المصالحة الفلسطينية والمستوزرين

بقلم: رمزي صادق شاهين


لقد كان للانقسام الفلسطيني الكثير من السلبيات ، فمن تأثيره على قضيتنا الوطنية بشكل عام ، إلى تراجع الاقتصاد الفلسطيني ، والعلاقات الاجتماعية التي تعرضت لضربة قوية ، خاصة أن شعبنا قد سجل في السابق وعلى مدار التاريخ حالة فريدة من التكاثف والتلاحم الاجتماعي والوطني ، حين كانت تتجمع كُل الأطياف الفصائلية والمجتمعية لمواجهة الاحتلال ... حين دفع ابن فتح وحماس سنوات عمرهم في المعتقلات الإسرائيلية ، وحين اختلطت دماء أبناء الأقصى مع القسام والسرايا ، ليتم تشكيل لوحة وطنية لا يمكن نسيانها .

تعودنا خلال مسيرة نضال شعبنا ، على مجموعة من المستثمرين والمستوزرين ، الذين تأتيهم الفرصة للتسلق على معاناة شعبنا ، فكم لمع نجم شخصيات لم تكن يوماً في قاموس النضال والتضحية ، وكم شخص استغل الثغرات لكي ينتظر موسم الحصاد ، حتى لو كان هذا الحصاد ثمنه دماء الأبرياء ومصير شعب تحت الاحتلال وينتظر لحظة الحرية والتخلص من كُل المنغصات الخارجية والداخلية .

مع الانقسام حاولت بعض الشخصيات الفلسطينية اللعب على وتر الانقسام ، وقد استخدمت حالة اليأس الشعبي من الفصائل المتناحرة ، لتنطلق بمشاريع شخصية تحت مسميات وطنية ، هذه المشاريع التي استطاعت التغلغل للمجتمع بمساعدة الإعلام مدفوع الأجر ، أو إعلام المصالح ، وبرغم أن شعبنا يعلم حقيقة وخفايا الأمور ، إلا أن بعض ضعفاء النفوس ساهموا في إيصال هذه الفئة لفئات من المجتمع وعلى رأسهم الوجهاء والمخاتير ، والذين من وجهة نظري كان جزءاً منهم عبئ على المواطن ، لأن القانون يجب أن يكون هو الحكم بين الناس وليس أصحاب الشعارات وبائعي الكلام .

هناك حالة من التشتت الفكري لدى المواطن ، سببه أولئك الذين يستخدمون الإعلام لتسويق أنفسهم على أنهم قادة وزعماء مجتمعيين ، فهم في حقيقة الأمر مجموعة من التجار الذين استخدموا الانقسام ومعاناة الناس حتى يصلوا إلى مربع السياسة ، معتقدين أنهم يكونوا يوماً أصحاب قرار ، ولقد دللت تصريحاتهم على أنهم بعيدين عن مصدر القرار ، وأن تصريحاتهم تضر بالمصالحة أو أي تحركات تقودها قيادات من الفصائل .

عانينا وسنعاني من ازدياد المستوزرين ، الذين لا هم لهم سوى استخدام معاناة الناس للوصول لوزارة هنا أو هناك ، أو ليقولوا للناس ها نحن من يتابع همومكم ومعاناتكم نتيجة الانقسام البغيض ، وللأسف هناك من القيادات السياسية من يسمح لهؤلاء لمزيد من التغلغل في المجتمع ، هذا المجتمع الذي سئم كُل الفصائل والتنظيمات والمؤسسات والأجهزة والوزارات .

&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي - غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت