القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
حذر دنيس روس كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط وإيران، الفلسطينيين والإسرائيليين وواشنطن من مخاطر الإطالة في جمود عملية السلام، مضيفا أن المفاوضات يجب ألا تؤجل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في يناير (كانون الثاني) المقبل.
وأعرب روس الدبلوماسي المخضرم الذي شغل منصب مبعوث السلام في الشرق الأوسط إبان رئاسة بيل كلينتون، عن قلقه الشديد إزاء شلل عملية السلام. وقال في حديث مع الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "واي نت" نشر أمس، "ليس هناك عملية سلام في الوقت الحاضر وهذه حقيقة.. والحقيقة هي أنه ليس هناك مفاوضات أو حتى نقاش حقيقي ذات معنى.. والسؤال الذي يطرح نفسه، ما الذي يجب أن نفعله من أجل استعادة الاقتناع والإيمان بعملية السلام".
وقال: "بالنسبة لي فإن المسألة ليست مسألة فقدان ثقة بل فقدان القناعة لدى الجانبين. فالرأي العام الإسرائيلي غير مقتنع بأن الفلسطينيين ملتزمون بمبدأ حل الدولتين والجانب الفلسطيني غير مقتنع أيضا بأن الجانب الآخر ملتزم بهذا الحل". وأضاف: "من وجهة نظري فإن استعادة الاقتناع بعملية السلام يجب أن تكون القضية الأساسية التي يركز عليها الجانبان".
ويعتقد روس بضرورة أن يكون هناك مفاوضات تمهيدية "ولكني أعتقد أنه إذا كنت غير قادر على التعامل مع مسألة عدم القناعة، فإنني لا أرى كيف يمكن بإمكانك أن تتجوز العقبات التي تواجهها الآن. فعدم القناعة يعزز التدهور الحاصل".
ويرفض روس القبول بأن فرصة التوصل إلى سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية قد أغلقت.. وإني أرفض هذا الاعتقاد لسبب بسيط وهو أنني لا أرى البديل لذلك، مضيفا: "لا أرى كيف يمكن أن تتخلص من الفلسطينيين والعكس صحيح. وهناك أيضا المسألة الديموغرافية.. فلننظر إلى الأرقام. فهناك نحو مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة ونحو 2.5 مليون فلسطين في الضفة الغربية إضافة إلى 1.3 مليون عربي في إسرائيل.. أجمع هذه الأرقام وقارنها بنحو 7 ملايين يهودي إسرائيلي. وانظر إلى نسبة الولادة".
وتابع القول: "إذا أرادت إسرائيل أن تحافظ على شخصيتها كوطن للشعب اليهودي.. فماذا يعني تآكل الغالبية اليهودية مع مرور الوقت؟ ففي وقت ما سيصبح اليهود أقلية.. إن الحلم الصهيوني هو الحفاظ على إسرائيل دولة ديمقراطية". وردا على اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في الأمم المتحدة لإسرائيل، بأنها دولة تمييز عنصري "ابرتهايد" قال روس: "إن إسرائيل ليست دولة عنصرية "ابرتهايد".. فالابرتهايد هي عقيدة تحكم فيها الأقلية الأغلبية. وتعمل بشكل منظم على إزالة كل أشكال ووسائل الحياة"..
مضيفا: "إن هذا خطأ" مشيرا إلى اتهام أبو مازن لإسرائيل بأنها تواصل التطهير العرقي ضد الفلسطينيين. ويرى روس أنه وأمام اتهامات أبو مازن وصواريخ قطاع غزة، يسير الرأي العام الإسرائيلي نحو اليمين في سياساته.. وعلى الرغم من ذلك يرى أن المصلحة الوطنية يجب أن تسود. والسؤال هو ما الأفضل بالنسبة لمصلحة إسرائيل؟
وأشار روس إلى ما قاله "رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) في خطاب في يونيو (حزيران) الماضي أن السلام مع السلطة الفلسطينية ليس معروفا نقدمه للفلسطينيين.. أنه مصلحة وطنية. وقال أيضا إن إسرائيل لن تصبح دولة ثنائية القومية.. هذه هي مصالح إسرائيل". وتابع القول: "لا تستطيع صنع السلام مع نفسك.. هذه حقيقة.. ولا أريد أن أرى إسرائيل تدفع دفعا نحو اتخاذ مزيد من الإجراءات الأحادية الجانب؛ لأن ذلك من شأنه أن يأتي بإجراءات أحادية الجانب".
واستطرد متسائلا: "ما الذي يمكن عمله؟ متابعا: "لا أدري ما هو ممكن.. ولكن لدي مقترحاتي الخاصة حول تغيير الوضع.. لدي 16 نقطة يمكن أن تكون أجندة للمحادثات. فالطرفان لا يتحدثان ونحن بحاجة إلى أجندة للنقاش.. عندما يكون لديك رأي عام غير مقتنع فتعمل على إقناعه وليس إقناع الطرف الآخر".
وأضاف: "يجب البدء الآن في بناء هذه القناعة وليس الثقة.. الناس تفقد إيمانها وقناعتها.. والثقة شيء يمكن استعادته.. أما الإيمان والقناعة فلا بد من بنائهما".
ويقول روس إن الفلسطينيين يرون أنفسهم ضحايا، والإسرائيليون يرون في أنفسهم الطرف الذي يعطي ولا يأخذ.. وعلينا التعامل مع هذين التصورين.. وإذا لم تفعل فسيكون من الصعب تحقيق أي تقدم. وحسب روس فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما "مستعد لعمل شيء إذا شعر بأنه يمكن فعل شيء ما.. لكنه الآن يراقب الأوضاع في إيران وسوريا ومصر.. وكلها تتطلب جهودا كبيرة. يعني هناك أشياء أخرى أكثر إلحاحا ناهيك عن المسألة المالية في الداخل.. إذن ليس هناك ما يمكن عمله الآن".
ويشدد روس على أن السلام يجب أن يتابع من الجانبين، أبو مازن قال إنه وبعد الأمم المتحدة سيكون مستعدا للعودة إلى المفاوضات من دون شروط لأن لديه وضعا جديدا.. ورئيس وزراء إسرائيل قال إنه مستعد للحديث في أي وقت ودون شروط، لذا بالإمكان القول إن الوقت حان للجانبين كي يوافقا على العودة إلى طاولة التفاوض، بدلا من انتظار تدهور جديد.. لذا لنستأنف المفاوضات وفي الوقت نفسه علينا ألا نتخذ أي خطوات من شأنها أن تصعب الأمور.. وهذا سيمنع مزيدا من التدهور.