رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
فتحت المفاوضات الغير علنية التي يجريها رجال المخابرات المصرية بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة زوبعة كبيرة بين حركتي فتح وحماس، خاصة بعد إتهام فتح لحماس بأنها تسعى الى توقيع إتفاقات مع إسرائيل على حساب منظمة التحرير الفلسطينية والإستفراد بقطاع غزة كـ"إمارة إسلامية" وفقا لأقوال المتحدثين بلسان فتح، مما يدلل على حجم الفجوة بين الحركتين اللتان تسعيان إلى التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة وإنهاء حالة الانقسام، ولكن الأمور تبدو أصعب من ذلك.
وكثرة التساؤلات التي طرحها أحمد عساف أحد المتحدثين بلسان فتح على صحفته الخاصة على "فيسبوك" حول جدوى هذه المفاوضات وتوقيتها والظروف التي جاءت من خلالها، متهماً حماس بالسعي الى ضرب المصالحة مع فتح من خلال هذه المفاوضات.
وبين أمال الشارع الفلسطيني الذي تنفس الصعداء بقرب توقيع إتفاق شامل بين الحركتين والإنفراجات التي طرأت على هذا الملف، بقيت الأمال معلقة لدى الشارع الفلسطيني على أمل قرب الإنتهاء من حقبة وصفت بـ" السوداء".
وطالت الإتهامات بين صفوف حركة فتح لتصل إلى الرئيس المصري محمد مرسي الذي إتهمه جمال محيسن عضو مركزية لحركة فتح بالسعي إلى "ضرب منظمة التحرير من خلال ما أسماه " ترويض" حركة حماس.
كما أكد محيسن في تصريحات نشرت على مواقع تابعة لحركة فتح " رفض حركته المطلق المفاوضات التي تجريها حركة حماس مع إسرائيل بوساطة مصرية متهماً في ذات الوقت الرئيس المصري محمد مرسي بالعمل على ضرب منظمة التحرير.
وقال محيسن في تصريحاته " إن المفاوضات التي تجريها حماس مرفوضة معللا" لا يوجد حزب يفاوض حكومة مهما كانت الظروف وكان يجب على مصر أن تجري تلك المفاوضات عبر منظمة التحرير التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
حركة حماس على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار، اكدت "أن المفاوضات التي تجري حاليا بين الجانب المصري وإسرائيل مفاوضات تتعلق بتنفيذ اتفاقية المعابر وحل أزمة الأسرى المضربين عن الطعام، وضمان تنفيذ بنود التهدئة كافة"
ورفض الزهار، في تصريح لوكالة " الرأي" الناطقة بلسان حكومة غزة محاولة بعض "الأطراف السياسية"، مساواة التفاوض الذي تجريه حماس بطريقة غير مباشرة مع إسرائيل بالتفاوض الذي تجريه "رام الله" مع الجانب الإسرائيلي لعقود طويلة.
وقال"نحن لا نتفاوض على قضايا جوهرية مرتبطة بالأرض والقدس، بل نتفاوض على قضايا إنسانية تُنهي معاناة الأسرى القابعين خلف السجون الإسرائيلية".
وأضاف "لم تصلنا أي نتائج عن المباحثات والمفاوضات الجارية حالياً برعاية مصرية"، مؤكدا على أن الراعي المصري ما يزال يجري اتصالاته مع الاحتلال الإسرائيلي للوصول إلى حل يرضي الفلسطينيين بخصوص قضية الأسرى.
وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، أكد الزهار أن حماس مستعدة لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة كلها، لافتا إلى أن حركة فتح رفضت تطبيق كل بنود الاتفاق.حسب قوله
الشارع الفلسطيني المنشغل بالأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، بات غير قلق بما يجري على الساحة السياسية والحزبية والفصائلية وما يبحث عنه هو " لقمة العيش" وإنتظار الراتب المقطوع منذ فترة.
وعند السؤال حول رأي الشارع الفلسطيني عن ما يثار من مفاوضات تجريها حماس "خلف الكواليس" مع إسرائيل برعاية مصرية قال المواطن باسل فرج من رام الله " إن تلك المفاوضات غير مفهومة حتى الآن وماذا يراد منها، متهماً " الفصائل الفلسطينية بالسعي لتحقيق إنجازات على الأرض من خلال ما أسماه" الضحك" على أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف فرج " أن الشارع الفلسطيني غير معني بالإطلاع على الأخبار السياسية قائلا" يكفي ما يعاني منه من ظروف إقتصادية ومعيشية صعبة". ( لا نريد الخوض في غمار السياسة)( خلي السياسة لأصحابها).
ورأى الشاب محمد بان الفصائل الفلسطينية تسعى للحفاظ على مصالحها الحزبية قائلا " الكل يجري وراء مصالحو سواء حركة حماس أو حركة فتح من قبلها وما حد بدو راحة وخدمة هذا الشعب"، وقال آخر "حركة حماس تعمل كي تخدم مصالحها الحزبية ولا ينهار حكمها في قطاع غزة".حسب قولهم