غزة - وكالة قدس نت للأنباء
افتتح معرض الكتاب والتراث الفلسطيني (الثالث) الذي تنظمه كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان " القدس تراثنا "، بمشاركة واسعة من ممثلي الوزارات والمؤسسات الرسمية والشعبية والعديد من الجمعيات التراثية.
وقد احتوى المعرض الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بكلية مجتمع غزة وفي الساحة المقابلة لها، العديد من الزوايا التي عبرت عن تاريخ وحضارة فلسطين القديمة، ومقتنيات تراثية وأشياء صنعت حديثاً ، وكان أبرز ما عرض من أثار فلسطينية تعود إلى حقب متلاحقة رومانية وبيزنطية وإسلامية وعثمانية ، وإلى فترة الانتداب البريطاني وما بعدها .
وضم المعرض بجانب الآثار مطرزات تراثية تحمل هوية القرى والبلدات الفلسطينية البدوية منها والمدنية ، حيث أظهرت العادات والتقاليد التي كانت شائعة في الملابس من زينة النساء من أثواب واكسسورات تراثية ، بجانب زاوية وضع فيها مجسمات لمدينة القدس وقبة الصخرة ومجسم لمدينة أريحا التي تعتبر أقدم المدن في العالم .
ولم يقتصر المعرض عند هذا الحد بل تعدى ليخصص جانب للكتب الفلسطينية والتراثية التي تحكي حكايات الآباء والأجداد، ومُدون فيها معلومات هامة عن حضارة فلسطين وتاريخها وتقدم شروحات عن الفلكلور الفلسطيني، بمشاركة من مكتبة بلدية مدينة غزة، ومركز رشاد الشوا الثقافي.
وقد استغلوا القائمين على المعرض الساحة الفارغة الأمامية، وابرزوا فيها حياة البادية من خلال نصب خيمة فرش أسفلها البساط البدوي والصوف وجلس تحت ظلها نسوة يرتدن الخلخال والبرقع، فيما كانت تمسك امرأة "القربة" لتصنع الإقط أو ما يعرف باللبن وهو من طعام البادية ويستخدم في صناعته حليب المواشي، في مقابلهم جلس مصطفي عطا الله صانع الأواني الفخارية يمسك الطين الأحمر المشبع بماء المطر لا العادي كما يقول، ويضعه على عجلة مخصصة لصناعة الفخار.
عمر حسان بنات (47 عاماً) ، كان أحد المشاركين في المعرض، من خلال الآثار والوثائق التاريخية التي جمعها عبر 27 عاماً من حياته ويقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" طارق الزعنون " أحببت بأن أشارك في هذا المعرض بما جمعته من آثار قديمة، ومقتنيات فريدة ومجسمات نحاسية تاريخية لكي يشاهدها الناس ويتعرفوا عليها".
ووضع في المعرض أطباق برسلان تعود بعضها للعصر الروماني، ونحاسيات أثرية تعود للعصر البيزنطي وتماثيل قديمة، ومستندات فلسطينية تعود لعام 26 ميلادي، وأحجار كريمة ونجف وإكسسوارات وأختام وأدوات تستخدم في البناء وزينة تاريخية ترجع لفترات زمنية متلاحقة، ومن بين ما عرض، كان عدادات الكهرباء التي تعود لفترة الانتداب البريطاني، ورمز صغير من الفضة للشرطة الفلسطينية في العهد العثماني".
ويوضح بنات بانه " منذ أن كان عمره 17 عاماً" بدأ هوايته في جمع الآثار، حتى أقام معرض خاص في بيته ووضع فيه كل ما جمعه في حياته من أثار فلسطينية وغيرها والتي كان يأتي بها من دول عديدة سافر إليها، لكنه لم يخف بأنه حزين لعدم وجود الاهتمام الكافي من المؤسسات الحكومية بهذه الآثار، والتي لا تقدر بثمن كما يراها، لكن نتيجة وضعه المادي الصعب أوضح أنه بات مُضطراً لبيعها".
على يساره جلس وليد العقاد (50 عاماً) مؤسس ومدير مؤسسة "متحف للتراث والآثار" الذي استغل إقامة المعرض ليضع فيه مخطوطات إسلامية كتب عليها سنن للرسول الكريم محمد "علية الصلاة والسلام"، تعود لعام 1319 م، ويشير بأنه توارثها عن آبائه وأجداده، فيما وضع أقدم شهادة ميلاد لامرأة فلسطينية "إسمها زهوة" تعود لعام1305م ، ووثيقة عمرها 2100 عام تقريباً تعود للعصر الروماني، ونقود تعود لعام 350 ميلادي أي للعصر البيزنطي ، ومجموعة من فئات النقود الفلسطينية تعود لفترة ما بين 1927م – 1944م .
الإتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين ومحل ريماس، شاركا في المعرض من خلال مطرزات تراثية، حيث عرضا "الأثواب وشالات وشنط وساعات ومحافظ ومصليات"، وجميعها تم صناعتها يدوياً.
ويشير صلاح ابو ستة، منسق الأندية الطلابية في كلية مجتمع غزة، وأحد القائمين على المعرض "أن هدف هذا العمل هو التذكير دوماً بالتراث الفلسطيني، ولكي تتعرف الأجيال على الحضارة والتراث والتاريخ الفلسطيني".
ولفت إلى أنهم حرصوا بأن يمثل المعرض جميع جوانب الحياة الفلسطينية ، لتتعرف الأجيال على تراث وتاريخ فلسطين، متمنياً بأن ينال إعجاب الزائرين.
ويستمر معرض "الكتاب والتراث الفلسطيني" ثلاث أيام متتالية، وقد لقي منذ اليوم الأول إعجاب رواده، ومشاركة مؤسسات عديدة، ورحلات طلابية جاءت بهدف التعرف على ما احتواه .
كاميرا "وكالة قدس نت للأنباء" تنقلت بين زواريا المعرض المختلفة واعدت هذا التقرير المصور بعدسة: محمود عيسى