القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
أعلن اسماعيل التلاوي الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في مدينة القدس الشريف، من خلال ما تقوم به من انتهاكات خطيرة تستهدف تزوير وتدمير وتهويد الأماكن المقدسة والتاريخية والحضارية والموروث الثقافي العربي والاسلامي، والقضاء على الهوية الثقافية العربية في المدينة، بالاضافة الى ممارساتها التعسفية ضد المواطن الفلسطيني المقدسي لتغريبه خارج المدينة المقدسة.
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للاجتماع السادس للجنة الخبراء المكلفين باعداد التقارير الفنية حول الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس والذي ينعقد في العاصمة الاردنية – عمان بحضور معالي الأستاذ نايف الفايز وزير السياحة والآثار ووزير الخارجية بالوكالة في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي الدكتور رائف نجم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأردني ورئيس لجنة اعمار المسجد الأقصى، وسعادة الدكتور عبد العزيز صلاح ممثل منظمة الأيسيسكو، وبمشاركة كل من احمد الرويضي مستشار الرئاسة الفلسطينية، حمدان طه وكيل مساعد وزارة السياحة والآثار، خليل التفكجي مسؤول الخرائط في بيت الشرق، يوسف النتشة رئيس قسم الآثار في القدس، جاد اسحق مدير مركز الدراسات المقدسية، بالاضافة الى عدد من الخبراء المصريين والأردنيين.
واضاف التلاوي ان القدس تعيش في خطر حقيقي نتيجة للهجمة الاستيطانية المتسارعة التي تشنها الحكومة الاسرائيلية على مرأى ومسمع العالم كله، واستغرب هذا التحرك الخجول من المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في عاصمة الحضارة الانسانية، وقال انه في ظل ما يحدث في الوطن العربي من عنف وعدم استقرار، تستغل سلطات الاحتلال الاسرائيلي هذه الظروف للاستفراد بمدينة القدس وسكانها، وترتكب مجازر ثقافية بحق المؤسسات والمراكز الثقافية، من خلال اتخاذها لاجراءات لااخلاقية وتفرض قيودا وقوانين غير شرعية تستهدف سكان القدس لاجبارهم على العيش خارج المدينة، وطالب التلاوي الدول العربية والدول الحرة الصديقة، وتلك الدول التي تدعي الوقوف الى جانب الشعوب المظلومة والمقهورة في العالم الانتباه لما يجري في القدس، وتحمل مسؤولياتها لانقاذ مساجد وكنائس القدس .. اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وحماية الموروث الثقافي االحضاري والانساني فيها، وأكد التلاوي "أن الأمة العربية والإسلامية تقع على عاتقها مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية وإنسانية في دعم صمود مدينة القدس ، في ظل ما تتعرض له من إعتداءات وممارسات عنصرية من قبل سلطات حكومة الإحتلال الإسرائيلي ، وطالب بتكثيف الدعم للمقدسيين وللمؤسسات المقدسية، لأن القدس تمثل جوهر الحضارة الإنسانية جمعاء، وهي ملك للإنسانية.
مذكراً بقرار اليونسكو الذي سجل موقع القدس على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر الذي صدر عام 1982م". وفي الإطار ذاته شدد "أن الطوائف المسيحية من ابناء شعبنا الفلسطيني في القدس وهم يشاركون في الصمود والتحدي ضد تهويد المدينة ومواجهة تزوير تاريخها وطمس معالمها الحضارية، يتعرضون للاضطهاد والقهر على حد سواء مع اخوتهم المسلمين لتهجيرهم واجبارهم على الرحيل عن المدينة. ودعا التلاوي المسؤولين العرب والمسلمين والكتاب والمثقفين والاعلاميين لزيارة القدس للاطلاع على واقع المدينة المقدسة ومؤسساتها.
وكان التلاوي استهل حديثه بتوجيه التهنئة والتبريكات باسم سيادة الأخ الرئيس ابو مازن والشعب الفلسطيني الى الشعب الأردني ملكا وحكومة وشعبا بمناسبة نجاح الانتخابات التي جرت في الأردن خلال الأسبوع الماضي، واكد على التنسيق والتعاون القائم بين الجانبين الفلسطيني والأردني بشأن المقدسات في مدينة القدس بتوجيه من سيادة الرئيس محمود عباس وجلالة الملك عبد الله الثاني.
ومن جهته عبر الفايز وزير السياحة والآثار الأردني عن إرتياحه العميق لمدى التنسيق العالية ما بين الجانبين الفلسطيني والأردني واعتبر ان ما تتعرض له مدينة القدس من اخطار تشكل هاجسا كبيرا لدى القيادة الأردنية، مشيرا الى أن الأعمار الهاشمي يسعى للحفاظ على الهوية العربية الاسلامية للقدس إزاء اعمال التهويد.
من جانبه، قال ممثل «ايسيسكو» الدكتور عبدالعزيز صلاح أن المنظمة تواصل جهودها في توثيق الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاقيات الدولية في مدينة القدس الشريف. واضاف صلاح ان موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على منح السلطة الفلسطينية وضع دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة سيفتح الافاق السياسية والقانونية المناسبة لتوفير الحماية القانونية الدولية للمقدسات الاسلامية والتراث الحضاري الفلسطيني بمفهومه الشامل الذي يتعرض لجميع اشكال التدمير والتخريب والتهويد.
ومن الجدير بالذكر ان الاجتماع الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» بالتعاون اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع مع دائرة الآثار الأردنية العامة واللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم يهدف الى تعزيز حماية التراث الحضاري الاسلامي في كل الدول بشكل عام وفي القدس بشكل خاص، وإبراز أهمية الدور الإعلامي للتعريف باهمية المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تتعرض للتهويد المستمر، والتأكيد على ضرورة تضافر الجهود المحلية والدولية وإستخدام مختلف الأدوات للتعريف بأهمية مدينة القدس واخطار التهويد التي تتعرض لها.
ومن المنتظر ان يستمر الاجتماع ليومين قادمين يجري خلالها عرض اوراق العمل للخبراء المشاركين في الاجتماع.