الهدنة مع إسرائيل خطأ كبير ..!

بقلم: هاني العقاد

دخلت الحرب يومها السابع ومازال الكثير من الناس وحتى المراقبين يعتقد أنها مجرد تصعيد في المواقف العسكرية بين إسرائيل و فصائل المقاومة في غزة على خلفية اغتيال الشهيد احمد الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام بالقطاع ويعتقد أنها حالة انتقام من قبل المقاومة من الجيش الإسرائيلي على خلفية هذا الاغتيال , وفي يومها السابع بدأ الجميع يقر أنها حرب كبيرة يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف ألوانهم السياسية والمقاومة كانت إسرائيل قد خططت لها جيدا وبالتشاور مع بعض القوي الأوروبية وأمريكا وقد تكون بعض الدول التقليمية أيضا , وبالتالي فهي حرب تسير بمراحل معقدة لا يعرف المحتل فيها أي مبادئ أو قواعد أو قوانين إنسانية وحرب اسميها حرب تصفية المقاومة بالكامل وشل قدراتها المقاومة لأمد طويل وليس تصفية حسابات كما يعتقد البعض .
مع دخول الحرب مرحلة الضغط القاسي على الكل الفلسطيني من خلال ضرب البيوت الآمنة و قصفها وتدميرها فوق رؤؤس ساكنيها على ادعاء أنهم من رجال المقاومة الفلسطينية و ضرب وتدمير المؤسسات الاقتصادية والصحية والزراعية التي تعود بالنفع على المجتمع الغزي بالكامل , كان لابد للمقاومة أن تضغط على إسرائيل من خلال قصف مدنهم وتجمعاتهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية و ضرب مواقع هامة وإستراتيجية في المدن الكبرى بإسرائيل كتل أبيب والقدس , واعتقد أن هذا القصف احدث نوعا من التوازن في الردع حتى الآن واجبر إسرائيل على البحث عن سبل أخري تجنبها المضي قدما في حربها المسعورة وتحقق لها بعضا من أهدافها التي تعتبرها أهداف رئيسية للحرب الحالية وهى الهدنة طويلة الأمد مع المقاومة الفلسطينية وهذه الهدنة تقبلها من باب القوة المنتصرة وليس من باب القوة التي خسرت الحرب نتيجة ضغط المقاومة وهذا يجعلنا نتوقع اشتداد الهجمة الصهيونية المسعورة في يومها السابع والأيام القادمة ودخولها مراحل ضاغطة أكثر وقد تكون منها الحرب البرية المحدودة قبل قبول إسرائيل بتطبيق أي اتفاق تهدئة على الأرض .
لم نعد كفلسطينيين نؤمن أن إسرائيل كيان يحترم نفسه ويحترم معاهداته و وعوادته التي يبرمها بنفسه و إنما يظهر انه يحترمها ويرغب فيها فقط ليتواري خلفها ليتوفر له الزمان والمكان لتنفيذ من خطط ماكرة وبالتالي قتل وقصف وسفك دماء فلسطينية بريئة حتى لو كانت هذه الاتفاقات برعاية تركيا و مصر وقطر وضمانة الأوروبيين ومن خلفهم الأمريكان , وما يجعلنا نعتقد جازمين أن إسرائيل لن تلتزم بأي تهدئة أو حتى هدنة طويلة الأمد كما يسميها البعض هو سلوك إسرائيل العدائي القائم على العربدة باستخدام القوة والاستيطان والتهويد وسلوكها خلال المئات من حالات اختراق التهدئة في الفترات السابقة يشهد على ذلك , ولم نعد كفلسطينيين نؤمن أن إسرائيل دولة تريد العيش بسلام مع جيرانها و شعوب المنطقة دون إقدامها على التخلي عن تطرفها و شروعها في اتفاق سلام تاريخي ينهي الصراع و يسمح بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة و عاصمتها القدس الشريف , و بالتالي تجبر إسرائيل أمام الضامنين و المراقبين الدوليين لهذا الاتفاق التاريخي ان تحترم هذا الاتفاق السلمي لأنها ستعيش هي و شعبها من خلاله .
أننا اليوم على أمل أن تنجح الدول الراعية للتحركات الدبلوماسية لمنع مزيد من المجازر والقتل و التدمير عبر إلزام إسرائيل باحترام تهدئة مرحلية مع المقاومة الفلسطينية يقف فيها وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل ونحن معها على شرط أن تراقب هذه التهدئة دوليا على الأرض , ونتمنى أن لا تكون هذه التهدئة اتفاق هدنة طويلة الأمد بشروط قاتلة تساهم في تصفية المقاومة دون وقف إسرائيل كافة مخططات التهويد والاستيطان ودون قبولها بحل شامل للصراع على أسس وقواعد القرارات الدولية والثوابت الفلسطينية كاملة , وإلا فان منح إسرائيل هدنة طويلة الأمد يعتبر خطا تاريخي واستراتيجي كبير حتى لو وافقت إسرائيل على شروط المقاومة كاملة ,لان هذه الهدنة بالطبع ستوقف كل أشكال المقاومة المسلحة ضد ممارسات إسرائيل الاحتلالية وتقيدها و تشلها , وبالتالي توقف كل أساليب الردع التي تعتبرها المقاومة نقطة ارتكاز هامة مستقبلا لاستعادة الحقوق التي سلبتها إسرائيل ومازالت تتنكر لأصحابها و تعتبر مطالبتهم باستعادتها تحت أي مسارات تفاوضية أو اتفاقات دولية مجرد خيال سياسي محض لا يمكن تحقيقه وتعتبر عدم التنازل عن هذه الحقوق من الثوابت الصهيونية لدولة اليهود بالمنطقة , و لعل إبقاء المقاومة حرة الازرع و مستقلة القرار والإستراتيجية المقاومة يبقي حالة الردع مستمرة وبالتالي حالة الضغط التي تقاومها إسرائيل باقية دون إضعاف بسبب أي اتفاقات هدنة تكون هدنة تصفية للمقاومة و سلاحها بالكامل .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت