رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
تباينت المواقف بين كبار القادة في حركة فتح بشأن زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني، يوم الثلاثاء، لقطاع غزة، بين من يرى بأنها جاءت تعزيزاً وتكريساً للإنقسام الداخلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين من يرى بأنها تأتي في إطار الجهود القطرية لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع على الرغم من سيطرة حركة حماس هناك.
وقال قياديون في حركة فتح " إن زيارة أمير قطر لقطاع غزة تعد تكريساً للإنقسام الداخلي، والإعتراف العلني بشرعية حماس وحكومتها على الرغم من أنها جاءت كنتيجة للإنقلاب على الشرعية الفلسطينية متمثلة بالرئيس محمود عباس". حسب قولهم
ورأى العديد من المحللين في الشأن الفلسطيني " بأن الدور القطري جاء إنحيازاً لحركة حماس على حساب الشرعية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية"، فيما راح بعض المحللين إلى التكهن " بأن قطر تحاول الضغط على حركة حماس من أجل العودة إلى المصالحة مع حركة فتح.
وراح بعض المحللين إلى التوقع بأن دولة قطر ستغير من معايير التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، جراء الهجوم على زيارة الأمير حمد لقطاع غزة، في حين ذهب محللون إلى القول" بأن الدعم القطري للسلطة الفلسطينية سيقل عن السابق خاصة على الصعيد الدبلوماسي.
وبعض القياديين في فتح ومن بينهم نبيل عمرو القيادي البارز في الحركة وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية راح الى القول "بأن زيارة حمد لقطاع غزة لا تمس بوحدانية التمثيل الفلسطيني".
وإستهجن عمرو تصريحات نقلتها وكالة أنباء محلية " تستنكر زيارة أمير قطر لقطاع غزة، معتبراً " بأن الزيارة تأتي في إطار إفتتاح مشاريع حيوية في القطاع فقط".
وقاطعت فصائل منظمة التحرير بما فيها حركة فتح زيارة أمير قطر إلى قطاع غزة، مؤكدة " بأن هذه الزيارة تعزز الإنقسام ولا تخدم المصالحة".
وأرجع يحيى رباح مسئول حركة فتح في قطاع غزة غياب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عن لقاء أمير قطر ، إلى عدم إطلاعهم من جانب حركة حماس على ترتيبات وتفاصيل الزيارة والاكتفاء بدعوتهم فقط.
وقال رباح إنه "ليس من المقبول أن تقف قيادات الفصائل في طابور المراسم ليسلم عليها أمير قطر فقط، منتقدا هذه الطريقة في المعاملة لذلك أبلغنا حركة حماس بعدم المشاركة.
ورأى رباح أن موعد الزيارة غير ملائم الآن في ظل التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة وكان من الأفضل تأجيلها إلى وقت آخر وبعد تطبيق ملف المصالحة المتعثر.
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان عقب اجتماع في رام الله سبق الزيارة القطرية العرب إلى "عدم مواصلة سياسة اقامة كيان انفصالي في قطاع غزة" لأن ذلك "يخدم أساسا المشروع الإسرائيلي".
وأكدت التنفيذية على أن منظمة التحرير بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ظلت على الدوام تدعو لإعادة إعمار قطاع غزة وتتابع هذا الأمر على مختلف الصعد، كما كانت تحرص على دعوة جميع الأشقاء العرب والدول الصديقة إلى تشجيع قيادة حماس على انتهاج طريق الوحدة وتطبيق الاتفاقيات لإنهاء الانقسام وأخرها اتفاق الدوحة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين "كنت أتمنى أن يعلن أمير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة"، معتبرا أن "وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني".
ومهما تباينت ردود الأفعال والتصريحات" يبقى الشارع الفلسطيني غارقاً في "همومه" الداخلية بين مطرقة سياسات الاحتلال وسنديان الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيين في ظل شح الدعم المالي المقدم للسلطة الفلسطينية من الدول المانحة.