تصريحات أندرياس راينيكه المبعوث الأوروبي لعملية السلام الأخيرة " عام 2013 ربما يكون الفرصة الأخيرة لحل يقوم على أساس الدولتين " ، حملت الكثير من الاشارات الهامة ، فهو قال " ربما " وبالتالي فنسبة النجاح الى الفشل متساوية حين قال " عام 2013 ربما يكون الفرصة الأخيرة لحل يقوم على أساس الدولتين " ، بالتالي هو وضع المعايير التي ترجح احد الاحتمالين ، لكنه مبهما جدا حين قال ايضا : " عناصر على الأرض تهدد قابلية حياة حل الدولتين " ، بالتالي المطلوب هو الحصول على هذه العناصر ، فإن كان يقصد العنصر الاقتصادي فقد شهدت كبرى المؤسسات الأوربية قبل ايلول من العام الماضي 2011 أن مؤسسسات السلطة يمكن ان تتحول بنجاح الى مؤسسات دولة ، لهذا نجده هنا قد قال " ، إن السلطة الفلسطينية تواجه خطر الإفلاس المالي " فيفتح مجالا اكبر ، لماذا مطلوب من السلطة ان تفلس والا تعد قادرة على ادارة امورها الإقتصادية ، لكي تنهار اقتصاديا وبالتالي ينهار القرار الفلسطيني والذي " ربما " هو عنصر آخر حيث التهديدات الامريكية والاسرائيلية ان مواصلة القيادة الفلسطينية في مسار الحصول على دولة غير عضو في الأمم المتحدة يعني " الضربة القاضية لعملية السلام " ، فعن أي سلام يتحدثون ..
ان المبعوث الأوروبي ومن وجهة نظره يقول : " فقدان القدرة المالية (للسلطة) يجب أن يحفّزنا على أن نعمل بجهد أكبر من أجل الوصول إلى حل سلمي للنزاع (العربي – الإسرائيلي( " ، وهنا نتساءل عن أي حل سلمي يتحدث ، الا يعرف أن اسرائيل نفسها هي التي عملت على إعدام عملية السلام من خلال عدة خطوات وأهمها حصار القرار الفلسطيني من خلال حصار الشهيد الرئيس أبوعمار ، كان هذه البداية لما وصلنا له : (المشكلة تكمن في ان الاحتلال الاسرائيلي يتعامل مع قرار الأمم المتحدة رقم 242 على اساس انه ينطبق على دول عربية ولكنه لا ينطبق على الحالة الفلسطينية ولهذا فشل اتفاق كامب ديفيد الذي بالفعل كان بداية النهاية الحقيقة لاتفاق اوسلو وبرنامج الحل النهائي وأدخل السلطة الفلسطينية في أزمات مالية كبيرة جدا وقامت اسرائيل بتفجير الأوضاع واستخدام القوة العسكرية من البحر والجو والأرض وقامت تقريبا بتدمير مواقع السلطة الفلسطينية من الناحية العسكرية والأمنية وارهاق الجانب الحياتي والحصار الخانق وايضا التهديد السياسي ضد القيادة الفلسطينية وحصار الرئيس الشهيد ابوعمار ..
لقد كان إفشال كامب ديفيد مؤامرة أمريكية اسرائيلية لانهاء اتفاق الحل النهائي والتنصل التام من الالتزامات وتغيير الوقائع على الأرض واحتلال المزيد من الأراضي الفلسطيني واغراقها بالمستوطنات لمنع قيام الدولة الفلسطينية . )
المبعوث الأوروبي ايضا يرهن المال والدعم بالتراجع الفلسطيني عن حقه في عضوية الأمم المتحدة بحيث أنه يصرح : " ربما تكون للطلب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على صفة الدولة غير العضو، تبعات مالية وسياسية خطيرة " ولازال يستخدم هنا كلمة " ربما " ، وربما هنا تأتي لأنه يقول ايضا : " الاتحاد الأوروبي ليس لديه موقف من هذه المسألة " ، لكنه يضغط من أجل أن تكون تابعة للرغبة والتهديد الأمريكي الإسرائيلي بالتراجع عنها ، لكنه يطمئن بأن المطلوب ماليا من الإتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية سوف يتم يتواصل كما قال لكن لن يتم دفع أموال إضافية (لسد عجز الموازنة الفلسطينية) .
وعنصر آخر ركز عليه وهو الوضع القائم في السلطة الفلسطينية وهو " الإنقسام الفلسطيني " حيث قال : " الضفة وغزة تشكلان منطقة واحدة، ولا أرى حلاً (للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي) إذا لم تكونا جزءاً موحداً من الحل ذاته. " ، وربما هذا ايضا أحد النقاط التي ذكرت حين تم رفض الطلب الفلسطيني بعضوية الدولة في الأمم المتحدة في سبتمبر من العام الماضي . وهذه اشارة أوروبية لمعالجة هذا الانقسام والذي ايضا له تأثير سلبي على المنظومة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية .
وبرغم كل الملاحظات والعناصر السابقة يقول المبعوث الاوروبي : ستمثل السنة 2013 مناسبة مرور 20 سنة على أوسلو. لقد طال الوقت كثيراً للوصول إلى اتفاق سلام شامل، سواء للأطراف المعنية نفسها أو للأسرة الدولية. ونظراً إلى الحقائق على الأرض، حل الدولتين في خطر. لكن يبقى هذا الحل هو الخيار الأفضل لكلا الطرفين. ربما تكون أمامنا فرصة واحدة أخيرة لإبرام اتفاق. "
في كل الاحوال ان عقارب الي الخلف ، فلا مجال للحديث عن أي اتفاق لا يلبي الطلب الفلسطيني الذي تقلص من دولة عضو الى دولة غير عضو في الامم المتحدة وايضا ان تكون قرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية والاتفاقيات السابقة مرجعية اساسية ومدخل يوفر الاستقرار في المنطقة التي تشهد الربيع العربي الذي قال عنه المبعوث الاوروبي : " يجب علينا ألا نستبعد أن الربيع العربي يمكن أن يفتح نافذة فرصة جديدة لتحريك السلام .
وهنا نتساءل هل بالفعل سيكون عام 2013 عام قيام الدولة الفلسطينية ام عام انهيار السلطة الفلسطينية ..؟؟!! ومَن الفرصة مقصود بها السلام ام السلطة ام اسرائيل ام اتفاق اوسلو أم كل ما سبق .. ؟؟!!
كاتب فلسطيني من غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت