"باب الشمس" أول قرية فلسطينية تقام على أرض استيطانية

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قرية "باب الشمس" قرية فلسطينية جديدة 11/1/2013 تاريخ ميلادها على اراضي القدس المحتلة المهددة بالمصادرة لاقامة المشروع الاستيطاني (اي وان).

كخلية نحل منذ ساعات الليل بدأ مئات من نشطاء المقاومة الشعبية بالتحضير لاقامة القرية بعد ان تسللو الى تلك الاراضي الممتدة من عناتا وابو ديس والعيزرية والطور وصولا الى بيت لحم ، وبدأو بنصب خيامهم اللبنة الاولى لقرية باب الشمس .

وبحسب النشطاء فان التسمية مستوحاة من رواية الكاتب اللبناني الياس خوري، هي رواية تحكي تاريخ فلسطين ونكبتها من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة بينما تظل زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل وطوال فترة الخمسينات والستينات يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة "باب الشمس" وتنجب منه ويعود مرة أخرى لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان.

وتروى الحكاية من خلال د.خليل الذي يهتم بيونس الموجود في غيبوبة في المستشفى، حيث يتكلم خليل مع يونس الذي لا يسمعه ويروي له قصته مع نهيلة والتي تتشابك مع قصص عديدة عن اللجوء والنكبة والمقاومة، وباب الشمس هو بابنا الى الحرية والصمود. باب الشمس هو بابنا الى القدس. باب الشمس هو باب الى العودة .

وقال صلاح الخواجا منسق المقاومة الشعبية لـ "وكالة قدس نت للأنباء" ان اكثر من 250 ناشط بدأو باقامة القرية وذلك لمنع مصادرة الاراضي لصالح الاستيطان ، وشدد على ان هناك كافة ما يحتاجه النشطاء ليبقيهم صادمين في تلك القرية من توفير للخيام وغيرها من الخدمات.

واقيم مسجد في القرية وكذلك عيادة طبية بالاضافة لتشكيل مجلس قروي يدير شؤون القرية .

وتبلغ مساحة الاراضي المهددة بالصادرة لصالح مشروع (اي وان) قرابة 13 كم مربع، وتقع منطقة "الزانبة" من ضمنها، حيث يقيم عدد كبير من التجمعات البدوية، مثل عرب السواحرة وعرب الجهالين وغيرهم، فيما تتبع أجزاء أخرى من هذه الاراضي البلدات المقدسية: العيساوية، والعيزرية، والطور، وعناتا، وأبو ديس.

وقال أحمد صب لبن الباحث من رابطة الباحثين الميدانيين في القدس ان "الشرطة الإسرائيلية قامت بتسليم احد المشاركين في التجمعات البدوية انذار من اجل اخلاء جميع المشاركين والمتضامنين من المكان فورا، الا ان المشاركين اصروا على البقاء والصمود على ارضهم المنوي مصادرتها ورفعوا العلم الفلسطيني تحدياً للإجراءات الاحتلالية.

وتتكون القرية التي يقيم فيها 15 عائلة بدوية (عدد افرادها 200 تقريبا) منذ ما يزيد عن الـ80 عاما، من 20 خيمة ، وكان يقام فيها خيمة يطلق عليها اسم "خيمة التضامن"

مبادرة خلاقة ..
ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إنشاء قرية "باب الشمس" في المنطقة المسماة (اي وان) بالمبادرة الخلاقة والشرعية، وأداة سلمية لحماية الأرض الفلسطينية من المخططات الاستعمارية الإسرائيلية.

وقالت عشراوي، "إننا ندعم ونؤيد هذه الخطوة التي كفلها القانون الدولي، والتي تعبر عن حقنا بالمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، وتؤكد حقنا بالعيش بدولتنا والدفاع عنها وحمايتها من هجمات الاحتلال ومستوطنيه، فنحن أصحاب الأرض الشرعيون، وهنا باقون".

وأضافت:"إننا ندعو المجتمع الدولي لدعم هذه المبادرات التي تعكس المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونطالبه بتوفير الحماية للمواطنين الذين يتعرضون للتهديدات المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس عدوانا سافرا على أراضي دولتنا، ويخرق القوانين والمعاهدات الدولية".

وهنأت عشراوي القائمين على هذه المبادرة من اللجان الشعبية، ومالكي الأراضي، ومؤسسات المجتمع المدني والمجموعات الشبابية والمؤسسات السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى النشطاء الدوليين.

وقالت"لقد أجمع المنظمون على تثبيت الحق الفلسطيني وحماية الأراضي ومالكيها وشرعنة استخدامها كما يرونه مناسبا، وإن هذه الجهود الجماعية هي جهود مشروعة ومباركة لحماية أراضي دولة فلسطين".

تطورا نوعيا..
من جانبه قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن ما أنجزته لجان المقاومة الشعبية ونشطاؤها من كافة المناطق بشكل جماعي وموحد عبر إنشاء قرية "باب الشمس" يعد تطورا نوعيا في عمل المقاومة الشعبية.

وأضاف البرغوثي انه جرى نصب الخيام بمشاركة أعداد كبيرة من الشباب الذين قدموا من شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية إلى تلك الأراضي الواقعة بمحاذاة قرى الطور، والعيساوية، وأبو ديس، والعيزرية، وعناتا، وبلدة الزعيم لمنع تهويدها بعد إعلان الاحتلال عزمه بناء قرابة أربعة الاف وحدة استيطانية فيها.

وأكد أن ما يميز تلك الخطوة النوعية هو وحدة عمل لجان المقاومة الشعبية ووحدة عمل كافة الأطراف الوطنية مما يبشر بتطوير واتساع المقاومة الشعبية.

وأوضح أن منظمي تلك الفعالية مصممون على أن تكون قرية "باب الشمس" قرية رسمية، مشددا في الوقت ذاته على أن من حق الشعب الفلسطيني البناء وإقامة المساكن في أرضه باعتباره هو الشعب الشرعي في هذه الأرض.

وأكد البرغوثي أن أي اعتداء إسرائيلي على هذه الأرض أنما هو مساس بأراضي الدولة الفلسطينية، مضيفا أن الشعب الفلسطيني مصمم على كنس الاحتلال والاستيطان والتصدي لمشاريع التهويد الإسرائيلية وان منطقة إي 1هي جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية وليس من حق الاحتلال التصرف فيها.

وثمن النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خطوة إنشاء قرية "باب الشمس"، وقال " إن هذه الخطوة تعتبر شكل من أشكال المقاومة الشعبية لسلطات الاحتلال وقطعان مستوطنيه والتي يجب العمل على تطويرها لمواجهه مخططات الاحتلال الإستعمارية على أرضنا الفلسطينية "، معتبرا هذه الخطوة بانها تأتي "تجسيدا لحق شعبنا في حماية أرضه والإقامة عليها ".

وحيا أبو ليلى هذه الخطوة التي تعتبر خطوة في "الدفاع عن حق شعبنا المشروع بالدفاع عن أرضنا الفلسطينية وحمايتها من هجمات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ، كما هو حال المقاومة التي هي حق مشروع يكفله لنا القانون الدولي كشعب واقع تحت الاحتلال، ويعاني من ممارساته القمعية والعدوانية بشكل يومي" .

وشدد النائب أبو ليلى على ضرورة دعمهم وتوفير كافة متطلبات الصمود لتثبيت هذه الخطوة على الأرض الفلسطينية و التصدي لمارسات الاحتلال القمعية والإستيطانية.

تشكيل لجان الحراسة ..
وفي سياق متصل دعا النائب قيس أبو ليلى الى إعادة تشكيل لجان الحراسة الشعبية في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية، لحماية السكان والممتلكات من إعتداءات المستوطنين المتطرفين، التي تفاقمت في الفترة الأخيرة بشكل واضح من خلال ما تقوم به المجموعات المتطرفة من عمليات تخريب في مختلف المناطق والتي كان اخرها فجر اليوم إقتلاع 210 شجرة زيتون في قرية قصرة جنوب مدينة نابلس.

شدد على ضرورة أن تتوحد جهود كافة الفصائل والمؤسسات الفلسطينية لتنسيق نشاطاتها لتوفير الحماية اللازمة للمواطنين من هجمات المستوطنين المتطرفين ، داعيا في الوقت ذاته الى دعم صمود المواطنين وتثبيتهم على أرضهم لتمكينهم من مقاومة كافة عمليات التهويد التي تحاول سلطات الإحتلال من خلالها إقتلاعهم من أرضهم .

خطوات سياسية ..
من جانب اخر طالب أبو ليلى بضرورة إسراع القيادة الفلسطينية في طلب عقد إجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ملزم لسلطات الاحتلال بوقف كافة النشاطات الإستيطانية في الأراضي المحتلة ، ومن ن اجل إتخاذ قرار حاسم يجبر الاحتلال الاسرائيلي على وقف نشاطاته الاستيطانية في كافة ارجاء الاراض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس .

وقال النائب ابو ليلى " انه بات من الضروري الاسراع في التوجه لمجلس الامن لاتخاذ قرار يجبر الاحتلال على وقف مخططاته الاستيطانية ، وفي حال ان اصدار مثل هذا القرار اصطدم بالفيتو الامريكي فيجب التوجه مباشرة للجمعية العامة للامم المتحدة تحت بند الاتحاد من اجل السلام .