انتهت الانتخابات الإسرائيلية ، وظهرت النتائج التي من وجهة نظر البعض مرضية وقد تساعد في تحريك ملف السلام بين دولة فلسطين وإسرائيل ، حيث بدأت التحليلات والمقابلات والتعويل على هذا الفريق أو ذاك ، وكأن إسرائيل تقودها أي حكومة بدون أي ضوابط عقائدية ودينية وضوابط استعمارية وتوسعية لا يمكن لأي حكومة أن تتجاوزها أو تُغير من أصلها ، برغم شعور البعض التغيير بين حكومة وأخرى ، لكنها بالنهاية تصب لصالح دولة الكيان ولصالح المشروع الصهيوني القائم على احتلال الأرض وطرد الفلسطيني .
وبرغم معرفتنا وقناعتنا بأن أي حكومة في إسرائيل ، ما هي إلا وسيلة لتسيير مشروع التوسع الإسرائيلي ، إلا أن البعض من قادة وممثلي فصائل فلسطينية حملت الكثير من التفاؤل ، وكأن الحكومة الإسرائيلية التي سيتم تشكيلها ستكون أفضل من سابقاتها ، هؤلاء الذين يأخذون بعض العبارات الإعلامية الصادرة عن اليسار الإسرائيلي وكأنه مُنزل من السماء .
إسرائيل لن تتغير ، ولن توقف مشروعها التوسعي القائم على مصادرة الأرض وطرد الفلسطيني وتغيير معالم الأماكن المقدسة ، خاصة في مدينة القدس ، وإن أي حكومة مهما كان شكلها لن تكون قادرة على تحقيق أي سلام مع الفلسطينيين لأن السلام أصبح عبارة عن شعار فقط ، وهذا ما يترجمه الواقع الذي يفرض الحلول الجزئية في ظل تقسيم الضفة الفلسطينية والقدس ، وجعلها عبارة عن كانتونات مجزئة لا يمكن من خلالها ضمان التواصل الجغرافي والديمغرافي .
لا نريد أن ننشغل كثيراً بشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة ، وأن نُعطي المزيد من الأمل بأن التغيير في إسرائيل سيكون في صالح عملية السلام ، أو في صالح إعطاء شعبنا حقوقه المشروعة وعلى رأسها إنهاء الاحتلال عن أرضنا ، والعمل على قيام دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافياً وذات حدود معترف فيها ولها الحق في السماء والبحر والأرض والمقدسات .
تحاول إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الالتفاف على حقوق شعبنا ، وهما يلعبان في عامل الوقت ، في حين أن الجرافات الإسرائيلية لا تتوقف عن هدم البيوت في القدس وباقي مناطق الضفة ، والحكومة الإسرائيلية تعرف ماذا تُريد ، ونحن لا نعرف ماذا نُريد ، وأعتقد جازماً أنها لن تتوقف عن مشاريعها التوسعية ، إلا بوجود ضغوط دولية من الولايات المتحدة وأوروبا ، وكذلك وجود زعامات عربية قادرة على المطالبة بحقوق شعبنا ، إضافة لدعم صمود أهلنا في القدس وباقي المحافظات الفلسطينية .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي - غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت