القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
بدأ الكنسيت الإسرائيلي،اليوم الثلاثاء، أولى جلساته بعد أن انتهت إسرائيل من انتخاباتها التشريعية، والتي نُفذت في أواخر الشهر المنصرم.
ووفق الأعراف المتبعة، أدى الأعضاء المنتخبين في الانتخابات الأخيرة يمين الولاء بحضور رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس، مقسمين على حفظ الوفاء لدولة إسرائيل. وقال رئيس الدولة في افتتاحية الدورة الاحتفالية إنه يجب على الكنيست: "أن يخدم الشعب- أكثر من أن يحكمه".
وتابع بيريس الحديث أمام 120 عضوا في الكنيست، منهم 49 عضوا جديدا، و27 امرأة، و12 عضوا عربيا، متطرقا إلى الشؤون الداخلية، قائلا إن: "طرح موازنة الدولة هو أكثر الموضوعات إلحاحا" على طاولة الكنيست، وإن "أكبر التحديات الماثلة أمام أعضاء الكنسيت هو الرقي بطموحات الشعب لإصلاح اجتماعي".
وتطرق بيريس إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة قائلا: "نهض في العالم العربي جيل جديد، سئم الفقر والظلم، وتمرد. إنه لم يحقق غايته بعد... ونتمنى له التوفيق. وعلى النقيض من هذا، إيران تزداد خطورة. وتهدد وجودنا. إنهم يطورون سلاحا نوويا ويدّعون أنه محرم دينيا. إنهم يكذبون وينتهكون حقوق الأنسان".
وتابع رئيس الدولة العبرية عن سوريا واصفا إياها بالمأساة، قائلا: "اعتقد انه يجب على الأمم المتحدة أن تفوض الجامعة العربية إقامة حكومة انتقالية لإنقاذ سوريا من الدمار الذاتي".
وتترأس التحديات الماثلة أمام أعضاء الكنيست ال19 مسألة موازنة الدولة لعام 2013، إذ يتعين على الحكومة الجديدة أن تمرر الموازنة خلال 45 يوما بعد أن تقوم. وتُعدّ موازنة الدولة المحك الأول لمواقف أعضاء الكنسيت الجدد، ولا سيما أولئك الذين رفعوا شعار العدالة الاجتماعية خلال حملتهم الانتخابية، خاصة أنه يُتوقع أن تتسم الموازنة القادمة بالتقشف وبارتفاع الأسعار.
وستكون قضية "المساواة في الأعباء" كذلك موضع اختلاف كبير في الكنيست ال19، حيث زعمت بعض الأحزاب الإسرائيلية، وعلى رأسها حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) بزعامة يائير لابيد، أن دخولها الائتلاف الحكومي منوط بسعي حقيقي لحل مسألة تجنيد فئة "الحريديم" (المتدينون المتشددون)، المنهمكين على دراسة التوراة على حساب التجنيد الإلزامي.
أما التحدي الثالث فهو عملية السلام، فقد أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة أن كتلة الوسط – اليسار زادت من قوتها، والأحزاب المنسوبة إلى هذه الكتلة تطالب بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. ويقول مقربون من دائرة اتخاذ القرار في حزب بنيامين نتنياهو أن نتنياهو لن يستطيع في هذه الولاية صرف النظر عن عملية السلام، ولا سيما بعد أن حصلت السلطة الفلسطينية على مكانة "دولة غير عضو" في أروقة الأمم المتحدة.
أما نتنياهو فقد أوضح خلال حملته الانتخابية أنه مصرٌ على وقف السعي الإيراني للحصول على قنبلة نووية. ومن المتوقع أن يشغل الملف الإيراني الكنيست القادم، رغم أن القرارات في الشؤون الأمنية الحساسة تُتخذ في حلقات مصغرة.