الخليل - وكالة قدس نت للأنباء
اختتم مركز التعليم البيئي في فلسطين التابع للكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن والاراضي المقدسة، اليوم السبتK مؤتمره السنوي الثالث الذي عقد بعنوان" مؤتمر العدالة البيئية في فلسطين".
واستمر المؤتمر على مدار 5 أيام، وناقش واقع البيئة الفلسطينية في ظل متغييرات المناخ من جهة والمتغييرات الحاصلة على البيئة في فلسطين، وابرزها المتغييرات الحاصلة نتيجة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
واختتمت الفعاليات بمؤتمر صحفي عقد في البلدة القديمة بمدينة الخليل في اعقاب جولة ميدانية نظمها المركز في اليوم الاخير من فعاليات المؤتمر، وتضمنت الجولة زيارة بيت لحم والخليل، واستهدفت مخيم عايدة وبيت جالا وبتير وواد فوكين وإذنا والبلدة القديمة في الخليل.
وجرى اطلاع الوفود الفلسطينية المحلية والاجنبية المشاركة في المؤتمر على الواقع البيئي الفلسطيني خصوصا اثر ممارسات الاحتلال الاسرائيلي عليها، سواء من حيث اثر هذه الممارسات على البيئة والمياه والاراضي الزراعية والثروة الحيوانية والحياة الطبيعية البرية.
و تم اختتام الجولة بالمؤتمر الصحفي الختامي والذي عقد بمقر لجنة اعمار الخليل بالبلدة القديمة بعد اطلاع الوفود على واقعها نتيجة الاحتلال والمستوطنيين، كما تم تنظيم جولة للوفود داخل الحرم الابراهيمي الشريف.
وقال مدير مركز التعليم البيئي سيمون عوض" ان هذه الجولة جاءت استكمالاً للمؤتمر الذي شارك فيه متضامنين أجانب ومؤسسات دولية، بحسب التعريف بالمناطق الفلسطينية الأكثر تضرراً من الناحية البيئية، خاصة التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي من ناحية الجدار والمستوطنات واستقطاع الأراضي، إضافة إلى المشاكل البيئية الأخرى داخل المجتمع الفلسطيني كمكب النفايات العشوائي في قرية إذنا وتجميع الحديد والنحاس والألمنيوم والبلاستيك وحرقها في المناطق السكنية".
وأضاف عوض "يستغل بعض المواطنين من قبل إسرائيل لحرق هذه المواد في المناطق الفلسطينية مقابل مبالغ من الأموال، مشيرا الى أن الضرر البيئي في فلسطين واقع على الأراضي الفلسطينية أولاً وعلى الإنسان الفلسطيني ثانياً، من تلوثات صحية عالية والإصابة بأمراض لها علاقة بالتنفس والرئتين وأمراض السرطان المختلفة".
وأكد" ان تركيز هذه الجولة كان على الوضع البيئي في منطقة جنوب الضفة الغربية (بيت لحم والخليل) حيث عرفنا المشاركين من خلال هذه الجولة بالبيئة الفلسطينية والوضع القائم ومعاناة المواطنين اليومية من قبل المستوطنات الإسرائيلية والتعرف على النظام العنصري الإسرائيلي الذي يظهر بوضوح حول استخدامات الشوارع كشارع 60 ووسط الخليل".
وأشار عوض" إلى أن دخول فلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة يتطلب من الجميع وضع ضغوطات من قبل المجتمع الدولي على إسرائيل لتنسحب من هذه الأراضي والحصول على الاستقلال في أسرع وقت ممكن ويتمكنوا من إدارة مصادرهم الطبيعية".
من جهتها قالت عبير بطمة منسقة شبكة المنظمات البيئية أصدقاء الارض الفلسطينية" إنه تم التعرف على الكثير من الانتهاكات الاسرائيلية المتنوعة ضد البيئة الفلسطينية ومشاهدة اثر الجدار ومصادرته قسم كبير من الاراضي الزراعية، الى جانب الطرق الالتفافية التي صادرت بدورها الاراضي الزراعية لتعطي هذه الطرق للإسرائيليين.
وأضافت أنه تم التعرف على الاراضي التي بنيت عليها المستوطنات وضخ المياه العادمة والنفايات الصلبة من قبل هذه المستوطنات على الاراضي الزراعية والقرى الفلسطينية المجاورة لها، ودورها في تخريب الاراضي الزراعي وفقدان المزارعين لاراضيهم بسبب هذه المخلفات.
المؤتمر يخرج بعدة توصيات لحماية البيئة بفلسطين ..
وتحدث عوض عن خروج المؤتمر بعدة توصيات للحفاظ على البيئة بفلسطين وحمايتها كان ابرزها المطالبة بتأسيس مرصد لتوثيق الانتهاكات البيئية بفعل الاحتلال حسب الاصول القانونية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والشعبية المحلية والدولية كما ويجدد التأكيد، على أن واحدة من الإجراءات العاجلة لحماية بيئتنا بعناصرها المختلفة، تكمن في تفعيل فتوى محكمة العدل الدولية، الذراع القضائي الأساسي لمنظمة الأمم المتحدة ومقرها لاهاي في هولندا، وقرارها الاستشاري، الذي صدر في صيف 2004، والقاضي بإدانة وتجريم جدار الفصل العنصري، الذي بدأت إسرائيل بناؤه في الضفة الغربية، في حزيران 2002، واعتبار الاستيطان الإسرائيلي بأشكاله كافة، غير شرعي، ومنافي للقانون والشرعية الدولية الذي دمر أراضٍ زراعية ومحميات طبيعية ومصادر مياه، كما أحاط المناطق غير المأهولة بسياج إلكتروني، تاركاً أثاراً سلبية عميقة أثرت على مختلف مناحي الحياة، ومنها البيئة وعناصر تنوعها الحيوي.
كما ووجه المؤتمر الدعوة الى الأصدقاء الدوليين المشاركين فيه، على التأسيس لمقاضاة الاحتلال بفعل جرائمه ضد البيئة والحياة في فلسطين. فيما تبنت المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني المشاركة في المؤتمر موقفا حاسماً من أي جهة فلسطينية تتعامل مع الاحتلال ومستوطنيه حتى لو كان تحت غطاء بيئي.
وشدد المؤتمر في توصياته على انه وفي الوقت الذي سيواصل مركز التعليم البيئي العمل مع وزارة شؤون البيئة وبخاصة بعد توقيعه مذكرة تفاهمات مشتركة خلال انعقاد المؤتمر فإنه أعلن عن الخامس من آذار كل عام يوماً وطنياً للبيئة، لإطلاق فعاليات تنتصر للبيئة والغطاء الأخضر، وتلاحق ممارسات الاحتلال مثلما سيكرس شهراً من كل عام للبيئة؛ لتنفيذ أنشطة وفعاليات لرفع الوعي الأخضر وتعزيزه.
كما واطلق سلسلة مبادرات محلية ستساهم كلها، خلال عام 2013، من تطوير الوعي البيئي مجتمعياً، بالتوازي والاستمرار في ملاحقة الاحتلال على جرائمه، والنضال بكل الوسائل المشروعة لمقاضاته في المحافل الدولية، بمساعدة الشركاء والأصدقاء من دول العالم المختلفة، بإعلان خطة عمل بالشراكة مع أفراد ومؤسسات أهلية ورسمية وأجنبية شاركت في أعماله تشمل مبادرات لتنفيذ حملات نظافة مستمرة للبيئة ، مع التركيز على تعليم الأطفال ثقافة المحافظة على البيئة.
وسيعمل "التعليم البيئي" جنباً إلى جنب لملاحقة حرق النفايات والمياه العادمة وإطلاق حملة غرس أشجار. وسيوفر فرص تدريب وتأهيل للشباب بغية تنفيذ مبادرات بيئية والتفاعل مع محيطهم الأخضر. بجوار التركيز على نشر التوعية بين الأطفال، ومحاربة المسلكيات المضرة بالبيئة.
كما سيرعى مبادرات نسوية لتوعية النساء بأخطار المنظفات الكيماوية المستخدمة في المنزل، عبر التوعية والحث على العودة إلى البدائل الطبيعية. وسيطلق شراكة لبث ومضات إذاعية وتلفزيونية للتوعية بالبيئة مع وسائل الاعلام المحلية.
متحدثون دوليون ينتقدون" اسرائيل" ويؤكدون على العمل من اجل فلسطين ..
بدورهم تحدث ممثلي مجلس الكنائس العالمي ومنظمة اصدقاء الارض الدولية عن مشاركتهم بالمؤتمر حيث قال جويليرمو كيربير ممثل مجلس الكنائس العالمي ان المجلس يعمل على تعزيز ثقافة العدل والسلام في هذه المنطقة من العالم مشيرا الى ان المجلس عمل ويعمل مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي منذ سنوات في مجال حماية البيئة ومنحها العدالة
مؤكدا على ان مجلس الكنائس العالمي يعتبر دعم فلسطين امرا مركزيا واساسيا لتحقيق السلام والعدل في كثير من مناطق ودول العالم .
واكد كيربير على ان مجلس الكنائس العالم سيواصل دعم جهود فلسطين والدول في منطقة الشرق الاوسط معربا عن امله برؤوية فلسطين وهي تنعم بالحرية والعدل لتتحقق العدالة البيئية مشددا على ان المؤتمر كان فرصة لاظهار النضال من اجل العدالة والحرية من خلال تركيزه على المشاكل التي تواجهها البيئة والتي لا يمكن عزلها عن الواقع السياسي لان كل الاعتداءات عن البيئة ناجمة عن الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته على الارض.
كما شكر كيربير مركز التعليم البيئي والكنيسة اللوثرية في الاراضي المقدسة على عملهم ونشاطهم في الكثير من مجالات الحياة المهملة بفلسطين والتي تعتبر البيئة احد اهم هذه المجالات مؤكدا ان مجلس الكنائس سيواصل دعمه لعمل مركز التعليم البيئي بما يخدم المجتمع الفلسطيني مشيرا الى انه عندما تم البدء بالعمل لمساعدة سكان البلدة القديمة قبل عدة سنوات بدا العمل مع 400 نسمة والان نحن نعمل مع 6000 الاف نسمة مشيرا الى ان ارتفاع العدد يمثل نجاحا لجهود المركز والمؤسسات الشريكة معه موضحا ان الهدف هو الوصول ل10 الاف نسمة في قلب الخليل ليكونوا على دراية بالواقع البيئي لمدينة الخليل معربا عن امله بتطوير المنطقة.
بدوره عبر يوريغ سكاندريت ممثل منظمة اصدقاء الارض الدولية عن سعادته بتمثيل مؤسسته في هذا المؤتمر مشيرا الى ان منظمة اصدقاء الارض تضم في عضويتها 74 دولة ويمثل كل دولة العديد من المؤسسات موضحا ان عدد المؤسسات الشريكة مع منظمته وصل الى 5000 عضو وجميعها تعنى بالبيئة مثل مركز التعليم البيئي بفلسطين.
واشار الى ان مركز التعليم عضو مهم وفاعل في المنظمة الدولية مشيرا الى انه يشارك كمبعوث لمراقبة البيئة في فلسطين مشيرا الى انه وخلال الايام الاخيرة سمعنا وشاهدنا مشاكل البيئة وقلة العدالة و عدم السيطرة البيئة ومشاكل المياه و المشاكل الناتجة عن الصناعية وتغييرات المناخ في فلسطين وبقايا الصناعات النووية في اسرائيل مضيفا انه لم ان معظم معاناة البيئة والاثار السلبية القائمة عليها تاتي من الاحتلال الاسرائيلي بشكل مباشر وغير مباشر خصوصا وان الفلسطينيين لا يسيطرون على مقدراتهم واراضيهم.
كما اشار سكاندريت الى ان الوفود المشاركة شاهدت وسمعت قصص نضال وتحدي للصعاب كما شاهدوا مشاريع متميزة للحفاظ على البيئة خصوصا المشاريع الخاصة باعادة تاهيل الواقع البيئة وتطويرها كما ثمن استعدادات السلطة للتعاون مع المؤسسات الاهلية لتطوير البيئة واحداث استقرار فيها هناك ما تم انجازه رغم الاحتلال لكن الجزء الجزء الاكبر ما زال يعاني بسبب مشاكل الاحتلال.
كما و عبر سكاندريت عن سعادته وسعادة مؤسسته لدعم منظمة اصدقاء الارض في فلسطين ومقاومتهم للاحتلال في القضايا البيئية .
كما قال ممثل مؤسسة اصدقاء الارض الدولية :"نشجع البيئيين الدوليين على عدم التعاون مع اسرائيل الى ان تقوم بوقف اعتداءاتها في فلسطين ومنح البيئة الفلسطينية الفرصة ".
يشار الى ان مؤتمر العدالة البيئية لفلسطين"، بهدف تسليط الضوء على مسؤولية المجتمع الدولي والمحلي في حماية البيئة من تدمير الاحتلال الاسرائيلي لعناصر البيئة والتنوع الحيوي.
فيما شارك في افتتاحه وزير شؤون البيئة بالسلطة الفلسطينية يوسف أبو صفية، والوزير عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم، وتشارلي حداد مدير التربية في الكنيسة اللوثرية، وداود الزير، ومدير التربية والتعليم في مدينة المهد سامي مروة، ومديرة الزراعة بالمحافظة صافناز بدر، وسيمون عوض المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي بجوار وفود رسمية من وزارات: شؤون البيئة والتربية والتعليم والزراعة والصحة، ووفود دولية مثلت: منظمة أصدقاء الأرض الدولية، ومجلس الكنائس العالمي، والاتحاد العالمي لصون الطبيعة، والشبكة البيئية المسيحية الأوروبية، ومنظمات البيئة الفاعلة في فلسطين وشبكة المنظمات الاهلية البيئية الفلسطينية - اصدقاء الارض فرع فلسطين وممثلون عن الكنيسة اللوثرية السويدية، والهيئات الدولية والدبلوماسية، وممثلون عن منظمات المجتمع الأهلي، والمراكز والمؤسسات الشبابية، ومدراء ومعلمو الجامعات والمدارس من مختلف محافظات الضفة بما فيها القدس، وممثلون عن مؤسسات بيئية وصحية وشبابية والعديد من الناشطين والبيئيين.
وتضمن عرض أوراق عمل ضمن اربعة محاور: الواقع البيئي، والتقارير الدولية، والعدالة البيئية لفلسطين، والتنمية المستدامة في فلسطين.
وفي المحور الأول قدم جمال طلب ورقة عن انتهاكات الاحتلال للأرض والبيئة، وتحدث عبد الرحمن التميمي عن المياه اداة حوار ام اداة صراع، فيما تطرق جمال جمعة لأثر جدار الفصل العنصري على البيئة، وفي نهاية الجلسة تحدث مراد مدني عن انتهاكات اسرائيل للبيئة الفلسطينية من وجهة نظر القانون الدولي.
وفي زاوية التقارير الدولية، تناول الوزير أبو صفية تقارير برنامج الامم المتحدة للبيئة عن فلسطين، فيما طرح البروفيسور مازن قمصية النكبة البيئية القادمة قراءة في تقرير: غزة عام 2020، ثم تحدثت الانسة هيفاء عبد الحليم عن الحق في الوصول للمصادر الطبيعية وختم بهاء الحلو المحور من خلال حديثة عن البيئة وتأثيرها على نمط الحياة اليومية في فلسطين.
وعلى صعيد العدالة البيئية لفلسطين تحدث مارتن جوس عن الحق في المياه، فيما تناول جويليرمو كيربير العدالة البيئية في فلسطين، وتحدث يوريغ سكاندريت عن استعمار البيئة رؤية دولية حول اللاعدالة البيئية في فلسطين، فيما استعرض جورج كرزم التدمير الإسرائيلي للمناخ في فلسطين: التضليل وتزوير الحقائق.
وفي إطار المحور الرابع، الذي حمل عنوان "من اجل تنمية مستدامة في فلسطين" تناول محمود سعادة تأثير المفاعل النووي ديمونا، فيما تحدث زكريا سلاودة عن السيادة على الغذاء، وطرحت جين هلال موضوع ملكية التنمية في دولة فلسطين تحت الاحتلال، وفي النهاية استعرض د.معمر اشتيوي عن البيئة التعليمية في ظل الاحتلال.
وعالجت مداولات المؤتمر، إجراءات الاحتلال وانتهاكاته وتدمير لمكونات البيئة الفلسطينية. وإذ يؤكد المؤتمر أن إنهاء الاحتلال الوصفة المثلى لتحقيق العدالة في فلسطين، بكل جوانبها، بما فيها العدالة البيئية.
ويٌذكّر أهمية تكرار توجيه الدعوات للمنظمات الدولية والحقوقية والبيئة المختصة، لإجبار إسرائيل على تنفيذ التزاماتها القانونية والسياسية، الذي يتجاهل كل الاتفاقات والمواثيق والعهود الدولية، في كل الحقول، ومن ضمنها البيئة.