جريمة حرب ..جريمة كلمة..!!

بقلم: توفيق الحاج


بداية.. تهنئة واجبة.. ،ورسالة جوال
تهنئة واجبة ..لأبناء شعبي مع إعلان فوز فلسطين بمقعد الدولة المراقب..!! وأنا أكتب هذه الكلمات ،وأرفع القبعة لخطاب عباس..!! كما رفعت القبعة قبل أيام للوحدة ،والثبات في غزة المتراس..!! وستؤكد الأيام القادمة ان ماجرى أمس ،واليوم _ وان كره الكارهون_.. مظهران متكاملان ،وفي الاتجاه الصحيح..!!

رسالة جوال .. إلى الرئيس مرسي، وجماعته الصقور الذين استهلكوا أكثرمن80 سنة من دعوة الإمام في أقل من8 شهور !! وقد استعدوا عليهم الميدان ،رغم حشد الاتوبيسات لمليونية(السمع والطاعة) يوم السبت اللي فات )..!!،ووحدوا ضدهم معظم اطياف المجتمع.. بسبب ما ظهر من طيش ،وأنانية ،وجشع ..!! وجعلوا المحروسة ترقد في العناية المركزة .. تعانى من استقطاب شديد ،ونرفزة ..مع فقد للشهية بسبب العدوى من أنفلونزا غزة المقززة !!،
(عذرا ..انتم الان خارج التغطية ،وللأسف فان رصيدكم قد نفذ)..!!

أما الآن، فإلى متن العنوان..
بقدر ما انفعلت ،وانفعل أمام أي جريمة حرب ..في العراق كانت أم في أفغانستان.. في لبنان..وفي سوريا..كانت أم في غزة..!!
انفعل أكثر أمام حز رقبة رأي أو وجهة نظر علنا بسكين حافية ،وحسب الشريعة الإسلامية..!!
إعدام ميداني..سافر ،وبدون محاكمة لمقال (كلنا جبناء) على أيدي بعض حماة النزاهة ،والمنادين بالحرية حتى كدنا نصدق..!!
قد يبدو الأمر للبعض مجرد شخصنة..،أو تورم ذات ..!! ولكنه في الحقيقة مشكلة عامة تواجه حرية التعبير، و صورة مصغرة من معاناة يومية يعايشها كل قلم غير مستأنس و (لا يمشي جنب الحيط )..!!
رب ضارة نافعة.. فمع ذبح الكلمة ،وحذفها من موقع أقرع..!! انتشر دمها على مساحة من النت أوسع .!! ،وكان صداها فوق إرادة كاتم الصوت أعلى ،واسمع.. ،وكان الجرح النازف أقسى مما يظن الخائفون ،واوجع..!!
جريمة حرب.. جريمة كلمة.. هي ذاتها بنيران عدوة كانت، آم بنيران صديقة ..!!
كان من الطبيعي في مكان ،وزمان الانقسام ، ومع مفردات القهر (اخرس ،وانكتم، وانطم ) يا مرجف .. يابن الحرام..!! أن يكون بيننا ،وبين الديمقراطية(مضبوط) ،وليست ال(سكر زيادة) ،أو ال(سادة).. سنوات ضوئية ،ومسافات غير مرئية دوننا وابسط الأخلاق ،والقيم التربوية ..!!
فليست المصداقية في ثرثرة المفوهين.. الذين طوال يومهم يصدعون رؤوسنا بالحديث عن قيم ،و مثل ،وأخلاق الأقدمين ..!! وهم في الحقيقة يمارسون هوايتهم في التعصب المقيت ،والخداع..كالأعور الدجال!! وإنما المصداقية ..ان تترجم الأقوال البراقة إلى أفعال..!!
قلنا كلمة..نعتقد ،ولازلنا أنها كلمة حق.. لأننا أخذناها من أفواه الناس المغلوبين على أمرهم ، ووضعناها بين أيدي القراء ،ليبدوا الرأي فيها على عدة مواقع.. منها من تواصل ،ومنها من تخاذل..!!
أحد المواقع التفاعلية .. أعرف أصله ،وفصله ومع ذلك أتعاطي معه في مساحة الحرية المتاحة..!!
هذا الموقع نشر المقال كالعادة أتوماتيكيا .. وفي ساعتين كان عدد القراء قد تجاوز 600قارئ و11 مشاركة منها من يوافق ومنها من يخالف .. مما يدل على تفاعل غير مسبوق .. أسعدني لان رسالتي قد وصلت..
أحببت أن أشارك في هذا التفاعل المباشر.. لكن الصفحة اختفت فجأة..!! وكأنها استدعيت، أو اختطفت واقتيدت للتحقيق ..!! فتشت عن المقال دون جدوى .. ليقول هاتف بداخلي..عوضك على الله .. اذهب ،واستلم جثة الشهيد من ثلاجة الموتى..!!
لا اخفي أني شعرت بالسخط والمرارة.. ، بل وأكثر من ذلك شعرت بالخوف الممزوج بالدهشة..!!..
اعرف جيدا إني في غزة ،ولست في باريس.. ،واعرف جيدا أن طريق الكتابة ملأى بالكوابيس ..!!
واعرف ان بلادنا من المحيط الى الخليج معدة حصريا كمنتجع لرفاهة المتاعيس..!! لكني رغم ذلك أحبها موت.. واعشق القراءة والكتابة.. عشقى للفضاء ،والبحر.. !!
أستطيع تحمل أن يكسر طاغية رأسي أو قدمي لكن لا أتحمل مطلقا أن يخنق فكرتي ،ويلوي قلمي ..!!
أتفهم عدم النشر في المواقع الملاكي القليلة التي لها مزاجاتها ،وحساباتها...!!
واتفهم الجبن في الطبيعة البشرية.. بمعنى (ابعد عن الشر ،وغني له)ولكن مالا أتفهمه ..تلك البشاعة التي لا تنسجم مع أخلاقنا ،وتقاليدنا .. والتي لا تميز بين ذبح رقبة ،أو ذبح كلمة ..!!
اعرف كذلك أن لدي بعض المتنفذين في أي بلد من بلاد المسلمين هرش مستمر في القفا من كلمة الحق المبين.. لذلك يعتبر الحكم على شاعر قطري بالأشغال الشاقة المؤبدة.لأنه تجرأ على ظل الامير في قصيدة..أمرا مالوفا..!!
وأتذكر الآن أحد قادة القهر العابرين الذي قال :كلما ذكرت إمامي كلمة (كاتب أو شاعر ) أتحسس مسدسي..!!
إن دعاة التخلف ،والظلام ،وذوي العيون الملونة كما الاحتلاليين.. ضيقو الخلق ..محدودو الأفق.. لا يطيقون غير السمع والطاعة ، وآمين..!!
لذلك يضعون الكاتب (المزعج) غالبا بين مطرقة (المنع ،والقمع ،والتحقيق) وسندان (النفي والتهميش والتطويق)..!! وكلا الأمرين.. مر
بالنسبة لي .. الخيار أسهل من شرب الشاي قرب النافذة في صباح صحو.. !!
سأواجه قدري صادقا أيا كان ،وبراحة ضمير.. لأني اعتقد أني ملزم بالتعبير عن وجع شريحة واسعة من المطحونين.. !!
أحيانا أحس بالإحباط ، وعدم جدوى الصراخ في غرفة مغلقة.. فمن حولي تشغلهم تفاصيل هموهم الخاصة أكثر.. لكني أجد نفسي ملزما بمواصلة الطريق ،وكل الخوف من الآتي لا يساوي عندي همسة قارئ ..(يسلم تمك يا أستاذ..أنت تقول اللي بنحس فيه)..!!
أربعون حولا .. تغيرت الوجوه والمسميات ولم يتغير من حولي شيء،وكما يقول المثل في حارتنا (خد..،وضري ع اللطيم..)
لطالما عانينا من مقص الرقيب ..!! وضابط التحقيق ،وهو يستمتع باللعب معنا لعبة العصا والجزرة..!!
من (أبو....) إلى (أبو......)....لكن..كلهم ذهبوا .. ،وبقيت الكلمة..شاهد التاريخ
ويا ما انكسر ع الأرض بطيخ..!!

اللهم من نصر الحق فانصره.. ،ومن نصر الباطل فادحره..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت