رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
استشهد، اليوم السبت، الأسير الفلسطيني عرفات جرادات (30 عاما) من بلدة سعير في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، في سجن "مجدو" الإسرائيلي.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية على موقعها الالكتروني، أن الأسير توفى نتيجة تعرضه لأزمة قلبية، وأن محاولات عديدة قام بها المسعفو لإنقاذه ولكن كلها لم تجدي، حسب الصحيفة
وفي رد أولي حمل وزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية عيسى قراقع، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير عرفات جردادت.
وطالب قراقع في تصريح لمراسل "وكالة قدس نت للأبناء" بارسال لجنة تحقيق دولية لتقصي ظروف استشهاد الأسير جرادات في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وقال إن "الاسير وهو من بلدة سعير قضاء الخليل كان موقوفا في سجون الاحتلال ويخضع للتحقيق"، مطالبا بلجنة تقصي حقائق دولية لمعرفة ملابسات استشهاده.
واوضح ان الاسير جرادات قد يكون تعرض للتعذيب بشكل كبير داخل السجن، الامر الذي ادى الى استشهاده ، واضاف قراقع:" انا احمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي ارتكبت بحق الاسير جرادات.
وزعم بيان صادر عن جهاز الأمن العام الاسرائيلي (الشاباك) حول الملابسات التي أدت الى استشهاد الاسير الفلسطيني بان جرادات "بعد أن تناول وجبة الغداء وارتاح, بات جرادات لا يشعر بخير. وتم استدعاء قوات الطوارئ والأطباء الى المكان ليقدموا له العلاج الفوري ولكنهم لم ينجحوا بانقاذ حياته."
وذكر البيان بانه "فور وفاته باشرت الشرطة الاسرائيلية بالتحقيق في ملابسات وفاته وتم ابلاغ عائلته بذلك"، مؤكدا بأن جرادات لم يضرب عن الطعام خلال فترة اعتقاله.
وحسب بيان الشاباك "اعتقل جرادات من قبل جهاز الأمن العام في يوم 18.2.2013 وذلك في أعقاب شهادات أدلى بها سكان قريته اتضح منها أنه كان متورطًا بعمليات رشق سيارات اسرائيلية بالحجارة في يوم 18.11.2012 بالقرب من بلدة كريات أربع حيث أصيب مواطن اسرائيلي بجراح".
وقد اعترف جرادات - وفقا للبيان- خلال التحقيق الذي أجري معه بالوقوف وراء هذا عمليات شرق الحجارة وقال في التحقيق الذي أجرت معه الشرطة انه "خلال عملية "عمود السحاب" شارك بعمليات رشق سيارات اسرائيلية بالحجارة على طريق 60 بالقرب من قريته. وقد كان معروفًا, قبل اعتقاله وخلال التحقيق الذي أجري معه, بأن جرادات يعاني من آلام في ظهره وأنه قد أصيب سابقًا بعيار مطاطي في قدمه اليسرى وبقنبلة غاز مسيل للدموع في بطنه."
وخلال التحقيق الذي أجري معه، وخاصةً في يوم الخميس الماضي الموافق 21.2.2013, خضع جرادات لعدة فحوصات أجراها طبيب ولكن لم يتم العثور في اطارها عن أية مشاكل طبية تذكر ولذا تمت مواصلة التحقيق معه. كما زعم بيان الشاباك.
بدورها حمّلت الحكومة في غزة وعلى لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير جرادات.
وقال النونو "الظروف غير الإنسانية التي يعاني منها الأسرى في سجون الاحتلال، تسببت اليوم باستشهاد جرادات"، مؤكداً أن محاكمة إسرائيل على هذه الجريمة متطلب وطني، وأي تقصير فيه تقاعس خطير.
من جانبه طالب الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات بلجنة تحقيق دولية للتعرف على ملابسات استشهاد الاسير عرفات، وأكد أن السكوت على هذه الجريمة سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة وحذر حمدونة من سياسة الاستهتار الطبى فى السجون .
وأكد حمدونة على أهمية زيارة الأسرى والاطلاع على مجريات حياتهم وحصر مرضاهم والسماح للطواقم الطبية لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك ، وطالب بتدخل للتعرف على أسباب وفاة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبعد خروجهم من الأسر والتي أصبحت تشكل كابوساً مفزعاً لأهالي الأسرى ويجب التخلص منه تحت كل اعتبار .
كما حمل قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن اسشتهاد الأسير عرفات، وأضاف أن "استشهاده مؤشر صارخ لحالة الإهمال الطبي وأن التلكؤ في تشخيص حالته وعدم نقله بشكل السريع إلى المسشتفى سبب وفاته".
ودعا فارس المجتمع الدولي إلى التدخل لعدم حدوث كارثة في السجون،مطالبا بفتح تحقيق في ظروف استشهاده كونه الأسير ما زال في مرحلة التحقيق.
وتشهد السجون الإسرائيلية حالة من التوتر الشديد في ظل رفض اسرائيل الافراج عن عدد من الاسرى المضربين عن الطعام، والذين تجاوز بعضهم المائتي يوم وهم: سامر العيساوي وايمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان.