مرة أخرى .. مطلوب حملة ضد الدول العربية

بقلم: رمزي صادق شاهين


العرب وعدوا السلطة بصندوق الأمان ... الجامعة العربية اجتمعت وقررت ... وزراء الخارجية العرب قرروا صرف مائة مليون دولار شهرياً ... دولة فلسطينية نهاية العام 2012م ... مؤسسات الدولة أصبحت جاهزة الآن وإسرائيل والإحتلال هي العقبة الوحيدة ... لا موعد لصرف رواتب الموظفين والحكومة تدرس ترقية وضعها بما يناسب الدولة .

هذه الشعارات والكلمات التي اعتدنا أن نسمعها من مسئولي السلطة الوطنية الفلسطينية ، شعارات رنانة وكلام كبير دون فعل واقعي يرقى لمستوى المسؤولية الوطنية تجاه شعب يتطلع لأي تصريح إعلامي من مسئولي السلطة على أنه تصريح يعتمد على أرضية صلبة ، وليس مجرد تكهنات أو توقعات أو وعود من أمة عربية ومسئولي عرب لا يرغبون بقيام دولة فلسطينية ، بل يريدون شعبنا أن يبقى تحت الاحتلال لأنهم بالنهاية يريدون مكافئة الاحتلال الإسرائيلي وإبقاء القضية كسلعة رخيصة لتجارتهم وعلاقاتهم المشبوهة مع إسرائيل وعلاقاتهم التجارية والدبلوماسية العلنية والسرية .

لقد كان الموقف العربي الرسمي المُخجل واضح عند تقديم فلسطين طلب العضوية لدولة فلسطين ، حين وقفت دول عربية ضد هذا المشروع ، وساهمت إحدى الدول العربية بشكل واضح في تحريض الولايات المتحدة الأمريكية ، بل وشاركت في فرض الحصار المالي على السلطة الوطنية الفلسطينية ، وكذلك طلبت من بعض الدول العربية الوقوف ضد القيادة الفلسطينية ووجهت لها التحذيرات والتهديدات العلنية والسرية ، بأن الموقف لن يكون في صالح فلسطين إذا تقدمت بالطلب للأمم المتحدة .

هذه هي حقيقة الأمة العربية والزعامات العربية العميلة للولايات المتحدة وإسرائيل ، هذه هي الزعامات التي ارتضت لنفسها أن تكون عبارة عن مضافة للقوات الأمريكية ، فأقامت القواعد الأمريكية على أرضها ، ووفرت لها إمكانيات لوجستيه لتفتيت الوطن العربي ، بل وكانت جزء من عمليات ضرب واعتداء واحتلال الدول العربية ، وها هي العراق تقف شاهدة على ذلك ، والتاريخ لن يغفر لهم مهما حاولوا تزويره من خلال إعلامهم ومحطاتهم المشبوهة العميلة .

نحن لا نريد أن نربط بتصريحاتنا بهذه الأمة العربية العميلة ، فكم كانت مواقفهم ضد شعبنا واضحة ، وكم صمتت هذه الأمة وزعمائها على جرائم إسرائيل بحق أطفالنا وشعبنا إبان الحرب عام 2008م ، وبالتأكيد لم يتحركوا من طلقاء أنفسهم هذه المرة مع العدوان على غزة ، بل أجبرتهم الحركات الشعبية الثائرة في بلدانهم والتي تتعرض للقمع والموت وتتعذب في السجون السرية .
آن أوان الحقيقة ، آن أوان أن يخرج وزير الخارجية الفلسطيني والناطق بإسم الرئاسة الفلسطينية ليُفجر القنبلة الحقيقية ، بأن من يقتلنا هو أمتنا العربية ، ومن يحاصرنا الزعماء العرب ، ومن يخذلنا في مواقفنا السياسية هي الدول العربية ، وأولئك الزعماء الذين ارهنوا قرارهم لسيد البيت الأبيض ، هؤلاء الذين يلعبون على كُل الحبال لإرضاء كُل الأطراف في نفس الوقت .

شعبنا دفع ضريبة الدفاع عن شرف هذه الأمة ، ولازال يقف بصمود وشجاعة أمام آلة القتل الإسرائيلية ، هذه الآلة التي تقوم بهدم الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ، ولازال شعبنا يقف سداً منيعاً أمام إسرائيل والولايات المتحدة التي تُريد تصفية القضية الفلسطينية وهدم المقدسات وتشريد شعب صاحب الحق في الأرض والمقدسات والتاريخ والهوية .

لن يُجدي الدبلوماسية والشعارات الرنانة شيئاً مع أمة تعودت على البلادة ، وارتضت لنفسها أن تكون أمة عميلة لإسرائيل ، لأن صمتها عن زعاماتها هو صمت لهذه الأمة ، ولو كانت هذه الأمة واعية ومُدركة لما يقوم بها زعماءهم لكانوا انتفضوا وصاروا ضدهم ، هؤلاء الذين يشاهدون القتل والدمار اليومي في فلسطين وسوريا ومناطق أخرى من أرض المسلمين ولا يتحرك لهم جفن ، أو أن يهتز لهم بدن ، لذلك فإن الحقيقة يجب أن تكون هي وسيلتنا الأولى والأخيرة لإنقاذ مشروعنا الوطني من الضياع ، وحماية شعبنا من الجوع .

&&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت