رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
تنظم وزارة النقل والمواصلات على مدار يومين في فندق الموفنبيك في مدينة رام الله وعبر نظام الربط التلفزيوني مع غزة مؤتمر النقل والمواصلات الاول في دولة فلسطين بدعم من الاتحاد الاوروبي "مشروع الاورومتوسطي للنقل".
افتتح المؤتمر ماهر غنيم وزير الاشغال العامة مقدما تحيات الرئيس أبو مازن للمؤتمر، و تناول خلال كلمته عدد من الموضوعات والقضايا ذات العلاقة بقطاع النقل والمواصلات حيث قدم الشكر للجهات الداعمة والقائمة على نجاح هذا المؤتمر داعيا الاتحاد الأوروبي الراعي والممول لهذا المؤتمر وقوفهم امام مسؤولياتهم تجاه هذا القطاع من خلال الضغط على إسرائيل لكف يدها عن مختلف المرافق العامه سيما تلك التي تتعلق بقطاع النقل والمواصلات .
ومن جانبه عبر ديفيد جير ممثل الاتحاد الأوروبي عن التزام الاتحاد بالوقوف الى جانب الفلسطينيين في فرض سيادتهم على هذا القطاع مشيراُ الى ان هناك قطاعات أخرى تربطنا بالشعب الفلسطيني كقطاع الصحة والتحول المؤسسي وتطويره، موضحا الى اننا وضعنا برنامجا منذ العام 2005 حول خطط الإصلاح ووضع الأولويات لهذه القطاعات.
وفي كلمته خلال المؤتمر قدم وزير البيئة يوسف أبو صفيه شرحا بضرورة حل مشكلة الازدحام المروري والتي تشكل انبعاثا ومصدرا للتلوث البيئي خاصة ان وسائل النقل تشكل العامل الاكبر في هذا الموضوع.
ومن جانبه قدم علي شعث وكيل وزارة النقل والمواصلات كلمات الشكر والترحيب بالحضور المشارك وبالاتحاد الاوروبي بوجه خاص مشيرا الى انه يساهم مساهمة فاعله في دعم القضية الفلسطينية الى جانب دعمها المتواصل لمختلف القطاعات في فلسطين.
ولخص شعث اهداف المؤتمر بعرض ومناقشة قضايا النقل البري في دولة فلسطين ومناقشة الاصلاحات والمشاريع المحتملة للنقل البري وتعزيز الروابط بيننا والمؤسسات الدولية والجهات المانحة مؤكدا ان أحد الاهداف الرئيسية للمؤتمر هو ايجاد حلول للنقل البري في دولة فلسطين.
وأضاف ان وزارة النقل والمواصلات تعد مؤسسة رائده تسعى بكل امكانياتها المتاحة وبالدعم المتوفر لها الى تحقيق الوصول والتواصل وسلامة النقل مشيرا الى ان قطاع المواصلات يعد الرابط الجوهري للنمو الاقتصادي الا اننا لابد في هذا المقام ان نعلن ان الطرق في فلسطين شبه مدمرة بسبب قلة المال المتوفر لأغراض الصيانة وبسبب التوسع الاستيطاني حيث ان ما نسبته اكثر من 50% من شبكة المواصلات تعاني صعوبات جمه كتلك التي تتعلق بسياسات إسرائيل التي تفرضها جغرافيا والتي تتمثل في تقسيم المناطق الى مناطق A,B.C إضافة الى جدار الفصل العنصري الذي أدى الى إعاقة حقيقية في حركة السير مما شكل ازدحاما مروريا و حد من تطوير و انشاء الطرق و خطوط النقل المختلفة.
وفي سياق متصل اكد شعث الى ان الوزارة تكثف من جهودها ومساعيها نحو بناء مطار جديد في منطقة البقعية في القدس اضافه الى إعادة بناء مطار ياسر عرفات الدولي الذي تم تدميره من قبل الاحتلال .
ومن ناحيته أشار محمد جرادات رئيس سلطة الطيران المدني في كلمته خلال المؤتمر الى ان الطرق في فلسطين بشكل عام تفتقر الى الناحيتين التصميميه والسلامة بسبب المعيقات حيث يمكن وصفها أقرب ما تكون الى ممرات منها الى طرق قابله لسير المركبات والشاحنات عليها.
وفي كلمه له تحدث نزيه حيدر مدير الرقابه الإدارية في وزارة النقل والمواصلات عن موضوع انشاء وتطوير هيئات النقل العام موضحا أهمية ربط نظام النقل الحضري بنظام النقل العام الحالي إضافة الى أهمية وجود أجهزة ومؤسسات مختصه لتنظيم النقل .
من جانب اخر أوضح خالد زيدان الخبير الدولي في النقل العام أهمية الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص مشيرا الى ان القطاعين الأهلي والخاص يعانيان عجزا ماليا فهما بحاجه الى دعم إضافي لتطويرهما وتحقيق اهدافهما المرجوة.
ومن جانبه استعرض فاروق عبد الرحيم الرئيس التنفيذي للمجلس الاعلى المرور والذي اسس تماشيا مع التوجهات الدولية المتمثلة بإنشاء هيئات مستقلة تكون مسؤولة عن السلامة المرورية مشيرا الى انه تم تحديد مهام واختصاصات لهذا المجلس بموجب قرار مجلس الوزراء يكون على راسعا تامين وتوفير السلامة المرورية للمواطن. وتنظيم قطاع المرور الفلسطيني للحد من حوادث الطرق والاختناقات المرورية، اضافة الى نشر الوعي المروري بين كافة فئات المجتمع.
وخلال المؤتمر أوضح عبدالله عبد الرازق مدير عام تخطيط الطرق والمواصلات واقع الطرق و المواصلات في فلسطين ورؤية الوزارة لتطوير هذا القطاع مشيرا الى تعرض هذا القطاع للكثير من التحديات و المعيقات المتمثلة بانعدام وجود الرابط المواصلاتي ما بين الضفة و غزة وافتقاره الى النقل الجوي المباشر بين فلسطين وغيرها من دول العالم وكذلك بالنسبة للنقل البحري ومضيفا ان المعابر الحدودية تقع تحت سيطرة الاحتلال.
واضاف عبد الرازق ان وزارة النقل الفلسطينية لديها رؤية استراتيجية للتخلص من هذه المعيقات وتطلع لتطوير كافة وسائط النقل والمعابر.
وقدمت شذى علاونة من وزارة الاشغال العامة ورقة عمل تحت عنوان "تقييم الاثر البيئي لمشاريع الطرق في فلسطين موضحة اهمية اتخاذ اجراءات للحد من التلوث البيئي ومركزة على المراحل الاساسية لعمل التقييم البيئي من حيث تخفيف الاثار المحتمله وخطة الادارة البيئية وما يندرج من اثار تحت هذه الخطط و المواضيع.
في حين قدم زياد عبيد مساعد رئيس سلطة الموانئ البحريه من غزة ورقة عمل تبين اثر انبعاث الملوثات البيئيه في انتشار العديد من الامراض مثل مرض السرطان والصداع موضحا ان كمية الملوثات تتناسب طرديا مع زيادة وزن المركبة بحيث تزن نسبة الملوثات عاليه في حال توقف السيارة وعمل المحرك منوها بان القوانين الفلسطينية لم تكفل معالجة هذه الاشكاليات.
وفي نهاية جلسات اليوم الاول من المؤتمر التي تلخصت بتقديم اوراق عمل ومداخلات كما ذكر اعلاه، اتفق الجميع على ان مضمون المؤتمر يتمحور حول واقع واحتياجات قطاع النقل في فلسطين، البناء المؤسسي، تطوير قطاع النقل العام واعادة هيكلة سوق الحافلات، الخصخصة والاستثمار في قطاع النقل، تخطيط الطرق والمواصلات والنقل الحضري، المخطط الوطني المكاني والسلامة المرورية والوعي البيئي.
يذكر ان هذا المؤتمر هو الاول من نوعه في فلسطين ويأتي بدعم وبتمويل من الاتحاد الاوروبي ضمن خطة تمتد لثلاث سنوات يتخللها عقد مزيدا من المؤتمرات وورش العمل والندوات ذات العلاقة بموضوع النقل والمواصلات.
ويشار الى ان فلسطين عضوا في مشروع الاورومتوسطي للنقل الاقليمي "مشروع الطرق، السكك الحديدية والنقل الحضري" وهي احدى الدول الشاطئية للمتوسط التي تشارك فعليا بكافة نشاطات واعمال المشروع مع مجموعة دول: الجزائر، مصر، الاردن، لبنان، المغرب، تونس واسرائيل. ويشارك في اعمال المؤتمر وزراء محليين واجانب حاليين وسابقين وعدد كبير من وكلاء الوزارات الفلسطينية والمدراء العامين والخبراء المحليين والأجانب في مجالات النقل الحضري.