القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
خلال شهور تحول يائير لبيد من مذيع تلفزيوني تولع به النساء إلى نجم صاعد في السياسة الإسرائيلية ليقود حزبا جديدا ينتمي إلى الوسط في الانتخابات التي تجرى في 22 يناير كانون الثاني.
وربما يتضح أن لبيد (49 عاما) شريكا ائتلافيا جذابا بالنسبة لحزب ليكود الذي ينتمي له رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي من المتوقع على نطاق واسع أن يقود الحكومة المقبلة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب "يش عتيد" أي (هناك مستقبل) الذي يقوده لبيد من الممكن ان يحصل على ما بين ستة وتسعة مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 عضوا وهو مستوى يمكن ان يجعل له تمثيلا في الائتلاف الحاكم لأن الحكومات الإسرائيلية تعتمد على الأحزاب الصغيرة للحصول على أغلبية في البرلمان.
وحاول والده الراحل يوسف لبيد عندما كان وزيرا للعدل ان يحد من النفوذ السياسي للأحزاب اليمينية المتطرفة. والآن يحظى الابن بشعبية بين الناخبين من الشبان من خلال وعده بالحد من مشكلة نقص المساكن والقضاء على الإعفاءات من الخدمة العسكرية لطلبة المدارس الدينية.
في مقابلة أجريت معه في منزله بتل أبيب حسب "رويترز" تحدث لبيد عن انقسام متزايد بين الأغلبية العلمانية في إسرائيل والأقلية اليمينية المتطرفة التي يتسع نطاقها. وقال "أشعر أننا معرضون للخطر من أن ينظر جيل بأكمله من الشبان الإسرائيليين -الذين التحقوا بالجيش وعملوا بشكل شاق ويدفعون الضرائب- حولهم ويقولون.. هذا البلد لن يحقق تقدما."
ويقوم نحو 60 في المئة من الرجال المنتمين لليمين المتطرف بدراسات دينية كل الوقت مما يجعلهم خارج القوة العاملة ويمثلون عبئا على الاقتصاد الإسرائيلي. وقال لبيد "سوف أقول لهم.. اسمعوني.. فلنغير الاتفاق. لقد شكلت هذا الحزب كمحاولة لأن أحدث تغييرا في اللعبة."
ويلتحق أغلب الرجال والنساء في إسرائيل بالخدمة العسكرية لمدة ثلاث سنوات عندما يبلغون 18 عاما. لكن هناك استثناءات للسكان العرب (فلسطينو 48) وكذلك الرجال والنساء من اليمين المتطرف.
ومع تبقي ثلاثة أسابيع تقريبا على الانتخابات الوطنية تتساوى نسب تأييد حزب لبيد في استطلاعات الرأي مع حزب آخر جديد منتم للوسط وهو "هتنوعاه" الذي أسسته وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني.
وقال لبيد إن رفض ليفني الاندماج مع حزبه أدى إلى المزيد من التفتت لمعسكر الوسط. وأضاف "سيضر هذا بنا نحن الاثنين" مشيرا إلى أنهما يتنافسان في دائرة انتخابية واحدة.
واعتزل لبيد العمل التلفزيوني قبل عام وكان يقدم النشرة الإخبارية لشبكة إسرائيلية بعد أن كان يستضيف برنامجا تلفزيونيا ليليا في التسعينات. ودخل معترك السياسة بعد موجة من الاحتجاجات على تكلفة المعيشة في إسرائيل في صيف عام 2011.
وأقر لبيد باحتمال انضمامه لحكومة يقودها نتنياهو قائلا إنه سيحث رئيس الوزراء على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين لكنه لا يرى فرصة كبيرة في التوصل إلى اتفاق قريبا.
ووصف لبيد توقف المحادثات مع الفلسطينيين طوال هذه الفترة بأنه تصرف "غير مسؤول". وانهارت المحادثات عام 2010 بسبب قضية التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال "الذي نفعله هو ترحيل أكثر الصراعات تفجرا في حياتنا إلى الجيل التالي."
ومضى يقول "أنا أؤيد بشدة العودة إلى مائدة المفاوضات." ويرى لبيد إمكانية إقامة دولة فلسطينية في الأرض المحتلة وإزالة إسرائيل بعض المستوطنات التي بنتها هناك.
لكن لبيد أضاف أن الإسرائيليين "فقدوا الكثير من الثقة في حسن نوايا الفلسطينيين" بعد استمرار الهجمات الصاروخية من قطاع غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين عام 2005 وسيطرة حركة حماس على القطاع.