يأتي قرار قيادة الحركة بتشكيل الهيئة القيادية الجديدة لحركة فتح ، في ظل مرحلة من أخطر وأهم المراحل التي يجب الانتباه لها ، خاصة أننا نتحدث عن هيئة ستعيد ترتيب أوضاع الحركة بعد ست سنوات من التغييب القسري ، وفي ظل متغيرات إقليمية وعربية وداخلية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، ويجب أن يتم البناء والترتيب بما يتوافق مع هذه المتغيرات والأحداث .
القاعدة الفتحاوية والكوادر الفاعلة عانت طيلة الفترة السابقة من سياسة التهميش ، وعدم وجود فرص من أجل المشاركة في عملية البناء واتخاذ القرار ، فالقرارات تأتي من أعلى الهرم بدون أي مشاركة للكوادر في الأقاليم والمناطق ، برغم وجودهم على الأرض وهم أعلم بالوضع التنظيمي وما يحتاجه حتى يصبح وضع الحركة مرضياً لجماهيرها وكوادرها .
المشكلة ليست تعيين هيئة جديدة ، المشكلة تتعلق بحالة التوافق على هذه تركيبة الهيئة والأسماء التي تتشكل منها ، فكيف نريد أن نستعيد وضع الحركة في ظل وجود هيئة قيادية سئم الكادر منها ، فالطبيعي أن يتم البناء على أسس صحيحة ، وذلك من خلال تعيين هيئة تعبر عن رضى وطموحات الكادر والجماهير ، ويتم ذلك على مستوى الأقاليم والمناطق وصولاً لأصغر فتحاوي على الأرض .
لقد أثبتت التجربة أن تغيير الهيئة ليس الحل ، لكن من يقود الهيئة وأعضاءها هم جزء من المشكلة ، وعدم وجود بعضهم جزء أساسي من الحل ، لن فتح ليست فلان أو فلان ، فالكادر والمناصر للحركة يُريد أن يرى عملية التجديد في القيادات من أعلى الهرم وصولاً إلى الشعب العاملة في الميدان ، فهناك أسماء تُطرح أعتقد أنها لا تستطيع بناء روضة أطفال ، ووجودها هو الفشل بعينه ، لأن فتح بها عشرات الآلاف من المعطاءين والذين دفعوا أجمل سنوات عمرهم في خدمة فتح ، ومن حقهم أن يأخذوا فرصتهم اليوم في إدارة شؤون الحركة .
الهيئة القيادية الجديدة ، لن تستطيع تغيير الواقع ، ولن تستطيع ترتيب إقليم أو لجنة منطقة لأنها ستبني على أساسات ضعيفة ، كيف لا واستكمال ما وصلت له الهيئة القديمة سيكون له الأثر السلبي على وضع وشكل الحركة ، وسيكون السبب الرئيسي في قصر العمر الزمني لعمل الهيئة ، لأن البناء القديم تم على أساس الإقصاء والتهميش ، وما تم من تعيينات جاء نتيجة محسوبيات وعلاقات خاصة وولاءات شخصية .
إذا أردنا بالفعل إعادة استنهاض وضع حركة فتح ، وإذا أردنا بالفعل إعادة الكرامة للفتحاويين ، علينا الإيمان بأن فتح واحدة من رفح حتى جنين ، والانتباه لما وصلت له جماهير فتح من حالة إحباط سكون لها الأثر الكبير في أي انتخابات قادمة ، والعمل على تفعيل قانون العزل والحساب لكُل من أخفق وأساء للحركة وكوادرها ، خاصة الهيئة السابقة ، والتي عملت على زيادة الفجوة بين الفتحاويين ، وعملت على أساس الشللية والولاءات الشخصية ، وإذا أردنا بالفعل مصلحة فتح ، علينا العمل بنظام خلق قيادات شابة ليكونوا في الصف الثاني والثالث بالحركة ، لأن الفتحاويين لم يناضلوا ويصبروا حتى يروا هيئة جديدة بها بعض الأسماء الغير مرغوب بها ، لأن تاريخهم في فتح معروف ، وبعضهم لا يمثل إلا نفسه .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت