هل ستصمد التهدئة في قطاع غزة ..؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تباينت الآراء السياسية حول ما سيؤول له قطاع غزة بعد أن تم توقيع اتفاق التهدئة بين إسرائيل من جهة وحركة حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل من جهة أخرى، حيث رأى أحد المحللين السياسيين بأن حالت التهدئة لن تدوم طويلاً بسبب الطبيعة العدوانية الإسرائيلية وأن القطاع هو جزء من المشهد الفلسطيني ككل , ويمثل خطراً إستراتيجي وأمني على دولة الاحتلال , فيما أعتبر محلل أخر أن التهدئة سوف تدوم طويلاً بسبب ما احتوته هذه المرة من ضمانات مصرية ودعم دولي قوي بينما أتفق المحللان أن قطاع غزة ينتظره وضع اقتصادي أفضل .

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل , في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" طارق الزعنون, أن التهدئة التي أبرمت بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لن تصمد, بسبب الطبيعة العدوانية في السياسية الإسرائيلية متسائلاً , هل إسرائيل سوف تصبح دولة سلام ؟! , وهل إسرائيل لم تعد دولة احتلال ؟! , ويكمل "أن القطاع هو جزء من الحالة الكفاحية والنضالية والجغرافية للقضية الفلسطينية ولا يمكن فصلة عن الوطن من خلال التهدئة التي تم توقيعها".

وأضاف عوكل "أن اليمين المتطرف في إسرائيل ما زال يهدد في العودة إلي القطاع والقضاء على المقاومة الفلسطينية , في حالة فوزه في الانتخابات الداخلية الإسرائيلية, من ناحية أخرى القطاع يشكل اختراق أمني وإستراتيجي في دولة الاحتلال الإسرائيلي ولذلك لن تتركه إسرائيل".
وعن طبيعة العدوان الإسرائيلي القادم على القطاع قال إن "الذي سيحدد شكله وطبيعته الأهداف التي سيحملها من وراءه , متوقعاً أن "يكون أشد إذا ما تم تطبيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس ".

فيما رأى أن الوضع الاقتصادي للقطاع في الفترة المقبلة سيكون أفضل, منوهاً أن هناك دول عربية وإقليمية سوف تتهافت إلى دعم حركة حماس, لما حققته من حضور على الساحة الفلسطينية والعربية, موضحاً أنه " إذا ما قامت إسرائيل في فتح المعابر للاستيراد والتصدير حسب ما وردة في التهدئة فإن ذلك سيؤدي لإنعاش الوضع الاقتصادي بصورة أكبر " .

وعن المصالحة الفلسطينية قال "إن العدوان ولد ظروف لتطبيقها أفضل من السابق والشعب الفلسطيني توحد خلف المقاومة خلال العدوان , وبقي أن يتوحد السياسيين من حركة حماس وحركة فتح وأن ينهوا الانقسام , حيث أعتبر أن ذلك يخضع لاتجاهات كلا الحركتين في الفترة المقبلة ".

وتابع "أن التمثيل الفلسطيني المتعلق في منظمة التحرير مهدد بسبب مساحات الاعتراف المتزايدة في حركة حماس , بعد أن أثبتت الحركة مكانتها على الساحة الفلسطينية" .

هذا وقد نص اتفاق التهدئة الذي وقع في تاريخ 22 من الشهر الحالي , بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بوقف كل الأعمال العدائية على قطاع غزة برا ، بحرا، وجوا فيما تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل العمليات من قطاع غزة تجاه الجانب الإسرائيلي بما في ذلك عمليات إطلاق الصواريخ , وشمل فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية .

فيما يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء", أن التهدئة هذه المرة سوف تصمد وإلى فترة طويلة بسبب ما تحمله من ضمانات دولية من الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية وتركيا وأطراف عربية أخري , قائلاً "جميع هؤلاء يريدون الاستقرار في القطاع خلال المرحلة المقبلة" .

وأضاف أن العدوان وعدم الاستقرار في القطاع تسبب بالحرج الواسع لعدة دول عربية , مما استعدي تدخل سياسي دبلوماسي قوي لإيقاف هذا التدهور الأمني والمساعدة في إبرام التهدئة التي احتوت على ضمانات أكثر من سابقتها , ولفت أن الولايات المتحدة أعطت ضمانات لإسرائيل بالعمل على عدم تهريب السلاح للقطاع خلال الفترة المقبلة .

وأوضح أن إسرائيل من الناحية الأمنية والسياسية تختلف في تعاملها مع قطاع غزة والضفة الغربية , مشيراً أنه لا يمكن المقارنة بينما فالاحتلال يريد أن يبتلع الضفة الغربية من خلال التهويد وبناء المستوطنات فيما يريد لفظ والتخلص من قطاع غزة وزجه بإتجاه الجانب المصري.

وتابع "أن الأبواب المغلقة بالسابق سوف تفتح إلى حداً ما على القطاع , وستشهد المرحلة المقلبة حالة هدوء بفضل المقاومة وستفتح المعابر وسوف تأتي دول عديدة لإعادة بناء وأعمار قطاع غزة من جديد" .

وفي ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية قال :" " من المفترض أن يكون تطبيقها بعد العدوان أقرب من أي وقت مضى , ولكن لا اعتقد ذلك بسبب القراءة السطحية لمجريات الأحداث وما ترتبه عنه بعد العدوان الإسرائيلي , بمعني أنه هناك من ينظر بأن خيار المقاومة أنتصر فيما خيار المفاوضات أنهزم ولم يحقق شيء ولكن في الحقيقية المقاومة في النهاية فاوضت بطريقة غير مباشرة وفي المعني السياسي الخيارين قريبين إلي حد كبير ".

وتوقع تنافس شديد في المرحلة المقبلة بين فصائل منظمة التحرير وحركة حماس , حول التمثيل الفلسطيني وإعادة تشكيل الخارطة السياسية من جديد داخل المنظمة موضحاً بان حركة حماس باتت أكثر قوة في هذا الجانب إلى حداً ما , كما وأعتبر بأن حركة حماس في طور الانتقال من مرحلة القتال والسلاح إلى الجانب السياسي أكثر في الفترة القادمة .

يذكر أن العدوان الإسرائيلي أستمر ثمانية أيام علي قطاع غزة تسبب في استشهاد أكثر من (163) فلسطينياً وإصابة أكثر من (1222) شخص حسب المصادر الطبيعة الرسمية , فيما تم تدمير العديد من المقرات الحكومية والمرافق العامة ومنازل مواطنين , فيما قدرت الخسائر الاقتصادية 40 مليون دولار حسب تقيم الغرفة التجارية في حكومة غزة , أما الجانب الإسرائيلي فقد بلغت تكلفة العدوان ثلاث مليارات شيكل ومقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات .