وساطة مصرية لتسوية الأوضاع بين إسرائيل وحماس

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
تقوم السياسة المصرية في الحاضر بدور هام فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، فمن جهة يرعى المستوى السياسي في القاهرة لقاءات بين الطرفين في إطار اتفاقية التهدئة عقب العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة، حتى أن تقارير إعلامية اسرائيلية تتحدث عن لقاءات مباشرة بينهما، ومن جهة أخرى يقوم الجيش المصري بتنفيذ حملة واسعة لغمر الأنفاق التي تربط بين القطاع وبين الأراضي المصرية بهدف إغراقها.

وأكد مسؤولون مصريون لوسائل إعلام عربية أن "الجيش المصري يقوم بإغراق الأنفاق التي تخدم حماس ومنظمات أخرى والمُعدة لنقل الأسلحة والمعدات القتالية، وأنها خطوة جدية نحو التعامل مع الأنفاق التي تعود على مصر بالضرر". وقوبلت هذه التحركات المصرية بتعجب واستنكار من قبل حماس، إذ نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولا في حركة حماس، خليل الحية، قال إن "غمر الأنفاق بالمياه من الطرف المصري يثبت الحصار على غزة"، ولا سيما أن الحركة تعتبر النظام الجديد في مصر، المرتبط بحركة الإخوان المسلمين، حاضنا لها.

وفي غضون ذلك، أفاد المعلق السياسي في القناة الإسرائيلية الثانية، أودي سيغل، يوم الجمعة 15 فبراير، بأن إسرائيل تجري محادثات غير مباشرة مع حماس عبر القناة المصرية، وأضاف أن ضباط إسرائيليين وصلوا مصر من قبل لتناول القضايا التي تربط بين إسرائيل وحماس وفق اتفاق التهدئة الذي عقب العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة، والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "عمود سحاب".

وقال سيغل إن المباحثات هي المرحلة السياسية من اتفاق التهدئة، وإن الطرفين، برعاية مصر، يتناولان تنفيذ بنود الاتفاق بينهما، وفي ذلك فتح معبر رفح لنقل مواد مخصصة للبناء، وكذلك بضائع أساسية لخدمة سكان القطاع.

وتضاربت تصريحات مسؤولين من حركة حماس بشأن خبر المفاوضات غير المباشرة، ونقلت وسائل إعلام عربية نفي مسؤولين من حماس وجود مفاوضات مع إسرائيل، في حين أن أخرى نقلت تأكيد مسؤولين وجود مفاوضات غير مباشرة مع مصر. وفي ذلك صرح الناطق بلسان الحركة، فوزي برهوم، قائلا "ما يجري في القاهرة (هو) متابعة لحيثيات اتفاق التهدئة الذي أبرم برعاية مصرية" بين إسرائيل وحماس.

وقال محللون سياسيون في إسرائيل إن الأطراف الثلاثة، حماس إسرائيل ومصر، معنيون بتكريس الهدوء في غزة، ويبرز في ذلك دور مصر، بدءا بالتوصل إلى اتفاقية تهدئة بين حماس وإسرائيل، وانتهاء برعاية محادثات تهدف إلى تنفيذ بنود الاتفاقية. وكتب المعلق السياسي لصحيفة "والا"، آفي يسسخاروف، أنه رغم الصدع السياسي بين إسرائيل ومصر، يجري التنسيق الأمني بين الطرفين على نحو أفضل من ذي قبل.

وعلّق آخرون في إسرائيل أن حركة حماس تُظهر عقب "عمود سحاب" سيطرة كاملة على أراضي القطاع، بحيث أنها تكبح جماح منظمات جهادية في القطاع، قد زادت من نفوذها في القطاع من قبل، بنجاح كبير، مستشهدين بالهدوء الذي يسود جنوب إسرائيل منذ العملية العسكرية الأخيرة.حسب قولهم