غزة - وكالة قدس نت للأنباء
كشفت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان اليوم تفاصيل جديدة حول اختطاف الأسير الفلسطيني ضرار أبو سيسي من أوكرانيا على يد عناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي العام الماضي.
ونقل محامي المؤسسة هذه التفاصيل المثيرة من الأسير أبو سيسي شخصيًا خلال زيارته أمس في عزل سجن عسقلان.
ويقول أبو سيسي في التقاصيل "قبل اختطافي بأيام معدودة قررت السفر مع زوجتي وأحد أطفالي إلى أوكرانيا من أجل تقديم الأوراق المطلوبة للحصول على الإقامة هناك لان زوجتي "نور" تحمل الجنسية الأوكرانية، وبعد التأكد من جميع الأوراق حزمت أمتعتي وتوكلت على الله".
ويضيف "في هذه الأثناء قررت السفر من غزة إلى مصر ومنها إلى الأردن بغرض زيارة والدي والاطمئنان عليهما، ومن ثم أسافر من الأردن إلى أوكرانيا".
ويشير إلى أنه وفور وصوله إلى الأراضي المصرية بعد اجتيازه معبر رفح الحدودي شعر بتحركات غريبة من حوله، وأن عددًا من الأشخاص تابعوه حتى وصوله إلى مطار القاهرة، ولم يستبعد أن يكونوا عناصر من المخابرات المصرية.
ويتابع "بعد ذلك سافرت من مصر إلى الأردن، وهناك في المطار كان بانتظاري عدد من عناصر المخابرات الأردنية الذين اعتقلوني مباشرة بعد التحقق من هويتي الشخصية وعصبّوا عينّي ونقلوني إلى أحد مراكز التحقيق".
ويردف" هناك حققوا معي بشكل متواصل لمدة 14 ساعة ثم تحرزوا عليّ ومنعوني من السفر إلى أوكرانيا لمدة 5 أيام، وبقيت طوال هذه المدة محتجزا من الصباح وحتى منتصف الليل، وكانوا يسمحوا لي فقط بالمبيت عند أهلي".
ويذكر أبو سيسي أنه في اليوم الخامس من احتجازه أخبرته المخابرات الأردنية بقرار ترحيله إلى أوكرانيا، ولم يسمحوا له بالعودة إلى غزة، حيث فضّل ذلك بعد ما حصل معه في الأردن.
ويوضح "بعد ذلك سافرت بواسطة القطار من أوكرانيا إلى مدينة خاركوف، وهناك قدّمت أوراقي الرسمية للجهات المختصة ثم طلبت من زوجتي وطفلي العودة إلى الأردن ومنها إلى غزة، وهذا ما كان، ثم بعد ذلك اتصلت على شقيقي يوسف في هولندا وأخبرته بأنني ارغب بلقائه في العاصمة الأوكرانية كييف".
ويشير إلى أنه في يوم الجمعة ليلة السبت شارك باحتفال ديني في ذكرى المولد النبوي أقامته الجالية الإسلامية في إحدى مساجد مدينة خاركوف، وبعد انتهاء الاحتفال ركب القطار متجهًا إلى كييف لملاقاة شقيقه يوسف حسب الاتفاق الذي كان بينهما".
ويبيّن أبو سيسي لمحامي التضامن أنه وبعد ساعة من ركوبه القطار جاء إلى مقصورته ثلاثة رجال شرطة أوكرانية واخذوا منه جواز سفره، وبعد تفحصه طلبوا منه النزول إلى المحطة القادمة للتأكد من قانونية وجوده في أوكرانيا.
ويقول "وبعدها صادروا مني جميع الأغراض التي كانت بحوزتي ثم وضعوني في مقصورة خاصة داخل قطار برفقة رجل شرطة حتى أوصلوني إلى مدينة بولتافا، وخلال الطريق قلت لهم إن ما تفعلوه معي هو إجراء غير قانوني وإنني لم ارتكب أي مخالفة، إلا أنهم ردوا عليّ بالضحك والاستهزاء".
وبعد وصول أبو سيسي إلى بولتافا هناك كان بانتظاره "جيش" من الشرطة يقدر بالعشرات على أقل تقدير ثم قاموا بضربه وركله في جميع أنحاء جسده، ولا تزال آثار الضرب بادية حتى اليوم في ركبته.
ويضيف "بعد ذلك قاموا بتعصيب عيني وقيدوا قدمي ويدي ووضعوني بعنف داخل سيارة برفقة اثنين من رجال الشرطة (...) استمر المشوار أكثر من 5 ساعات، وبعد ذلك أنزلوني من السيارة إلى أحد المنازل وهناك قاموا بتفتيشي بشكل كامل بعد تعريتي من جميع ملابسي".
ويتابع "هناك في الغرفة كان بانتظاري 5 محققين عرّفوا على أنفسهم أنهم من المخابرات الإسرائيلية، ثم بدأوا بطرح الأسئلة لمدة تزيد عن 6 ساعات متواصلة، وبعدها أغمضوا عيني ووضعوني في حافلة صغيرة".
وبعد رحلة استغرقت عدة ساعات سمع أصوات طائرات فعرف أبو سيسي أنه في مطار، ثم أوضعوه داخل حجرة صغيرة جدًا في إحدى الطائرات بحيث لم يستطع الجلوس ولا الوقوف، وبقي على وضعية القرفصاء لمدة 5 ساعات وهو معصوب الأعين ومقيد اليدين والقدمين، وخلال ذلك شعر باختناق وأغمي عليه.
ويستدرك أبو سيسي قائلا "بعد ذلك أنزلوني من الطائرة وانتظرت في إحدى الغرف لمدة ساعة وبعدها واصلت الطائرة رحلتها لمدة ساعتين، ثم أنزلوني من الطائرة ووضعوني في حافلة صغيرة واصلت سيرها لمدة تزيد عن ساعة.
و"بعدها أنزلوني من الحافلة ونقلوني إلى إحدى الزنازين، ثم اخبروني أنني معتقل لدى المخابرات الإسرائيلية في مركز تحقيق بتاح تكفا، وهناك بدأت مرحلة جديدة من المعاناة والتحقيق المتواصل والقاسي".
ويتهم جهاز المخابرات لإسرائيلي الأسير أبو سيسي (43 عامًا) بتطوير أنظمة الصواريخ والقذائف الموجهة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، والانتماء إلى كتائب القسام، وذلك بالتوازي مع عمله كمهندس في شركة كهرباء غزة.
كما تضمنت لائحة الاتهام التي صدرت بحقه بأنه تلقى تدريبات خاصة ومكثفة على يد خبير أوكراني بأكاديمية خاركوف الهندسية العسكرية يدعى "كونستانتين بتروفيتش"، وأن هذا الشخص خبير في نظم التحكم في صواريخ سكود.