الرحمة المفقودة في بلادنا

بقلم: خالد منصور


قبل أن نطالب المحتلين بالعدل .. علينا اجتثاث الظالمين من الأهل
مريض من مخيم الفارعة يحصل على تحويلة من وكالة الغوث إلى مستشفى خاص في مدينة نابلس.. وهناك يزوره طبيبان استشاريان واحد للكلى وآخر للصدر يأخذ الأول من المريض 500 شيكل، ويأخذ الثاني 650 شيكل، لقاء ما لا يزيد عن 10 دقائق أمضاها كل واحد منهما عند المريض.. أين انت يا نقابة الأطباء..؟؟ أين الجهات الرقابية المعنية..؟؟ لترى كيف تحولت المهنة المفترض بها أن تكون مهنة إنسانية إلى تجارة واستغلال لآلام البشر ..!!! وليثري من وراءها حفنة من الأطباء.
موظف الارتباط لقاء قيامه بواجبه بإتمام عملية التنسيق لنقل المريض إلى مستشفى في إسرائيل يأخذ 200 شيكل ( يسميها حلوان التنسيق )..!! فأين انت يا وزارة الشئون المدنية لتراقبي أداء العاملين عندك وتجتثي الفاسدين منهم..؟؟!!
وطبيب ( فرض ) نفسه على أهل المريض ليرافق المريض إلى بوابة مستوطنة ارئيل ( حيث كانت سيارة الإسعاف الإسرائيلية تنتظر ) يأخذ 500 شيكل .. فأين انت يا جمعية الهلال الأحمر المؤسسة التي وجدت بالأساس لتقديم الخدمات الإنسانية لمحتاجينها..؟؟!!
سيارة الإسعاف الفلسطينية تأخذ 300 شيكل لنقل المريض من المستشفى في نابلس إلى بوابة مستوطنة ارئيل ( مسافة لا تزيد عن 20 كم .. لماذا يا هلالنا الأحمر تتقاضون هذه المبالغ المالية الباهظة من الجمهور..؟؟ وانتم تتلقون الدعم من العديد من الجهات الإنسانية العربية والغير عربية بمبرر إنكم تقدمون الخدمة للجمهور إما مجانيا أو بأسعار رمزية.
وسيارة الإسعاف الإسرائيلية تأخذ 2000 شيكل...
يموت المريض في اليوم الثاني... فيجري نقله بسيارة إسعاف إسرائيلية حتى بوابة مستوطنة ارئيل، والأجرة هذه المرة فقط 1500 شيكل.. و سيارة الإسعاف الفلسطينية تأخذ 350 شيكل لنقل الميت إلى بيته بمخيم الفارعة.
والمجموع لكل ذلك 6000 شيكل خلال يومين .. يدفعها المريض ثم يموت..
أكيد هذا اللاجئ.. هذا الفلسطيني الفقير لم يرتاح بموته، وعائلته أيضا لم تقتصر مصيبتها على موت ابنها بل أضاف لها ذوي الضمائر الميتة مصيبة أخرى.
مخيم الفارعة – 25/12/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت