القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
انشغلت الصحف الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، بالصراع المحتدم على رئاسة حركة شاس - اتحاد الشرقيين المحافظين على التوراة- بين الرئيس الحالي إيلي يشاي، والزعيم العائد آريه درعي. وأفادت الصحف أن مكانة يشاي تضعضعت خلال الأيام الأخيرة، في ضوء الأخبار عن دعم "مجلس علماء التوراة" لآريه درعي، ما يُعد دفعة قوية لدرعي في المنافسة على رئاسة الحركة.
وشوهد يشاي اليوم وهو يدخل بيت الزعيم الروحي لحركة شاس، والحاخام الأكبر لدى اليهود من طائفة السفارديم، عوفديا يوسيف، منفردا مع الحاخام في مشاورات حول ملامح الفترة القادمة. ووصف مطّلعون على شؤون الحزب يشاي بأنه يخوض حربا قاسية على مكانته في الحزب، وأنه يجند رجال دين ومتبرعين ليكسب دعم الحاخام عوفديا يوسيف، الحاسم في أمور الحزب. وأضافت الصحف أن مستقبل يشاي في الحزب سيتضح في غضون الأيام القريبة.
ويذكر أن آريه درعي، الزعيم ذو الشعبية الكبيرة في صفوف اليهود الشرقيين والسفارديم، فقد مكانه في الحزب في عام 2000، بعد طورته بتهم فساد وإدانته. لكن الحاخام يوسيف لم يتخل عن درعي، ووعده برئاسة الحزب بعد عودته إلى الحلبة السياسة.
وفي سياق الانتخابات، أشار استطلاع للرأي، أجراه موقع "والا" الإخباري، إلى أن إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الأسبق، سيحصل على 23 مقعدا، وهو عدد المقاعد الأكبر مقارنة مع الأحزاب القائمة، في حال خاض المعركة الانتخابية، قائدا كتلة "وسط- يسار" سياسي بجانب يائير لابيد، رئيس حزب "هنالك مستقبل".
ولكن الحديث عن قائمة موحدة، أي كتلة وسط – يسار في إسرائيل، سابقة لأوانها، ما دام أولمرت لم يحسم موقفه النهائي بعد.
واللافت للنظر في الاستطلاع، الذي أجري يوم الأحد، هو أن شيلي يحيموفيتش، زعيمة حزب العمل، تترأس بلا منافس كتلة ال"وسط – يسار" بدون عودة أولمرت للحلبة السياسية. وتحظى على أكثر عدد من المقاعد، 19 مقعدا بالمقارنة مع 13 في انتخابات عام 2009. وفي حال انضمت حركة ميريتس الياسرية لشيلي، من المتوقع ان تزيد شيلي 5 مقاعد على الأقل لكتلتها، ولكن الأمر مستبعد حتى الساعة.
وفي شق اليمين من الخارطة السياسية، يُلاحظ هبوط شعبية حزب إسرائيل بيتنا، والذي يفقد ثلاثة مقاعد، بعد أن حاز على 15 مقعدا في الانتخابات الاخيرة، عام 2009.وعزا محللون فقدان مقاعد إسرائيل بيتنا إلى دخول يائير لابيد الحلبة السياسية، والذي يحصل على 14 مقعدا وفق الاستطلاع.
يذكر أن الاستطلاع أجري بعد اعلان موشيه كحلون، وزير الاتصالات والرفاه في حكومة نتنياهو، اعتزال السياسة في هذه المرحلة، أي أن الاستطلاع لا يعكس تأثير قرار كحلون على شعبية الليكود.
وفي ذلك، تستعد كتلة الليكود، الأقوى في إسرائيل وفق الاستطلاعات، بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لإجراء انتخابات تمهيدية لتحديد ترتيب المرشحين في القائمة الحزبية، في 25 من نوفمبر (تشرين الثاني).
وأوعز نتنياهو إدارة الحزب بزيادة محطات الاقتراع لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من منتسبي الحزب، ويهدف هذا القرار إلى زيادة الأصوات المعتدلة في الحزب، وإضعاف موشيه فيغلين وأتباعه المتشددين.
وعززت رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، طاقمها الاستراتيجي بتوظيف المستشار الاستراتيجي – السياسي المعروف، ستانلي غرينبرغ. ويُعد غرينبرغ من أقدر المستشارين السياسيين في العالم، خاصة في مجال الحملات الانتخابية، وقد عمل في السابق مع بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة الأسبق، وكذلك مع توني بلير، رئيس بريطانيا السابق.
ويُعرف غرينبرغ بتوجهه الديموقراطي- الاجتماعي، وهو ما يطابق توجه شيلي يحيموفيتس السياسي. وقال المستشار الاستراتيجي، أمريكي الأصل، عن شيلي: "إنها تملك الإيديولوجية والقدرات اللازمة لإحداث التغيير، ووضع إسرائيل على المسار الصحيح من أجل مواطنيها".
ونقلت مواقع إخبارية في إسرائيل، على شبكة الإنترنت، اليوم، أن يائير لابيد سيضم إلى حزبه رئيس الموساد الأسبق يعكوف بيري. ومن المتوقع أن يعلن لابيد انضمام بيري وغيره في مؤتمر صُحفي مساء اليوم. ويحاول لابيد، رجل الإعلام في السابق، أن يتسلح برجال أمن معروفين، ليواجه الادعاءات بأنه لا يملك الخبرة بالشؤون الأمنية.