مخيم خان يونس معاناة تتجدد و ارادة لا تنكسر




غزة –وكالة قدس نت للأنباء

لا تزال بيوتهم المتواضعة شاهدة على مأساة اوضاعهم ، و ضنك حياتهم ، فهذه البيوت التي لربما يصل عمرها الزمني الى عمر النكبة الفلسطينية الذي اصبح الان 65 عاما ، لم تعد تقيهم برد الشتاء القارص او حتى حر الصيف الطويل ، فهي بيوت بسيطة اسبستية لا تتجاوز مساحتها مائة متر مربع او ما يقل عن ذلك ، ولكنها في حقيقة الامر تستوعب العشرات من الافراد و العائلات التي تعيش بداخلها علهم يجدون من يتطلع اليهم ليحسن من عيشتهم او التخفيف من معاناتهم .

اللاجئ س . ص 48 عاما من سكان مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة اب لأسرة تتكون من سبعة افراد قال و هو لا زال يختبئ من مياه الامطار التي تتساقط على سطح منزله وكأنها تعزف سيمفونية مقطوعة النظير قال : " انا اعيش في منزل لا تتجاوز مساحته 90 مترا و يتكون من ثلاثة غرف ، و قد تم سقفه بألواح من الاسبست التي تحطمت معظمها نتيجة رمي الاطفال الحجارة على االاسقف ". و تابع : " مع كل موسم شتاء اعاني كما معظم سكان المخيمات في قطاع غزة من مشكلة تسرب مياه الامطار و دخولها الى داخل الغرف لتطال اغلب اثاث المنزل ، موضحا ان جدران منزله الذي ورثه عن ابيه منذ عشرات السنين اكل عليها الزمن وشرب فهي لم تعد قادرة على حجب المياه و منعها من التسرب الى داخل غرف المنزل ".

اللاجئة ام محمد 36 عاما ربة بيت قالت : " منذ اللحظة الاولى التي تم الاعلان فيها من دائرة الارصاد الجوية على ان هناك موجة برد تتبعها امطار غزيرة ستضرب اراضي قطاع غزة قمنا بتغطية سطح منزلنا بالنايلون حتى يمنع تسرب مياه الامطار الى داخل المنزل ".

و اضافت و هي لا تزال تحمل بكلتا يديها وعاء تلاحق به قطرات المياه التي تتساقط هنا و هناك داخل غرفة اطفالها علها تمنعها من اتلاف المزيد من فراشهم ، نحن نعيش اوضاع صعبة و زوجي عاطل عن العمل منذ عشرات السنين و لا نستطيع ترميم منزلنا ، لذا نعيش مأساة حقيقة مع كل موسم شتاء تدخل مياه الامطار الى داخل المنزل و تتلف الكثير من الاثات .

مازن ابو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس اكد اثناء زيارته لمركز الطوارئ التابع لوكالة الغوث الدولية على ان مخيم خان يونس يعتبر من المخيمات المنكوبة و يحتاج الى زيادة اهتمام من الجهات الدولية و المحلية ، مضيفا على ان هذا المخيم الذي لا تتجاوز مساحته 2 كيلو متر مربع ويعيش بداخله حوالي 73.0000 لاجئ يعاني من مشاكل كبيرة في صيانة البنية التحتية وفي توفير مساكن كافية للعدد الكبير من السكان.

و شكر ابو زيد جميع فرق الطوارئ العاملة و التي سخرت كل امكانياتها المتواضعة لمساعدة اللاجئين و التخفيف من معاناتهم قدر الامكان ووجه رسالة شكر و تقدير الى الدكتور محمد العايدي رئيس مكتب الاونروا بمنطقة خان يونس و المهندس بشير شعت مدير مكتب صحة البيئة بخان يونس و الاستاذ فؤاد الفقعاوي مدير مخيم خان يونس بالاونروا على مجهوداتهم المتواصلة في خدمة اللاجئين.

كما وطالب الدول المانحة بضرورة تنفبذ خطط سريعة لتحسين اوضاع اللاجئين في مخيم خان يونس و العمل على تطوير المخيم قبل ان تحدث كارثة حقيقية . و اضاف ابو زيد اثناء تفقده لبعض منازل اللاجئين في المخيم نتيجة تعرضها لسيول مياه الامطار انه يجب علينا جميعا ان نلتف حول قضية اللاجئين الفلسطينيين و المطالبة بحقوقهم المشروعة ، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة ان تسعى الدول المانحة للعمل على ترميم منازل اللاجئين و دعمهم ماديا و معنويا .

و اوضح انه سيسعى جاهدا و بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلي للعمل على تنفيذ عدة مشاريع صغيرة في المناطق السكنية التي انتقل اهلها الى المخيمات الجديدة ، لتكون بمثابة متنفس حقيقي للأطفال .

يذكر ان مخيم خان يونس يقع على بعد نحو 2 كيلومتر عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال من رفح. وهو يقع إلى الغرب من مدينة خان يونس. أُنشئ عام 1949 وبلغت مساحته عند الإنشاء حوالي 549 دونماً، وزادت بعد ذلك إلى 564 دونماً، وفي أعقاب حرب عام 1948، التجأ 35,000 لاجئ إلى المخيم بعد أن فروا من منازلهم خلال أعمال العنف، وكان معظمهم من منطقة بئر السبع. ويقطن في مخيم خان يونس اليوم ما يزيد عن 73.000 لاجئ.