مجدي شقورة ممثل لفلسطين قبل أن يكون ممثلاً لفرنسا

بقلم: عبد الناصر فروانة


عنوان لافت لأسير سابق ، ومواطن يحمل الجنسية الفرنسية من أصول فلسطينية ، ويقيم في مدينة غزة ، ويعمل في الخارجية الفرنسية وبالتحديد القائم بأعمال القنصل الفرنسي في قطاع غزة واسمه " مجدي شقورة " .
ومن ثم يأتي القنصل العام في القدس في احتفال العيد الوطني الفرنسي ليقول بأن ( مجدي .. ممثل لفلسطين قبل أن يكون ممثلاً لفرنسا ... )
مجدي شقورة وكنيته " أبو جميل " ، كان قد ناقش رسالة الدكتوراه في العلوم السياسية ( حركة حماس من المعارضة إلى الممارسة العملية للسلطة ) في جامعة سيرجي بنتواز في باريس احد فروع السربون ، قبل حوالي الشهر مع لجنة من شيوخ البحث العلمي مختصين في الصراع العربي – الاسرائيلي وحاز على درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف .
د.مجدي شقورة .. ولد بتاريخ 14 مارس / آذار عام 1967 في مخيم جباليا الثورة شمال قطاع غزة ، و ذاق مرارة الأسر أكثر من مرة ، حيث سبق وأن تعرض للاعتقال عدة مرات خلال الانتفاضة الأولى وأمضى بضع سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، وهو بذلك يشكل نموذجا للأسرى المحررين بنجاحاته وتطوره الأكاديمي والوظيفي وحضوره القوي على كافة المستويات وعلاقاته الواسعة مع كافة الفصائل والقوى السياسية على الساحة الفلسطينية ، ليؤكد بأن السجن لم ولن يكون يوما عاملا محبطا أو محطة نهائية لتطور الإنسان ...
د.مجدي شقورة ... أخ فاضل وصديق عزيز ورفيق القيد والأسر خلال الإنتفاضة الفلسطينية الأولى .. عشنا سويا رهن " الاعتقال الإداري " أيام وشهور جميلة رغم قسوتها في معتقل النقب الصحراوي في بدايات إنشائه ، وما أدراك ما " النقب " في تلك الحقبة ؟ ..
نعم كانت جميلة بمعانيها والعلاقات التي كانت قائمة فيما بيننا رغم ظروف القهر وسوء المعاملة وقسوة ظروف الاحتجاز آنذاك ..
كان له من المواقف الجريئة ما يمكن أن تُحسب له ، وتُسجل كنقاط ايجابية في سجله الشخصي والوطني بجانب سيرته النضالية وعطائه وصموده ..
د.مجدي شقورة ... هو واحد من الأصدقاء القدامى ورفاق الأسر الذين وبكل صدق أعتز بهم ، وأفخر بعلاقتي بهم ، وأحافظ على استمرارية العلاقة معهم ، عبر الهاتف كان ، أو من خلال اللقاءات المباشرة رغم انشغال كلينا بالعمل وهموم الحياة ومشاكلها..
وما يحفزني على ذلك هو احترامه للعلاقات القديمة والصادقة لا سيما علاقات السجن ، ومبادلنا نفس الشعور والحرص على التواصل .
ومساء اليوم كنت في زيارة له في بيته برفقة أخي جمال وصديقنا العزيز أبو ضياء " القمر " وجميعنا تعرض للاعتقال وعايش " أبو جميل " في النقب ، وذلك لتهنئته بحصوله على درجة الدكتوراه من باريس قبل بضعة أسابيع ، بعدما تقدمت له بالتهنئة في وقت سابق عبر برقية واتصال هاتفي ، وسُعدنا بجلسة مطولة استحضرنا فيها جزء من التاريخ وعلاقات السجن ، واستمعنا منه لشرح مقتضب عن رسالته وتبادلنا أحاديث كثيرة أبرزها الواقع الفلسطيني ومستقبل المصالحة .
د.مجدي شقورة .. هو أسير سابق لأكثر من مرة ، ومناضل قديم ، ويعمل الآن في الخارجية الفرنسية وهو القائم بأعمال القنصل الفرنسي في قطاع غزة .. فهنيئا له ولنا كأصدقاء وكأسرى محررين ، ومن نجاح إلى نجاح والى الأمام أيها الصديق العزيز .
وعودة على بدء .. د.مجدي شقورة ممثل لفلسطين قبل ان يكون ممثلاً لفرنسا ، ويعتز بفلسطينيته وبانتمائه لفلسطين الأرض والهوية ، وهو شخصية ناجحة ونموذج متقدم للأسرى المحررين في العمل الدبلوماسي والحكومي...
والسؤال كيف يمكن الإستفادة من اعتزازه بفلسطينيته وفخره بالإنتماء لفلسطين في نقله من المربع الفرنسي الى الفلسطيني .. ؟
عبد الناصر فروانة
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في دولة فلسطين
عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة




جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت