورأى أن الجيش لجأ إلى تقنية المناطيد العسكرية لعدة أسباب منها: "حاجته إلى الأمن والحراسة تزداد، ولم يعد مجديًا إنفاق الملايين من الدولارات على وقود الطائرات, كما أن صناعة المنطاد تُكلف أقل من الطائرات بدون طيار فسعره حوالي 50 ألف دولار في حين أن سعر الطيارات بدون طيار يتراوح بين 4.5 مليون - 35 مليون دولار".
وتابع المسئول "كما أن تكلفة تشغيل الطيارات بدون طيار من نوع بريديتور، وغلوبال هوك، يتراوح، بين 5 آلاف دولار و 26 ألف دولار في الساعة في حين أن المنطاد يكلف الاحتلال بضعة مئات من الدولارات ".