غزة - وكالة قدس نت للأنباء
اصدر التجمع الفلسطيني المستقل بيانه التأسيسي في إطار توجهه ليشكل رافعة للمشروع الوطني الفلسطيني المحافظ على ثوابته ، ومعبرا عن فكرة وطنية اجتماعية سياسية مدنية .
وجاء نص البيان كالتالي :
البيان التأسيسي للتجمع الفلسطيني المستقل
حرية و استقلال – عدالة و تنمية – كرامة إنسانية
انطلاقا من روح المسئولية الوطنية والتاريخية العالية ،و من منظور يجمع بين الأصالة والمعاصرة يحافظ على الهوية الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية لفلسطين في الماضي والحاضر والمستقبل وخدمة لشعبها ورفع مستوى معيشته وصيانة كرامته وحقوقه، وإدراكا لأهمية المرحلة التى تمر بها فلسطين وشعبها وقضيتها الوطنية بإعتبارها مرحلة التحرر الوطني والديمقراطي ، وبسبب حالة الانقسام العمودية و الأفقية بين أبناء الشعب الواحد وانعكاساتها المدمرة على الشعب على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والنفسي .
واقتناعا بثوابت الاجماع الوطني التى ترسخت عبر نضال طويل للشعب الفلسطيني، وإيمانا بالأهداف التى تجسدت بوضوح فى شعارات الثورات العربية بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، ودفاعا عن حقوق ومصالح الشعب، ووفاء لشهداء الحرية والاستقلال وعذابات الأسرى واهات الجرحى والمصابين، وانحيازا لحقوقهم وأحلامهم، ومن أجل توحيد جهود كل المخلصين والأوفياء للشعب وأهدافه الوطنية المشروعة،و تغليبا للمصلحة الوطنية التي هي فوق كل إعتبار، ومن اجل كل ما تقدم تداعى مجموعة من الأكاديميين والمفكرين والمثقفين والوطنيين من أجل التفكير بالحلول اللازمة بدلاً من الوقوف على هامش الطريق ، وخرجت بخلاصة عنوانها حاجة الوطن لتأسيس تجمع مدني سياسي فلسطيني،يعمل على رعاية حقوق المواطن بما يضمن له العيش الكريم و الفرص المتكافئة, كمشروع تاريخي للمستقبل يقوم على رؤى وبنى وممارسة شاملة لعموم المستويات،تقوم على قاعدة الربط بين الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني كمعيار ناضم , وبين الفعل السياسي و الاجتماعي الذي لا بد أن يستوعب كل المستجدات ويوظفها في خدمة الشعب والقضية, ونأمل من هذا التجمع التصدي للمهام الوطنية التاريخية التي يفرضها واقع الصراع ، ليشكل رافعة للمشروع الوطني الفلسطيني المحافظ على ثوابته، والداعي لتطوره ونماءه.
ولقد إخترنا هذا الطريق لكي نقف مع أنفسنا بحزم وصلابة وندق جدران الخزان، لكي لا نبقى واقفين على قارعة الطريق نندب حظنا، وكي لا نبقى أسرى لقوى داخلية وخارجية، حتى نصنع حاضرا يمهد لمستقبل واعد.
وبناءاً عليه فإننا نتوجه الى الشعب الفلسطيني المناضل بجميع فئاته وأطيافه ، لنبدأ معا فى الوطن والشتات الى تأسيس “التجمع الفلسطيني المستقل” كإطار يعبر عن فكرة وطنية اجتماعية سياسية مدنية، ليصنع طريقا جديدا للفلسطينيين ويتجنب فيه الاستقطاب الحاد المهدد للوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.
إن “التجمع الفلسطيني المستقل” وهو يولد اليوم لا يأتى من فراغ، فقاعدته الشعبية حاضرة عبرت عن نفسها عبر كل الأصوات الصامته التي تنادي بضرورة تأسيس تجمع وسطي جديد يتجاوز حالة التجادب بين الفصيلين الكبيرين بفلسطين، يؤسس لحالة فلسطينية إجتماعية وطنية جديدة معبراَ عن هذه القوى الشعبية الصامته بهدف تمكين القوى الاجتماعية من المشاركة في صنع القرار، وإعادة التوازن للقوى الحية في الساحة الفلسطينية.
إن “التجمع الفلسطيني المستقل” فلسطيني المنشأ عربي التوجه ، لا تحصره حدود، ولا تقيده قوانين التجزئة والتمزق، يسعى لتجسيد الأهداف المطلبية الاجتماعية للشعب الفلسطيني وتطلعاتها الوطنية وينحاز لجوهر القضايا المطلبية الاقتصادية والاجتماعية، ويرفض هيمنة أو انفراد فصيل بمستقبل القضية الفلسطينية، ويؤكد إيمانه بدور الدين والقيم الروحية، ويقدم فهما واعيا مستنيرا معتدلا للدين الذى يدعو للحرية والعدل والمساواة والتقدم والمحبة، ويرفض التمييز بين البشر على أساس المعتقد أو الجنس أو اللون.
يرى”التجمع الفلسطيني المستقل” أن التقدم نحو المستقبل تصنعه نظرة متكاملة إلى مراحل التاريخ، للاستفادة من إنجازات ودروس ثورته العظيمة فى كل مراحل تاريخه ، وقد حققت العدل الاجتماعي والاستقلال الوطني وتطلعت إلى الوحدة العربية، وصولا إلى الوحدة القومية العربية وأهدافها فى الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والتنمية، كشعارات تمثل جوهر نظام جديد يسعى هذا التجمع لبنائه عبر:
1- نظام سياسي ديمقراطي فى إطار دولة وطنية مدنية ديمقراطية حديثة حرة مستقلة ، تجسد مبدأ السيادة للشعب بصفته مصدراً لكل السلطات؛ يقوم على صون الحريات العامة، ويحقق الفصل بين السلطات، ويعيد بناء مؤسسات الدولة، ويحفظ استقلال القضاء وحرية الاعلام والصحافة والابداع والتفكير والعقيدة، ويساوي بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، ويقيم دولة القانون والمؤسسات.
2- عدالة إجتماعية تضمن تكافؤ الفرص وكفاية الانتاج وعدالة التوزيع، وتحافظ على الثروة الوطنية من التبديد والنهب، وتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين فى المأكل والمسكن والرعاية الصحية والتعليم والعمل والأجر العادل والتأمين الشامل والبيئة النظيفة.
3- كرامة إنسانية يحميها استقلال وطنى يعيد الاعتبار للعمل النضالي الطوعي الوحدوي، ويدعم خيار المقاومة المشروعة ضد الاحتلال ، وتؤمن بالقيم الانسانية النبيلة، وتنحاز لها فى بناء نظام دولى جديد.
4- عمل تنموي واجتماعي جاد يقوم على تحول اجتماعي جذري، أساسه مشروع للتنمية الشاملة المستقلة،يسهم فى نهضة الوطن عبر بناء مؤسسات اقتصادية وأهلية تحقق طموحات المواطن وتراعي همومه اليومية، وتقدم نموذج لمشروعات وخدمات تربط التجمع بأوسع قطاعات من المجتمع، من خلال السعي لبناء إقتصاد وطني قوي ،وتشجيع القطاع الخاص، ورفع المستوى المعيشي لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بما يتجاوز خط الفقر، وتخفيض مستوى البطالة، وزيادة ثقة المستهلك بالصناعة الوطنية الفلسطينية.
إننا نسعى لأن يكون “التجمع الفلسطيني المستقل” إطاراً شعبيا واسعا فى الوطن والشتات، يقوده جيل جديد شاب منفتح على العصر متطلع إلى المستقبل، إطار قادر على أن يوازي ويجمع فى مهامه بين استكمال النضال الوطني والديمقراطي التحرري وتحسين شروطه وقواعده ليقدم كوادره فى الانتخابات المحلية والتشريعية والرئاسية، والقدرة على استمرار الحشد الشعبي والجماهيري لمواجهة أى تغول للسلطة على حريات المجتمع أو إهدار لحقوق المواطن.
هذا مشروعنا الذى نثق أن فلسطين تحتاج إليه، نقدمه لشعبنا العظيم، مؤمنين كل الايمان بالله ومن ثم بالوطن والشعب.