" نورس وحجل " يعكس رؤية هواة لتناقضات الحياة في غزة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء

في معرض " نورس وحجل " يعكس شباب من غزة تناقضات الحياة فيها، ففي الوقت الذي تصطف مراكب الصيد في ميناء غزة بعد العودة خاوية من رحلة صيد في مشهد جنائزي يثير في النفس الاغتراب، فإنها في صورة اخرى تعود بعد الحرب بخيرات من الأسماك تنهض الحياة في أكف الصيادين محملة بروح الامل والعمل.

هذه صورة من بعض تناقضات الحياة في غزة، وتشاركها صور أخرى متنوعة من الضفة الغربية ورسائل بالوحدة يحملها شباب على جناحي طائري "النورس" الذي يسكن شواطئ بحر غزة، و"الحَجًّل" الذي يعشش في جبال الضفة ووديانها. وهي امتداد لرسالة فلسطينيات كمؤسسة اجتماعية مستقلة، تعمل بنفس الوحدة في كافة مشاريعها في فلسطين.

وافتتحت أمس مؤسسة فلسطينيات معرض" نورس وحجل" الذي نظمته ضمن مشروع "شباب من اجل التغيير المجتمعي" في قطاع غزه والضفة الغربية في قاعة المسحال في غزة. لمجموعة من الشباب والشابات هواه للتصوير ومهتمين بالتدوين.

ويروي هؤلاء الشباب ملامح الحياة في مشاهد لا تفصلها سوى تفصيلات عين الزائر للاماكن التي لم يلتقي بها او التقى بها في رحلة علاج او تذكرة سفر عاجلة او حدثته عنها كتب الجغرافيا. ففتحت شهيته لعناقها... كصوت الكنائس وجمال الطبيعة .. معلنة عن "وطن واحد" .. لن يرضى عنه بديلا ... لا منقسما ولا منفصلا .. تلك رسالة أخرى .

جسرٌ للتواصل
وتقول نور ابو كويك منسقة المشروع "المعرض بمثابة إنتاج لدوره تصوير فوتوغرافي بإشراف المصورين اسامه السلوادي ومحمد البابا، ويهدف المعرض لان يكون جسرا للتواصل بين المشاركين/ات في الضفة الغربية وقطاع غزه من خلال مجموعة صور ضوئية تعكس جزئية بسيطة من الحياة في شطري الوطن التقطت الصور من خلال جولات نظمت في قطاع غزه شملت ميناء غزه - شاطئ غزه - وادي غزه وتل ام عامر إضافة إلى مشاهد الحرب والسلام في غزه.

سمر الملفوح احدى المشاركات في المعرض تقول" كانت الكاميرا تستهويني، ولكني كنت كطفلة تداعبها دون ان تصنع منها شيء جميلا اما اليوم فباستطاعتي ان اصور بعدسة ما اراه جميلا او أي مشهد يجب ان اقف عنده وأضمه لمدونتي .

وتقول الملفوح خريجة ادارة الأعمال ان الالتحاق بالمشروع اكسبها مهارات التعامل مع الكاميرا والتقاط الصور بعين الخبير والهاوية في وقت واحد. مشيرة انها ستكثف نشاطها المقبل في التدوين وتهتم بالصور وستدعم بها مدونتها ."

للصور قيمة كبيرة
ويبدو السرور على وجه المشارك باسم الكحلوت خريج السكرتارية والإدارة وهو يشرح لزوار المعرض عن كواليس الصور التي التقطها ويقول" اشعر بالسعادة وصوري تعرض هنا، ويشاهدها زوار المعرض، كنت بكاميرتي الصغيرة التقط صورا عادية لا يراها سوايا، ويضيف " لم يكن باستطاعتي التقاط صور للغروب بنقاء الصورة، وهذه الصورة هي التي تمنيت ان التقطها واستطعت خلال تدريبي على التصوير ويضيف " سيكون لدي اهتمامات اكبر في التصوير مستقبلا، لا سيما نحن نعيش ظروف احتلال وحرب للصور قيمة كبيرة في دعم قضيتا".

وعجت قاعة المعرض منذ الصباح حتى السادسة مساءً بالزوار والمصورين وهم يحدقون في الصور المعروضة ويسألون عن تفاصيل الأمكنة والناس. إلا انهم لاموا عدم وحدة المعرض من حيث موضوعه. فهو تناول صور كثيرة للطبيعة والمكان الاثرية وميناء غزة والبحر والصيادين ورصد الحياة قبل الحرب وبعدها ... وهو ما اوضحه الصحفي والمصور محمد البابا مدرب المجموعات على التصوير ويضيف:" كان من الصعب اختيار هذه الصور من الاف الصور التي تم تصويرها في الأماكن المذكورة، وحاولنا ان نعكس في بانوراما مجموعة الصور عن اوجه متعددة للحياة في غزة وان كنا لا نوفيها جميعها حقا".

وعن اختيار اسم المعرض " نورس وحجل" يقول البابا" اكثر اسم نال التصويت عليه من قبل القائمين على المعرض والمجموعة، فالطائران المذكوران احدهما يعيش في شواطئ غزة والآخر في جبال ووديان الضفة الغربية، دليل على وحدة الوطن رغم انقسامه ورسالة موجهه للمجتمع ان طريقنا واحد رغم اختلافنا".

الشاعرة رحاب كنعان احدى زائرت المعرض تعبر عن اعجابها بمستوى الصور المعروضة، ومشاركة الشباب في انتاجها رغم أجواء الحصار والألم. تضيف" انها ترسم ملامح التحدي والإصرار على ايصال رسالة بتلك الامكانيات المتواضعة ". وتقول" الصورة احدى أدوات معركتنا في الوجود والمقاومة، لا بد ان تسلح بمهارات التصوير ومواصلة انشطتا لنثبت للعالم اننا هنا اليوم وكنا بالأمس وسنكون ما نريد مستقبلا".
وعلى هامش المعرض، نظمت جلسة حول الاعلام الاجتماعي واستخدامات الشباب ودوره في التأثير والتغيير المجتمعي، أداراتها الصحفية أسماء الغول بحضور مجموعات شبابية ناشطة وفاعلة في ميدان الاعلام الاجتماعي .