عبد الرحيم ملوح - الوفاء للوحدة وإنهاء الانقسام دين فى أعناقنا

بقلم: علي سمودي


الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام دين فى اعناقنا.. في شهادته على تاريخ الثورة الفلسطينية في ذكرى انطلاقتها... دون الوحدة الوطنية ومجابهة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة من الصعب جداً الوفاء بدين في أعناقنا الا وهو الحرية والكرامة والاستقلال والعودة
بين ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية والثورة الفلسطينية وقبول فلسطين عضوا في الامم المتحدة ، كثير من المحطات التي اعترضت طريق الحلم الفلسطيني لكنه لم يعيق مسيرة الثورة ومناضليها وقادتها الذين يواصلون المشوار قابضين على الثوابت ومتمسكين ب90وصايا وعهد الشهداء ، احدهم اللاجيء المناضل الذي يشغل حاليا نائب الامين العام للجبهة الشعبية وممثلها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح الذي عاصر كل المراحل وما زال على العهد والدرب يواصل المشوار بقناعة راسخة كما يقول " ان الحفاظ على الثورة ومنجزاتها الوطنية يتحقق من خلال الوحدة الوطنية اساساً، بوحدة الأداة وممثلنا الشرعي والوحيد م.ت.ف وبرنامجها الوطني بالعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس"، مراسل "القدس" يعيد مع القائد الفلسطيني ملوح فتح شريط الذكريات ليوثق ابرز المحطات في عمر الثورة والجبهة لتشكل شهادة حية امام الاجيال لتستلهم منها الدروس والعبر وهي تواصل المشوار نحو اكتمال الحلم .
في مدينة يافا ولد ملوح عام 1945 ، وفي ريعان الشبان لم يكن مجرد شاهدا على اثار النكبة وماسيها التي حلت بشعبها بل اختار طريق النضال في مسارات تنقله بين الضفة والاردن والكويت حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1965 وغادر للعراق في اطار جيش التحرير الفلسطيني ، وعاد عام 1967 ضمن قوة مجحفلة للجيش العراقي الى الأردن ومن ثم فلسطين ثم التحق بصفوف الجبهة الشعبية وأصيب مرتين برصاص الجيش الإسرائيلي ، احدها في عام 1967 والثانية ثاني يوم في معركة الكرامة عام 1968 ، كما اصيب في ثغرة عصفور قرب جرش من الجيش الأردني عام 1970 .
بداية المسيرة
على مقاعد الدراسة بدا ملوح نشاطه الوطني متمسكا بارضه وحقوق شعبه وفي مقدمتها العودة لمسح اثار النكبة واستعادة الحق ، ويقول " كنت في المرحلة الاعدادية في مدرسة الجفتلك التابعة لوكالة الغوث عندما التحقت في صفوف شبيبة الحزب الشيوعي الأردني ، وبعدها في الكويت انتميت الى اتحاد عمال فلسطين التابع للمنظمة برئاسة فتحي الراغب من يعبد عام 1965، ويضيف " التحقت بالجبهة الشعبية عام 1967 ، وبحكم عضويتها في م . ت . ف أصبحت عضوا في المجلس المركزي منذ تأسيسه ، ومنذ عام 1990 عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة وحتى الأن".
وبالعودة لحديث الذكريات عقب النكبة ، يقول ملوح " حدثت سلسلة من الإرهاصات الوطنية في أوساط الشعب الفلسطيني منذ تهجره عام 1948 بشكل خاص ، وكان من نتيجتها ، تشكيل قوى فلسطينية عدة في البداية ، ومن ثم تأسيس م . ت . ف عام 1964 "، ويضيف "تأسست حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح في1-1-1965،ومن بعدها اخذ كل اتجاه فكري او سياسي بتشكيل فصيله المسلح ذاتياً"، ويضيف " وفي شباط 1969 أصبح الشهيد ياسر عرفات رئيساً للمنظمة كونه يرأس فتح أكبر تنظيم فلسطيني".
انطلاقة التنظيمات الفلسطينية
ومن وجهة نظر ملوح ، نمت بعد عام 1967 التنظيمات ذاتياً ، وجاءت عدد من التحديات لتعزز هذا الاتجاه ، ففي عام 1967 أصبحت وبدعم من الرئيس جمال عبد الناصر سياسياً ، هي العنصر الأبرز في الساحة الفلسطينية وفي عام 1968 تصدت للاحتلال في معركة الكرامة بمساندة الجيش العربي الأردني ،ويضيف "لاحقاً جرى الاشتباك مع النظام الأردني والجيش بين عام 1970- 1971 ، الأمر الذي ترتب عنه خسارة الثورة للساحة الأردنية وانتقالها الى لبنان وسبق هذا ان ابرم الرئيس الشهيد عرفات ، مع قائد الجيش اللبناني العماد إميل بستاني اتفاقية القاهرة برعاية الرئيس جمال عبد الناصر عام 1969 بصفته رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة وقائد عاماً لقوات الثورة والتي اجازت العمل المسلح من لبنان".
مرحلة لبنان
وفي شهادته على المرحلة الاهم في تاريخ الثورة المعاصرة ، يستعرض ملوح مسلسل الاحداث على الساحة اللبنانية بعدما انتقلت قيادة الثورة اليها في صيف عام1971 ، ويقول " تمركزت اساساً في المخيمات ومنطقة الفاكهاني ، قرب مخيم صبرا وشاتيلا اثر احداث احراش جرش في الأردن في تموز 1971، وفي بداية صيف عام 1973 ، واجهت الثورة الفلسطينية عدوانا عسكرياً من الجيش اللبناني فتصدت له القوى والفصائل الفلسطينية مجتمعة موحدة ". ويقول ملوح " بدات الاحداث في نيسان 1975 بعدما تعرضت سيارة باص من تل الزعتر لهجوم من حزب الكتائب اللبناني وهذا فتح الأبواب واسعة أمام الحرب الأهلية اللبنانية وائتالفت فيها قوات الثورة والحركة الوطنية اللبنانية بمواجهة الجيش السوري وقوات الجبهة اللبنانية "،ويضيف "بقيت الامور كذلك حتى عام 1977 عند ذهاب الرئيس المصري السادات لاسرائيل بعد أربع سنوات من حرب اكتوبر 1973 التي شاركت بها مصر وسوريا معا وارسلت عدد من الدول العربية الأخرى قوات للمشاركة بها".
تطورات هامة
تطورات كثيرة تلاحقت على المستوى السياسي عايشها ملوح بكل تفاصيلها، ويقول" في هذه المرحلة السياسية جرى حوار عدن – الجزائر بين قوى منظمة التحرير ، من أجل الاتفاق على برنامج سياسي ، وفي أعقاب لقاء طرابلس عام 1977 والذي انتج وثيقة طرابلس السياسية والتنظيمية بين د . جورج حبش وأبو اياد و ترتب عنها انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق عام 1979 ، حيث كان هناك الميثاق القومي بين العراق وسوريا "، ويضيف " ترتب عن اجتماعات المجلس الوطني بدمشق بقاء القديم على قدمه فعقد لقاء بين طارق عزيز وعبد الحليم خدام وزراء خارجية الدولتين آنذاك مع كل من احمد جبريل وزهير محسن وعبد الرحيم احمد الامناء العامين للقيادة العامة والصاعقة والعربية وكانت لنتيجة اللقاء أنه في ظل الميثاق القومي وانعقاد المجلس الوطني لاول مرة بدمشق علينا أن لا نسمح بأية مشاكل جدية تواجه انعقاده وسير اعماله ونتائجه ".ويكمل ملوح " توجه جبريل لرئيس المجلس الوطني خالد الفاهوم في حينه وابلغه بما حدث وبأن القوى الثلاث ملتزمة بما يريده الرئيس عرفات وكانت النتيجة أنه لم يقر بشكل كامل ما وقع عليه جورج حبش وأبو اياد بطرابلس الغرب وبخاصة التمثيل النسبي".
ويتابع ملوح "في ضوء اتفاق الرئيس عرفات ومعه الكثير من القوى مع الأردن ، وإعلان عمان ، ثم الحوار بين حركة فتح والقوى اليسارية الأخرى في عدن والجزائر والذي ترتب عنه وثيقة سياسية وتنظيمية وقعت بالأحرف الأولى في عدن ، ولكن الأخوة في فتح أصروا على موقفهم الذي يحرص على الاتفاق مع الأردن وترتب عن هذا عقد المجلس الوطني في الأردن في غياب الفصائل اليسارية اساسا".
وسط الاجواء التي سادت وتدهور الاوضاع في الاراضي المحتلة ، بدات محاولات اخرى لاستعادة وحدة الصف ، ويقول ملوح"اثر حوارات في أكثر من مكان جرى عقد المجلس الوطني عام 1987 في الجزائر ، وسميت الدورة بدورة المجلس الوطني التوحيدي واتفق على صيغة فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر بعد كامب ديفيد لأنها كانت قضية الخلاف المحوري في حينه".
الانتفاضة والاستقلال
تغيرت الصورة وتفاصيلها مع اندلاع الانتفاضة الاولى والصمود الاسطوري لها وللشعب الفلسطيني ليتوج باعلان الاستقلال ، وعن ذكرياته في تلك المرحلة يقول ملوح" في عام 1988 تم واثر الانتفاضة عقد المجلس الوطني في الجزائر واصدر وثيقة اعلان وثيقة الاستقلال الذي صاغها الشاعر الشهيد محمود درويش وهذه الوثيقة وافق عليها الجميع قبل وأثناء وبعد هذه الدورة ، واصدر البرنامج السياسي الذي اكد فيه تميز قراراي242 + 338. واختلف في المجلس حول هذه الوثيقة حيث صوتت الجبهة الشعبية وعدد آخر من الأخوة ضد هذه الوثيقة لكنها اقرت بالغالبية"، ويتابع " في عام 1989 عقد المجلس المركزي اجتماعاً بتونس اقر خلاله بعرفات رئيساً لدولة فلسطينية وكان الجميع تقريبا مع هذه التسمية بما في ذلك الجبهة الشعبية" . في عام 1990 عقد المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائروانتخب لجنة تنفيذية جديدة ، فاستبدلت الجبهة ممثلها أبو علي مصطفى بعبد الرحيم ملوح الذي يتذكر انه في هذا الاجتماع اقرت سلسلة من القرارات الهامة ابرزها : اعتبار أبو اللطف وزيراً للخارجية بصفته مسؤول الدائرة السياسية بالمنظمة ، وأن تتولى اللجنة التنفيذية مسؤولية الحكومة الفلسطينية في ضوء الاعلان عن الدولة ورئيسها، وان يصبح المجلس المركزي هو البرلمان الفلسطيني حتى قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس".
مرحلة اوسلو وتداعياتها
تتالت الاحداث وتسارعت بعد احتلال الكويت لتبدا مرحلة مدريد واتفاق اوسلو الذي رفضته الجبهة الشعبية ، ويقول ملوح " في عام 1991 ولم تمضي فترة زمنية بعد احتلال العراق للكويت وطرده من هناك عبر ائتلاف عسكري بقيادة امريكا ، اعلن بوش الأب في آذار عن نقاطه لتسوية الصراع في المنطقة وبخاصة فلسطين فاختلفت الساحة الفلسطينية حول هذه النقاط لأنه تبعها ترجمة عملية لها تمثلت في مؤتمر مدريد وما ترتب عنه" ، ويضيف "
في صيف 1993 ، تم الاتفاق على اتفاق أوسلو وتبعه سلسلة من التبعات العملية والمواقف فوقفت الجبهة الشعبية ضد الاتفاق لأنه لا يوفر الحد الأدنى من استعادة الحقوق ومن جهة أخرى اجلت القضايا الأساس اللاجئين و الاستيطان و القدس الى مرحلة لاحقة، وترتب على ذلك تجميد عضوية مندوبها وعدد آخر من ممثلي الفصائل".ويتذكر ملوح ، انه في عام 1996 عقد اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي حضره أعضاء من الجبهة ، وفيه اتخذت الهيئات قرار بان ما يجري هو على الأرض الفلسطينية ويمس الشعب الفلسطيني وعلينا التواجد معه بوجهة نظرنا برغم الظروف القاسية، ويضيف"في بداية صيف عام 1999 عقد اجتماع مع الرئيس عرفات بالقاهرة ومع أبو الأديب والزعنون واخوتهما بعمان ارتباطاً بانتهاء المدة الزمنية لاتفاق اوسلو والقاهرة ، واهمية إعلان سيادة دولة فلسطين على ارضها وبنتيجة ذلك اعيدت اللحمة الى م . ت .ف مع الاحتفاظ بالمواقف السابقة".
ارتباطا بذلك ، عاد أبو علي مصطفى للوطن فلسطين في ظل فشل حكومة نتنياهو الاولى بمنعه من العودة ،وفي صيف عام 2000 تم لقاء كامب ديفيد بين الرئيس الأمريكي كلينتون والرئيس عرفات وايهود براك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه ومعهما وفودهما ، ويقول ملوح "بعد تردد كبير شارك الرئيس عرفات في هذا اللقاء .الذي فشل ، وعلى اثره قال لهم الرئيس عرفات : تعالوا الى غزة للسير في جنازتي " ، لأن الموت كان عليه أهون من التنازلات المطلوبة منه ، وعلى الأثر اندلعت الانتفاضة الثانية في أرجاء الأرض المحتلة".
وفي تاريخه لتلك الحقبة ، يقول ملوح " في عام 2004 استشهد الرئيس عرفات على اثر حصاره في المقاطعة في رام الله ، بعد هجوم شارون ووزير دفاعه موفاز والدوس بدباباتهما على كل الاتفاقات السابقة حيث اعتقل العديد من قيادات وكوادر وأعضاء الثورة الفلسطينية المعاصرة ،ومن ثم انتخب الرئيس عرفات الأخ محمود عباس رئيساً للمنظمة والسلطة واخيراً الدولة الفلسطينية"، معبرا عن قناعته ان شعبنا سيحقق حلم الدولة رغما عن الاحتلال وسياساته والضغوط التي تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته .
دروس وعبر
ملوح الذي عاصر كافة المراحل ، طلبت منه من واقع تجربته ان يلخص للقراء اهم التحديات التي واجهتها الثورة في تلك السنوات وما اعقبها، ويقول " من التحديات زيادة قوتها العسكرية والسياسية ودعمها عربياً ودولياً،وقد نجحت في ذلك لانها حظيت بدعم سياسي وعملي من الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية ، وعربياً من الشعوب والدول العربية ارتباطاً بانها الظاهرة السياسية الأبرز في هذه المرحلة وهذا عزز دور م . ت . ف كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني".ويضيف " نجحت الثورة في تحقيق الديمقراطية الداخلية ، رغم التجربة الحديثة أولاً ، والفصائل المسلحة الفلسطينية ثانياً، ورغم ذلك استطاعت م . ت . ف وقواها الحفاظ على حدود ما من الديمقراطية الداخلية ، وأبرز مثل على ذلك ما قاله الرئيس الشهيد ياسر عرفات: ديمقراطية غابة البنادق ".ويتابع " التحدي الاخطر محاولات اسقاط المشاكل الداخلية عربياً على القوى الفلسطينية ، ومحاولات بعض الدول العربية انشاء فصائل تابعة لها تنظيمياً في الساحة الفلسطينية وبخاصة الدول ذات الفعل في الساحة الفلسطينية مما دفع البعض الفلسطيني رفع شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية خاصة أن البعد العربي كبر أم صغر ذا تأثير كبير بالشأن الفلسطيني وبعض الفصائل لها امتدادات تنظيمية مع هذا الوضع".
وحول تحدي البرنامج السياسي للمنظمة ، اضاف " وقعت بين الفصائل الفلسطينية خلافات واختلافات في أكثر من محطة سياسية حول البرنامج السياسي ، لكنها رغم حدوث ذلك كله ورغم الخلافات فانها بقيت في اطار م . ت . ف برئاسة الرئيس عرفات رغم قيام الجبهة الشعبية القيادة العامة بزعامة جبريل عام1976 عندما انحازت الى جانب طرف عربي على حساب الطرف الفلسطيني في حينه" ، ويكمل " لقد اثرت الحرب الأهلية في لبنان وما حدث في مخيم تل الزعتر على مجرى هذه الحروب وسبق ذلك أن تشكلت جبهة الرفض الفلسطينية من عدد من الفصائل الفلسطينية ، بطليعتها الجبهة الشعبية . بسبب الخلافات السياسية ، لكنها حافظت على موقعها ودورها م . ت .ف ".
الثورة والتحديات
ملوح الذي عاد للوطن ، وواصل مهمته في صفوف الجبهة والمنظمة وتعرض للاعتقال من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، يعتقد ان هناك تحديات هامة يجب ان تتعلمها الاجيال لتستشرق افاق المستقبل في معركة شعبنا التي ستستمر ما دام هناك احتلال ، ويقول " لقد انطلقت الثورة الفلسطينية في1-1-1965، واعتبرت لاحقاً انطلاقة حركة فتح بذات التاريخ انطلاقة الثورة الفلسطينية ، فكان ذلك التحدي الأول الذي واجهته الثورة الفلسطينية ، خاصة انها واجهت تحدي الانطلاقة مع الدول العربية التي ساهمت بتأسيس م.ت.ف عام 1964 برئاسة احمد الشقيري في حينه".ويضيف " اما التحدي الثاني فكان عام 1967 ، او حرب حزيران 1967 . حيث اندفعت قوى الثورة الفلسطينية لنيل الاستحقاق بعد فشل الجيوش العربية بالتصدي لإسرائيل وجيشها ، تبعه التحدي الثالث فكان مع الاحتلال في معركة الكرامة والذي شكل تطورا نوعيا في مسيرة الثورة "، ويكمل " والتحدي الرابع كان عام 1970 – 1971 في الأردن، وكان تحدياً في مواجهة الجيش الأردني، وبعدها تحدياً ذاتياً في التقييم الصحيح لهذه الحرب وهذا الوجود واستخلاص السياسات التي علينا أتباعها".اما مرحلة لبنان ، فيعتبرها التحدي الخامس الذي تمثل في إدارة الحرب الأهلية مع الجبهة اللبنانية وسوريا ،في ظل الاجتهادات والاختلافات السياسية ، بعده واجهت الثورة تحدي حصار بيروت مع الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 والذي واجهته الثورة بكل تلاوينها بما في ذلك الجيش السوري ، ويتابع " وبعد لبنان واجهت الثورة في سوريا التحدي السابع ، حيث طرد الرئيس حافظ الأسد الرئيس ياسر عرفات عام 1983 من دمشق ورافقه للمطار د . جورج حبش ونايف حواتمه ، وما أعقبه من انقسام في حركة فتح لاحقاً باسم فتح الانتفاضة .0"
التحدي الاكبر
وبعد ذلك كله ، يقول ملوح"يبقى التحدي الاكبر وهو الأساس ، في الحفاظ على الوحدة الوطنية في ظل ما يعصف بالثورة والمنظمة من رياح تنتج عنها مواقف متباينة وقد حافظ الجميع على الوحدة والمنظمة وبرنامجها رغم ما واجه الثورة والمنظمة من تحديات جسام طوال المسيرة وهذا ما يجب ان نتخذه درساً دائما"، ويكمل " فالتناقض مع الاحتلال لأرضنا وشعبنا ، والانتصار عليه يتطلب وحدة الشعب وقواه اولاً ، فالوحدة قانون في مواجهة الاحتلال وهي أساس في الدعم العربي والدولي لنا وبدون ذلك من الصعب الانتصار على هذا الاحتلال "، وفي ذات الاتجاه ، يطالب ملوح بالبحث في البرنامج السياسي الذي وحدنا وفي الإطار الذي يجمعنا وهم م . ت . ف وبرنامجها بالعودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس ، مؤكدا ان هذا هو الأساس الجوهري ، وغيره هو البحث عن سلطة لا سلطة لها .
الثورة والمؤامرات
في الذكرى انطلاقة الثورة ، يقول نائب الامين العام للجبهة الشعبية " تغلبت الثورة خلال مسيرتها على الكثير من المؤامرات ، والانقسامات والخلافات السياسية وغيرها ، واستطاعت الحفاظ على وحدتها في مجابهة الاحتلال في نهاية الأمر "، ويضيف "ويمكن الحديث هنا عن العديد من هذه المؤامرات هنا بالداخل او الخارج وعن العديد من الخلافات السياسية و ما تعرض له الشعب الفلسطيني نتيجة ذلك ذاتياً او عربياً او دولياً ، ولكنها صمدت اعتماداً على شعبها وعلى رؤية قياداتها بأن التناقض الأساس هو مع الاحتلال وان الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية هو عنصر قوتها الأساس في مواجهة الاحتلال".
الحلم الفلسطيني
في ختام اللقاء سالت المناضل عبد الرحيم ملوح: بعد1948 عاما وقوافل الشهداء والاسرى والجرحى والانقسام كيف يرى الطريق لتحقيق الحلم الفلسطيني ؟ ، فاجاب "الحلم الفلسطيني سوف يتحقق في نهاية المطاف ، وانطلاقة الثورة الفلسطينية في 1-1-1995، كان في ظل هيمنة عبد الناصر على الجو السياسي العربي وبعد سنوات من هزيمة 48 بحيث لا يوجد خلالها ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال والتشريد"، واضاف " وعلى جثامين الشهداء الأبطال وأنات الأسرى البواسل ، تمكنت الثورة من عمل الكثير، وفي مقدمته صون الهوية الوطنية ومجابهة الاحتلال والتمثيل المستقل لشعبنا الفلسطيني وصولاً للدولة ،كل هذا تم بالاعتماد اساساً على نضال الشعب الفلسطيني وعلى صموده في أكثر من مكان في الوطن ولبنان وسوريا والأردن وكل مكان".وتابع " في ذكرى انطلاقة الثورة علينا ان نتذكر ان ابرز محطات نضالها هو انطلاقتها اولاً ، وصمودها العسكري والسياسي أمام الخلافات والمؤامرات عليها ووصولها لأرضها ، وفي مسيرتها واجهت العديد من المحطات ولكن فلسطين والانتصار لها هو الهادي دائماً " ، وختم حديثه بالقول " يمكن لنا الحفاظ على الثورة ومنجزاتها الوطنية ، بالوحدة الوطنية اساساً، بوحدة الأداة وممثلنا الشرعي والوحيد م.ت.ف وبرنامجها الوطني بالعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، فبدون الوحدة الوطنية ومجابهة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، من الصعب جداً الوفاء بدين في أعناقنا الا وهو الحرية والكرامة والاستقلال والعودة لأرض الوطن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت