نساء غزة يطالبن المجتمع الدولي بوضع حد لجرائم الاحتلال ومحاكمته

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
طالبت نساء قطاع غزة المجتمع الدولي بالعمل الجاد لتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على تفعيل الملاحقة والمسائلة عن جرائم الحرب أو ما يعرف بالانتهاكات الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي من شأنها أن تضع حداً للجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين.

وطالبن أيضا مجلس حقوق الإنسان بإيفاد بعثة لتقصي الحقيقة للوقوف على حجم الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال، خلال عدوانها الأخير الذي أطلقت عليه اسم (عامود السحاب) ولاسيما الجرائم التي ذهب ضحيتها أطفال ونساء (وأعيان مدنية).

جاءت هذه المطالبة خلال التظاهرة النسائية الضخمة التي نظمها ائتلاف وصال التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر أمام مقر الأمم المتحدة بغزة، ضمن فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني رفعت خلالها المشاركات الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بجرائم الاحتلال والمطالبة بمحاكمة قادته، والصور التي تعكس هول المجازر التي ارتكبتها آلة الحرب الاسرائلية خلال عدوانها الأخير بحق النساء والأطفال والشيوخ.

وقالن في بيان سلموه لممثل الأمم المتحدة بغزة موجه للامين العام للأمم المتحدة بان كي-مون تلته النائب نعيمة الشيخ على رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفكرالحر خلال مؤتمر صحفي: "ثمانية أيام من القصف والتدمير الذي استهدف المدنيين والمنشآت المدنية ولاسيما المنازل السكنية بشكل مباشر ومتعمد، في مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وارتكبت قوات الاحتلال خلالها جرائم حرب واضحة لا تقبل اللبس ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني".

وأوضحت الشيخ على ان المعلومات المستندة إلى رصد وتوثيق منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية تؤكد أن قوات الاحتلال قتلت (168) فلسطينياً من بينهم (36) طفلاً و(14) سيدة ( إمرأة )، وأوقعت حوالي (1100) جريحاً غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والمسنين، كما هدمت ودمرت أكثر من (1200) منزل سكني، حيث استهدفت المنازل بشكل متعمد وبقصف مباشر ما تسبب في قتل أسر بالكامل تحت أنقاض منازلها كما هو حال عائلة الدلو وغيرها من العائلات كالنصاصرة وأبو زور وحجازي وغيرها العشرات حيث بلغ عدد المنازل المستهدفة بشكل مباشر (53) منزلاً، وتدمير عشرات المنشآت الصناعية والتجارية، وعشرات المركبات، وغيرها من الخسائر في الممتلكات الخاصة. كما دمرت عشرات المدارس والمساجد والمؤسسات والدوائر الحكومية (المدنية) وألحقت فيها أضراراً متفاوتة.

وشددن النساء في بيانهم على أن قوات الاحتلال (ارتكبت ولا تزال) ترتكب انتهاكات جسيمة ومنظمة ترقى لمستوى جرائم الحرب، وهي تبدي تحللاً فاضحاً من التزاماتها القانونية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقيات حقوق الإنسان التي سبق ووقعت عليها كالعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واتفاقية حقوق الطفل وهي تنتهك بالضرورة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد النساء.

وأدان ائتلاف وصال فى بيانه بشدة العدوان المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرا من استمرار تفاقم الأوضاع وانعكاساتها الكارثية على حياة النساء والأطفال، معربا عن تخوفه من ان يكون القادم أسوأ ما لم يتدخل المجتمع الدولي لوضع حد لهذا العدوان المستمر الذي سيدفع المدنيون الفلسطينيون وحدهم ثمن هذا التصعيد الذي ابتدأته دولة الاحتلال.

وحمل ائتلاف وصال سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة المدنيين الفلسطينيين وفقاً لقواعد القانون الدولي، مؤكدا أن وجود مقاومة مسلحة لا يبرر بأي حال من الأحوال (خرق قواعد القانون الدولي الإنساني بالاستخدام) العشوائي وغير المتناسب للقوة المفرطة ضد المدنيين.

ودعت مؤسسات الائتلاف الأمين العام بالأمم المتحدة وكافة الهيئات المعنية في الأمم المتحدة لممارسة الضغط على إسرائيل لإجبارها على وقف عدوانها المستمر و المتكرر على قطاع غزة والضغط من أجل احترام القانون الدولي (والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية).

واختتمت رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفكر الحر بالقول :"حان الوقت لأن يتمتع الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير على النحو الذي ضمنه القانون الدولي لحقوق الإنسان (وكافة المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات الشرعية الدولية), وعليه ينبغي للمجتمع الدولي بذل كل الجهود (الفعالة) الممكنة من أجل,(تمكين الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم الإنسانية والعيش بآمن وسلام وتجسيد دولتهم الحرة والمستقلة وذات السيادة) أسوة بباقي شعوب العالم.

وبعد قراءة البيان أمام الجماهير استقبل ممثل الانسكو في القطاع وفدا من النساء برئاسة نعيمة الشيخ على رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفكر الحر وفوزية وفوزية جودة عضو مجلس الادارة واعضاء الادارة ومديرها العام الأستاذة مريم زقوت وممثلين عن مؤسسات ائتلاف وصال .

ومن جهتها شكرت مدير عام جمعية الثقافة مريم زقوت، ممثل الانسكو، على استقباله، وطالبته بنقل الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة،وطالبته باطلاع الأمم المتحدة على صورة الوضع المأساوي بغزة بكل أمانة،وشددت على أهمية أن تقوم الأمم المتحدة بحماية قراراتها التي صاغتها وعلى رأسها القرار الصادر من مجلس الامن رقم 1325والذى ينص صراحة على حماية النساء والفتيات اوقات الحروب والنزاعات المسلحة،.

كما دعت زقوت لاتخاذ موقف صارم اتجاه اسرائيل لعدم احترامها لقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار 1325، وعدم التزامها بالقانون الإنساني والدولي المتعلق بحقوق الإنسان في وقت الحرب، ومحاكمة قادتها على جرائمهم بحق المدنيين .