الشيخ الأسطل: الاحتفال الجماهيري بالانطلاقة تمسك بالعهد والقسم والقيادة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء

ثمن الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين فضيلة الشيخ ياسين الأسطل ، اليوم خطاب سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" بمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ 48 الذي خاطب به شعبه الفلسطيني والمحتشدين في ميدان الشهيد ياسر عرفات والتي عبرت عن حرص سيادته باستعادة الوحدة الوطنية التي لا بديل عنها لتحقيق أهدافنا الوطنية ونقل القضية من وضعية البؤس إلى وضعية القضية الأهم على المسرح الدولي والتي أضحت رمزا للتحدي والتمرد على الظلم والطغيان.

وقال الشيخ الأسطل في خطــبة الجمــعة والتي بعنوان{فلنجدد العهد ولنخلص النية ولنصحح العمل}ما أحرانا نحن أهل فلسطين ، أهل بيت القدس مدينة السلام من بين إخواننا في الإسلام في العالم كله أن نجدد العهد قيادة وشعباً في هذه الأيام وفي هذه المناسبة العطرة بانطلاق ثورة شعبنا الفلسطينية متمسكين بالعهد والقسم على الوفاء بحقوقنا والعض بالنواجد على قضيتنا العادلة ، خلف ولي أمرنا مخلصين لله تعالى ، مستلهمين روح الحق والحقيقة في تحدي الظالمين ، فالنصر آت لا محالة .

وأضاف:هكذا تمر الأيام، تتلوها الأسابيع، وتنقضي الشهور، وتنتهي السنوات، حافلةً بما حفلت من وقائعَ وأحداث، تسرُّ تلك الوقائعُ والأحداثُ أو تَضُرُّ، بينما تتجدد عند الأمم الحية العزيمةُ على الرشد، وتتحقق إرادةُ الخير، وتجتمع النفوس الكبار للتعاون على البر والتقوى، وتمضي القافلة تجد السير ، لا تلتفت إلى الوراء، تنشد الوصول إلى غايتها المجيدة، لتستريح حينئذٍ من العناء ، أما الأمم التائهة الضائعة فإنها تنشغل عن آلامها بآمالها ، وتتفاخرُ بماضيها هرباً من حاضرها ، إذ أنها لا مستقبل لها تتطلع إليه.

وتابع الأسطل: فلنجدد العهد ، ولنخلص النية ، ولنصلح العمل ، ولنؤد الأمانات إلى أهلها ، وفي قوةٍ لا تعرف الوهن ، وحزم لا يعرف التردد ، مستندين إلى ما نملك من الرصيد العظيم في ماضينا ، والعزم الصادق والبذل والعطاء قولاً وعملاً صالحاً في حاضرنا ، و اليقين بوعد الله وهو آتٍ لا محالة إن شاء الله ، فنحن أصحاب الحق ، وجذورنا ضاربةٌ في أعماق التاريخ ، وأقدامنا راسخة ، وأمامنا وبين أيدينا مستقبلنا المشرق بإذن الله تعالى ، فلنقدم ولا نحجم ، ولنثبت ثبات الجبال ، ولنعلم أن الرجال العظام يولدون من رحم الأحداث الجسام ، ولنا في التاريخ والسير المثال الذي يحتذى ، و الأسوة التي تقتدى.

وأردف: لنجدد العهد مع الله بتوحيده ، وعدم الإشراك به ، لا نتخذ إلهاً معه ، ولا من دونه ، فتوحيد الله عز وجل يقتضي عبادته وحده لا شريك له ، لأنه وحده المستحق للعبادة ، فهو وحده له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، سبحانه هو الخالق وما ومن سواه مخلوق ، وهو وحده الرازق ، وما ومن سواه مرزوق ، وهو وحده الرب ، وما ومن سواه مربوب ، والتوحيدٌ شرط لقبول العمل ، ولا يكون العمل صالحاً ما لم يكن خالصاً صوابا ، والخالص ما أراد به العبد وجه الله جل وعلا ، والصواب ما وافق الشريعة ، ومضى على السنة الغراء.

وشدد الأسطل على تجديد العهد مع الله طاعتُه جل وعلا بفعل المأمور وترك المحظور ، ومن المعلوم أن الأوامر والنواهي ولزوم الطاعات وترك المحرمات هي من حقوق التوحيد ومكملاته ، ولا تتم معرفة تلك الشرائع إلا من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو المأمور بالبلاغ في قوله تعالى في سورة المائدة الآية (67) : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) }.

وأكد أن تجديدُ العهد مع الله عز وجل ومع رسوله صلى الله عليه وسلم مصداقُه حسنُ التعامل مع العباد ، فالدينُ المعاملةُ ، ولا يُقابَلُ الخطأُ بالخطأ ولكن يقابلُ الخطأُ بالصواب ، ومن عصى الله فيك فأطع الله فيه ، بذلك جاءت السنةُ ونطق الكتاب ، قال سبحانه وتعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }.