غزة – وكالة قدس نت للأنباء
دعا رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، لرسم إستراتجية متكاملة من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية، تقوم على استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتحمل برنامج وطني يحمي الثوابت والمقاومة.
وقال هنية خلال كلمة له في مهرجان أقامته، اليوم الخميس، حركة حماس بمركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، بذكرى مرور عام على صفقة تبادل الاسرى "وفاء الأحرار" إن "الإستراتيجية المتكاملة يجب تعتمد قضية الأسرى كقضية الكل الفلسطيني وليست قضية حزب أو فصيل"، معتبراً إياها في ذات الوقت قضية الأمة لان الأسرى دخلوا السجون من أجل كرامة الأمة والدفاع عن مقدساتها.
ووصف هنية أن ما جرى في عملية "الوهم المتبدد" التي أسر خلالها الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط وما وأعقبها وحتى لحظة التحرير بانتصار مركب للمقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملية مشتركة نوعية أربكت حسابات العدو ووضعته أمام مأزق أمني وسياسي بامتياز، مشيداً بقدرة فصائل المقاومة على الاحتفاظ بالجندي شاليط لخمس سنوات.
وبين أن غزة التي لا يوجد فيها جبال وكهوف وهضاب كانت في مرمى النيران وأجهزت التعاون الأمني والاستخبارات مع الدول من أجل الوصول إلى شاليط لكن انتصار العقل الأمني الفلسطيني على العقل الأمني الإسرائيلي وانتصار الجرح في بيوت 1500 شهيد بغزة حال دون الحصول على معلومة عن شاليط.
وأشاد هنية بقدرات المفاوض الفلسطيني العنيد على انتزاع مطالب الحركة الأسيرة بدفع الاحتلال الاسرائيلي على الاستجابة لها، وقال" إن من زار غزة من الأوروبيين وغيرهم كان يتحدث في قضية شاليط وقضية الأسرة ، وباتت تأخذ اهتماما لدى كل ساسة العامة وهذا انتصار لموضوع الأسرى".
وذكر هنية بـ"صفقة الشريط" والتي افرج بموجبها عن 20 أسيرة مقابل شريط بدقيقة واحدة عن حياة شاليط، مؤكداً بأن خروج الأسرى من داخل السجون شكل خارطة الطريق لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، معبراً عن سعادته بشمول الصفة أسرى من كل الفلسطينيين مسحيين ومسلمين.
وأوضح رئيس الوزراء هنية أن هذه العملية في بدايتها وحتى نهايتها تشكل حدثاً مهما في تاريخ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وأن العملية التي لم تستغرق سوى سبعة دقائق تخطت انجازاتها وتأثيراتها الزمان والمكان لتصل إلى ابعد مدى لتصبح قضية الأسرى ومطالب الشعب الفلسطيني تبحث في كل عواصم العالم.
وقال إن عملية "الوهم المتبدد" تمت بعد شهرين من تشكيل حركة حماس الحكومة بعد فوزرها بالانتخابات واستمرت العملية وهي على رأس الحكم على مدار 5 سنوات وتمت الصفقة "وهذا دليل على ما رفعناه وهو شعار يد تبني ويد تقاوم".
وقال مخاطبا الأسرى " لقد ساومونا كثيراً على حريتكم وعرض علينا الكثير صفقات باسترداد شاليط مقابل رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وإدخال كل احتياجات لغزة ولكن ردنا كان ثابت لا مساومة على حرية الأسرى وسنتحمل الحصار والآلام والدماء ولا نفرط على حرية هؤلاء الأبطال". وجدد التزام حكومته على العمل الجاد حتى تحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال.
وتوصلت حماس وإسرائيل عبر وساطة مصرية في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 لصفقة أفرج بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل أن اطلاق سراح الجندي شاليط ، وبدأت عملية التبادل بعد الإعلان عن الصفقة التي يطلق عليها فلسطينياً "وفاء الاحراء" وإسرائيلياً"صفقة شاليط" بأسبوع.
وكانت مجموعة عسكرية مشتركة من كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام اقتحمت، يوم الأحد 25/06/2006، موقعاً عسكرياً إسرائيلياً إلى الشرق من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أسفرت عن قتل جنديين إسرائيليين وإصابة (5) آخرين وأسر شاليط.
وعلى إثر العملية، شنت إسرائيل عدّة عمليات عسكرية على أهداف ومواقع أمنية في قطاع غزة، كما دمرت محطة توليد الكهرباء الوحيدة وأغلقت كافة المعابر التجارية مع قطاع غزة فارضة حصاراً مشدداً.