غزة- وكالة قدس نت للأنباء
إن الانقسام الفلسطيني له ما بعده من معاناة جمة أفرزها، فكان لكثير من الأسر جانب من تلك المعاناة، وكما المشاكل السياسية التي ترتبت عنهُ إلى اليوم , قصة محمود مصلح وأسرته هي نموذج من تلك الأسر التي تشتت تارة في الضفة الغربية وأخرى في جمهورية مصر العربية .
"مصلح" الذي يعمل في أجهزة السلطة الفلسطينية على الكادر العسكري في جهاز الأمن الوقائي كان من الذين غادروا قطاع غزة عقب الانقسام الذي وقع في حزيران 2007، وإتجه للشطر الثاني من الوطن بالضفة الغربية، فنأى بنفسه وبأسرته عما قد يلحق به من ضرر جراء الأحداث الصعبة التي جرت في ذلك الوقت .
ويروي مصلح الذي قارب عمره الأربعون عاماً حكاية المعاناة التي عانها قرابة 7 سنوات، ويقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء ":" غادرت بيتي الذي يقع في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وكان ذلك جراء الصراع الذي نشب بين حركتي فتح حماس حيث لجأت إلى الضفة الغربية، وواجهت صعوبات عده بدءًا من السكن وغيره من الأمور الحياتية التي اختلفت علي بتغيير المكان ".
ويضيف :"رغم المعاناة إلا أنني استطعت الحصول في هذه الفترة على شهادة الماجستير من جامعة أبو ديس في القدس،ومكثت في مدينة رام الله مدة 4 سنوات، وحاولت أن أعمل في مجال التعليم بعد حصولي على شهادة الماجستير لكن لم يتحقق ذلك ".
ويكمل:" بعد مرور 4 سنوات قمت بإرجاع زوجتي وأبنائي إلى القطاع، وغادرت بمفردي الضفة الغربية واتجهت لجمهورية مصر العربية حيث قمت بدراسة الدكتوراه في مجال الشؤون الإسرائيلية ".
"مصلح" الذي رجع إلى القطاع بعد غياب 7سنوات ,يبين بأنه كان على تواصل مع قادة في حركة حماس جمعتهم الصداقة في السجون الإسرائيلية بالسابق عندما كان أسير، ومنهم روحي مشتهي، وتوفيق أبو نعيم، وأيمن طه، حيث بدأ يسعى من خلالهم بضرورة إنهاء ملف الأشخاص الذين غادروا القطاع جراء الانقسام ".
ويقول :"إنه جاء قرار من حكومة غزة التي تديرها حركة حماس بعودة 12 فرد من 17 واحد واكتشف أني واحد من ضمن هؤلاء"، ويلفت أن هناك وعوادات من حركة حماس باستكمال عودة ما تبقي وخصوصاً الذين لم يتسببوا في أحداث مباشرة أثناء الانقسام وتم تأجيل ذلك إلى حين إنهاء ملف المصالحة المجتمعية في اجتماعات المصالحة بين حركة فتح وحماس ".
ولفت "أن الأجواء بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع أعطت ضوء أمل جديد بتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام , والبدء بخطوات جدية في إنهاء الخلاف الفلسطيني الداخلي", راجياً من كلا الحركتين التوحد للوقوف في وجه الاحتلال الذي يتعنت بشكل يومي في بناء الاستيطان وتهويد القدس وحصار غزة" .
فيما عبرت احدى بناته عن بالغ سعادتها برجوع والدها من جديد قائلاً " الحمد لله رجع بابا والآن نحن عائلة واحد , وأتمنى أن يكون الوطن واحد فهو يسع الجميع " .
أما والدته المسنة فكان قلبها يلهج في الدعاء لابنها الذي لم تراه منذ أن وقع الانقسام , شاكرة الله سبحانه وتعالي بأن عاشت حتى اليوم لكي تعانقه من جديد "
يذكر أن مئات من الأشخاص من المنتسبين لحركة فتح بعضهم غادر هو أسرته وبعضهم منفرداً قطاع غزة متجهين للضفة الغربية وجمهورية مصر العربية اثر الانقسام .