نتنياهو يعزز الاستيطان للمزايدة على منافسيه الاكثر تطرفا

القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة البناء في المستوطنات على الرغم من الادانات الدولية الشديدة وذلك لمحاولة احتواء الشعبية المتصاعدة لليمين المتطرف قبل شهر من الانتخابات التشريعية.

ووافقت الحكومة الاسرائيلية على خطط جديدة لبناء 523 وحدة سكنية استيطانية جديدة في جنوب الضفة الغربية في خطوة اولى لانشاء مستوطنة ضخمة جديدة بعد وقت قصير من ادانة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "للتوسع غير المسبوق" للمستوطنات على الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وكان المجلس الاقليمي لكتلة غوش عتصيون الاستيطانية قدم خطة لبناء 6000 وحدة سكنية استيطانية عام 2000 لكن لم يتم الموافقة عليها حتى الان.

وبحسب هاغيت اوفران من حركة السلام الان المناهضة للاستيطان فانه لا يوجد سوى عشرة كرافانات في الموقع لكنها اشارت الى ان المستوطنة الجديدة ستحوي 25 الف شخص.

ويرى ارييه كينغ وهو ممول كبير للاستيطان ومعروف بمواقفه البالغة التطرف ان "بيبي (نتنياهو) ليس حقا مهتم بالبناء من اجل اليهود: انه يحيط نفسه بهالة يمينية لينتزع اصواتا" انتخابية.

واتهم عدد من قادة اليمين المتطرف نتنياهو الاربعاء ب"الخداع" على الرغم من الاعلان عن بناء الاف الوحدات السكنية الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين هذا الاسبوع.

وقال هؤلاء:" ان رئيس الوزراء يسعى الى الاستفادة من الاعلانات الكثيرة لمراحل ادارية لمشاريع مقعدة تم الاعلان عنها بالفعل قبل وقت طويل."

وردا على الانتقادات الدولية اكد نتنياهو ان "جميع هذه الوحدات السكنية موجودة داخل القدس والكتل الاستيطانية التي ستبقى جزءا من اسرائيل في اي اتفاق سلام سيتم التوصل اليه مستقبلا مع الطرف الفلسطيني".

ومن خلال ذلك فان نتنياهو يحرج منافسيه الوسطيين واليساريين الذين يتهمونه بالتسبب بعزل اسرائيل واحداث توتر مع الحليف الاميركي من خلال تعزيز الاستيطان.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وتعتبر القدس بشطريها "عاصمتها الابدية والموحدة" ولا تعتبر البناء في الجزء الشرقي منها استيطانا، في حين يعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.

وتشير احدث استطلاعات الراي ان كتلة اليمين بزعامة نتنياهو ستفوز بالتاكيد في الانتخابات التشريعية المقبلة. الا ان شعبية القائمة الانتخابية المشتركة لحزب نتنياهو الليكود مع حزب اسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف في تراجع حيث ستحصل على 35 مقعدا في الكنيست من اصل 120 مقابل 37 مقعدا في السابق.

وهذا التراجع يصب في مصلحة اليمين المتطرف خاصة في حزب البيت اليهودي (ديني قومي متطرف) بزعامة نفتالي بينيت الذي سيحصل بحسب الاستطلاعات على 11 مقعدا مقابل 3 حاليا.

وقال بينيت لوكالة فرانس برس "من الجيد ان يبقى نتنياهو في الزعامة لكننا نريد ايضا ان نمسك بعجلة القيادة". ويطمح بينيت الى الحصول على ثلاثة حقائب وزارية بينها وزارة الاسكان المثيرة للجدل في حال دخوله الائتلاف الحكومي المقبل.

وبحسب المحلل السياسي حنان كريستال فان "بينيت يدفع نحو التطرف بينما يفضل نتنياهو ان يعطي نفسه طابعا اكثر ليبرالية" تمهيدا لتحالف محتمل مع احزاب وسطية او حتى مع حزب العمل.